تَراتِيلٌ لِمَجَانِينِ الْهَوَى...!
أَسُدُّ قَلْبِي وَقَدْ مَاتَتْ لَوَاعِجُهُ
ـــــ فِي الشَّكِّ مِثْلَ مَحَارٍ جَفَّ فِي الصَّدَفِ!
أَبْوَابُ قَلْبِي ــ رَعَاكِ اللهُ ــ مُشْرَعَةٌ
ـــــ إِنْ جِئْتِ عَابِرَةً مُرِّي وَلَا تَقِفِي!
يَكْفِي الَّذِي كُنْتُ قَدْ عَايَنْتُ فِي صِغَري
ـــــ وَقَدْ كَبِرْتُ وَزَادَ الْعِشْقُ مِنْ تَلَفِي
مَا زِلْتُ أَذْكُرُ وَالذِّكْرَى تُعَذِّبُنِي
ـــــ تِلْكَ الَّتِي غَدَرَتْ لَمَّا نَطَقْتُ بِـ «فِي!»
كَانَتْ تُغَازِلُنِي مِنْ خَلْفِ شُرْفَتِهَا
ـــــ نَادَيْتُهَا اقْتَرِبِي مِنِّي وَلَا تَخَفِي!
وَبِتُّ أَذْكُرُ أَنِّي يَوْمَ فُرْقَتِنَا
ـــــ فَاضَ الْبُكَاءُ، كَأَنِّي شِيعَةُ النَّجَفِ:
يَبْكُونَ سِبْطَ رَسُولِ اللهِ فِي وَلَهٍ
ـــــ أَمَّا أَنَا فَغَرَامًا ضَاعَ لِلْأَسَفِ!
حَسِبْتُهُ كَانَ لَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبَدًا
ـــــ إِلَّا كَطَيْفِ خَيَالٍ بَعْدُ لَمْ يَطُفِ
مَا الْحُبُّ؟ إِنِّي وَقَدْ جَاوَزْتُ عُمْرَ أَبِي،
ـــــ أَلْقَاهُ فِي كِبَرِي يَجْثُو عَلَى كَتِفِي
وَلَسْتُ أَقْدِرُ حَمْلًا كُنْتُ أَحْمِلُهُ
ـــــ فِي أَوَّلِ الْعُمْرِ فِي عِزٍّ وَفِي شَغَفِ
شَاخَ الْفُؤَادُ، أَنَا أَنَّاتُهُ نَغَمٌ
ـــــ لَمَّا أُغَنِّي أُحَاكِي شَجْوَ مُعْتَكِفِ
أَبْكِي الْهَوَى أَلَمًا كَمْ شَبَّ فِي أَلَمِي
ـــــ لَمَّا الْفُؤَادُ كَبَا فِي كُلِّ مُنْعَطَفِ
يَا أَنْتِ، سُدِّي شَبَابِيكًا تُفَرِّقُنَا
ـــــ فِي لَيْلَتَيْنِ وَضَوْءُ الصُّبْحِ لَمْ يَزِفِ!
مَا أَنْتِ حَتَّى وَإِنْ صُغْتِ الْأَسَى قُبَلًا
ـــــ تَرْقَيْنَ قَافِيَّةً تَغْدُو مِنَ الطُّرَفِ!
تَحْكِي الْمَحَبَّةَ لِلْأَجْيَالِ فِي زَمَنٍ
ـــــ عَرَّى الْعِنَادُ أَهَالِيهِ مِنَ الشَّرَفِ
وَأَلْبَسَ الشَّكُّ أَرْحَامَ اللِّقَاءِ هَوًى
ـــــ لَمْ يَنْتَظِمْ نُطَفًا فِي مَهْبِطِ النُّطَفِ
اَلْحُبُّ لِي الْيَوْمَ، هَذِي الْأَرْضُ أَمْلَأُهَا
ـــــ حُبِّي النِّسَاءَ الَّذِي لَمْ قَبْلُ أَقْتَرِفِ
لَقَدْ يَشِبُّ غَرَامٌ فِي الْفُؤَادِ وَكَمْ
ـــــ يَشْقَى الْغَرَامُ وَنَبْضُ الْقَلْبِ لَمْ يَجِفِ!
إِنِّي وَهَبْتُ مَجَانِينَ الْهَوَى ثَمَرِي
ـــــ هُزُّوا النَّخِيلَ وَذُوقُوا مَا حَوَتْ قُفَفِي!
نَامُوا الظُّهُورَ عَلَى جِذْعِي أَنَا فَلَكُمْ
ـــــ جِذْعِي وِسَادٌ وَرَطْبُ الْفَرْشِ مِنْ سَعَفِي!
وَإِنْ وَجَدْتُمْ بِأَرْضِ التِّيهِ عَابِرَةً
ـــــ فَذَكِّرُوا بِفُؤَادِي الْمُتْعَبِ الدَّنِفِ!
قُولُوا لَهَا الْبَابُ، إِنْ أَرْيَاحُهَا عَصَفَتْ
ـــــ سَيُغْلَقُ الْبَابُ، إِنِّي حَافِظٌ تُحَفِي!
أَسُدُّ قَلْبِي وَقَدْ مَاتَتْ لَوَاعِجُهُ
ـــــ فِي الشَّكِّ مِثْلَ مَحَارٍ جَفَّ فِي الصَّدَفِ
وَأَنَّ مِفْتَاحَ هَذَا السِرِّ أُودِعُهُ
ـــــ بِفِعْلِ سَاحِرَةٍ فِي جَرَّةِ الْخَزَفِ
فَلَسْتَ تَلْقَاهُ حَتَّى تَلْقَ مَنْ غَدَرَتْ
ـــــ وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ الكَتْمَ مِنْ حِرَفِي
وَلَسْتَ تَلْقَاهُ حَتَّى تَلْقَ مَنْ سَطَعَتْ
ـــــ فِي الْبَدْءِ شَمْسًا وَلَكِنْ أَظْلَمَتْ غُرَفِي
وَلَسْتَ، لَسْتُ وَلَسْنَا فِي الْهَوَى رَجُلٌ
ـــــ ذَاقَ الْفِرَاقَ وَمِنْ دَاءِ الْغَرَامِ شُفِي!
إِنَّا كَآدَمَ عَنْ حَوَّاءِ مِحْنَتِنَا
ـــــ نَظَلُّ نَبْحَثُ خَلْفَ الْوَهْمِ فِي لَهَفِ
نُجَدِّدُ الْحُبَّ فِي الدَّارِيْنِ يَخْدَعُنَا
ـــــ وَخِدْعَةُ الْحُبِّ كَالْأَخْبَارِ فِي الصُّحُفِ
مَا نَلْتَقِي أَبَدًا إِلَّا لَنَا قَدَرٌ
ـــــ وَهَلْ تَرَى قَدَرًا يَأْتِي بِلَا صُدَفِ!
بِالْهَجْرِ غَنَّى لَنَا فِيمَا مَضَى سَلَفٌ
ـــــ وَاللَّحْنُ مَا زَالَ يَسْرِي فِي دَمِ الْخَلَفِ
شعر يحيى الشيخ
باريس، بتاريخ 25 سبتمبر 2020م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق