الاثنين، 9 سبتمبر 2019

بقلم محمد اديب السلاوي

من أين للعثماني أن يأتي لحكومته بالنخب الجديدة.... ؟

محمد أديب السلاوي

يلتقي الدخول السياسي الجديد لهذه السنة (2019_2020)،بتعديل حكومي واسع يستجيب لدعوة جلالة الملك، بإدخال نخب جديدة على حكومة العثماني، واغتناء وتجديد مناصبها بكفاءات معروفة بقدراتها وخبراتها، وبنزاهتها ونظافة يدها، وهو ما يضع رئيس هذه الحكومة في امتحان صعب، خاصة وان أحزاب الأغلبية التي تشكلها تفتقر إلى كفاءات عالية، قادرة على حل المشاكل التي يتخبط فيها المغرب الراهن والأزمات التي تواجهه في شتى المجالات والميادين.

المغرب الراهن دولة نامية، ذات مستوى معيشي منخفض، لا يستقيم توازنها بين نموها السكاني وحالتها الاقتصادية والاجتماعية، تعاني من التخلف المتعدد الصفات / تعاني من قلة الإمكانات الطبية/ تعاني من تخلف التعليم / تعاني من هجرة مكتفة لشبابه المتعلم وغير المتعلم/تعاني من عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الاستهلاكية /تعاني من ضعف الاستثمارات الصناعية /تعاني من الأمية والفقر المدقع والفساد المتعدد الصفات.

أمام هذه الوضعية المؤسفة،يلتمس المغرب طريقه للتحول إلى بلد ديمقراطي، يواجه أزمات متعددة ملحة يتعين الإسراع بمعالجتها
وأمام هذه الوضعية أظهرت حكومة بنكيران/العثماني أنها ضعيفة، مهمشة، لا قدرة لها على السير نحو طريق الإصلاح، أو مواجهة الأزمات المتعددة الصفات العالقة ،وهو ما يعني أن حالة البلاد والعباد أصبحت في حاجة ماسة إلى حكومة بديلة قادرة على مواجهة التحديات الماثلة، بحلول واقعية، وبدون حسابات سياسية.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة على المغرب الراهن :هل يستطيع العثماني تكوين حكومة كفاءات من النخبة العلمية، الفنية،الثقافية. حكومة متخصصة في الاقتصاد والصناعة والتجارة والتعليم والصحة والتشغيل والتكوين المهني، قادرة على تطبيق المنهج العلمي /القانوني لحل المشاكل ومعالجة الأزمات التي يتخبط فيها المغرب، خارج كل منطق.

علينا أن نقولها بكل بصراحة ووضوح، لا يستطيع زعيم الحكومة الراهنة تحقيق الرغبة الملكية ،أي إدخال نخب جديدة تنتمي لأحزاب الأغلبية، قادرة على الإصلاح والتغيير، ذلك لان هذه الأحزاب لم تكن قادرة على تسيير وتدبير الشأن العام، ولا على محاربة الفساد ومعالجة الأزمات المتلاحقة مند التحاقها بهذه الحكومة وبالتي قبلها، دلك لأنها جاءت مند البداية لتامين مصالحها ومصالح أطرها.

إن هذه الأحزاب نصبت نفسها لفترة طويلة من الزمن المغربي كنخبة وصية على الأمة، ولكنها صنعت البلقنة،وعززت دائرة الفساد وسرقة المال العام وتعميق دائرة الفقر، وأطلقت العنان للازمات على البلاد والعباد، فكيف لها الإصلاح، ومن أين لها أن تأتي بالنخب الجديدة المطلوبة.... ؟

أفلا تنظرون... ؟

محمد اديب السلاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق