الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

رائد لعمري


أرواح


جاءت بريشتها وألوانها ولوحتها الفارغة وجلست تراقبه، هبّ إليها دفء حيرته متسائلا عن نظراتها تلك له، فما كان منها إلا أن تلهمه السكينة التي افتقدها منذ زمن ولتبدأ برسمه، وتفتعلُ بألوانها الجمال، كعادتها ترصدُ ما يستثيرها على بقعة لوحتها، فكلما رأت شموخه وعنفوانه زادت ساق شجرتها ارتفاعا وتجذرا، وأضافت فروعا لأغصانها المخضرة بحسن فعاله، وتحولت سماء لوحتها لينعكس فيها طيف قلبه المفعمِ بالحياة، كل ما حولهما كان صغيرا أمام حجم عزيمتهما، وكلما حاولت إبعاد ساقيهما عن الاقتراب زاد احتضان الأغصان وتآلفهما، حتى ظنت أنّ عناقا لروحيهما حصل في أعالي السماء كيلا تطالهما أعين الحاسدين في الأرض، ولا تكسرهما ريحُ ظنون ممن لا يفهمُ معنى الصداقة، وحدهُ البحرُ كان شاهدا على عرس السماء الذي لاح وما انطفى في الأفق...


للكاتب القيصر أ. رائد العمري
اللوحة للفنانة التشكيلية الرائعة نور الحوراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق