3/2من دفتر الذكريات
عندما أخبرنى د/ كامل السوافيرى عن محمود محمد صادق وقرأت قصيدته، ولم أجد تلك القصيدة فى اى مكتبة ، تركت دراستى جانبا ، وبدأت أبحث عن هذا الرجل وشعره ، فجمعت له ثلاث مطولات ، ابياتها تزيد عن ال 700 بيت ،يربطها خيط واحد وفكرة واحدة ، قدمت لها بدراسة وافية ، وكتبت عن حياة الشاعر ، مستجمعا ما تيسر جمعه من أخبار ونتف ،ولكن لم أقف على تاريخ وفاته ، الامر الذى يجعلنى أتوقف عن نشر كتاب عن شخص حديث ولم اذكر تاريخ الوفاة .
الشاعر له ديوان قرظه سعد باشا زغلول، وأطلق عليه ( شاعر الثورة ) فرأيت أن أسأل الكاتب الكبير مصطفى أمين وهو الذى قد تربى فى بيت الأمة ، وقد أمهلته أياما ، حتى يفكر أو يتذكر ،ولكن جاء الرد بالاعتذار ، فلم تفلح المحاولة ، التقيت بالاستاذ محمود أمين العالم ذات يوم فسألته، فكان جوابه : يااااه كان رائعا ، هل مازال حيا !!
سألت د حسن فتح الباب فأجاب: كنت أقرأ له وأنا طالب ، ولم أدر عنه شيئا .
والتقيت بالشاعر والمؤرخ الأدبى أحمد حافظ مصطفى، فسألته ، فقال : أذكر أن أنيس منصور يعرفه فقد كتب عنه أكثر من مرة .
بدأت تنكشف الغمة ويلوح نور من بعيد ، وفى الصباح، كنت أطرق باب أنيس منصور ، الذى فاجأنى بقوله : يااااه ذكرتنى بالمظلومين ، لم أكد أنتهى من فنجان القهوة حتى صاح فى وجهى، توفى عام 1970 ، قلت : سأذكر ذلك التاريخ فى كتاب ، فقال ، أعطنى يوما لأؤكد لك هذا التاريخ ، مر يومان ، وذهبت إليه ثانية ، ففتح درج مكتبه وأعطانى مقالا له فى جريدة الاخبار نشره بعد موت شاعرنا بأيام قليلة .
استمرت فترة البحث والسؤال عن وفاة الرجل عدة أشهر، حتى وصلت لهذا التاريخ .
لملمت أوراقى وتقدمت بهذا الكتيب للمجلس الأعلى للثقافة
عام 1994 وكان وقتئذ بمنطقة الزمالك ، وتحديدا بجوار اتحاد الكتاب بشارع حسن صبرى ، كنت آمل أن يصدر ضمن منشورات الكتاب الأول، تم عرض الكتاب على لجنة مختصة ، ووافقت اللجنة على نشره ، انتظرت أصوات المطابع وهى تلقف أوراق الكتاب ،دون جدوى ، الكتاب مجاز باللجان المتخصصة، وله إخراج فنى من الفنان محمود القاضى ، ولكن يقبع الكتاب فى الأدراج الخشبية المتربة.
و ذات مساء وصلنى خطاب من المجلس الأعلى، حمدت الله ، ربما يخبرونتى بصدوره، وفتحت الخطاب وجدت صكا بمبلغ مالى ، قيمة مكافأة الكتاب وذلك عام 1995، فرحت بهذا المبلغ الذى جاء بوقته ، فقد كانت المدام على وشك الولادة، وبالفعل تم صرف المبلغ على هذا الحدث السعيد .
وما بين كل فترة وأخرى، أذهب للمجلس للسؤال على صدور الكتاب، دون جدوى ، سنوات وسنوات ، حتى كانت الصدمة ، الشاعر لم يمر على وفاته خمسون عاما ، ومن ثم نحتاج لموافقة الورثة حتى يمكننا طباعته !!
ورثة الشاعر ! ربما كان البحث عن سمكة صغيرة فى المحيط الهادى أيسر واسهل من البحث عن ورثة الرجل !
مرت شهور كئيبة، فقدت الامل فى نشر الكتاب ، حتى علمت بالمصادفة أن هناك رسالة جامعية بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر عن هذا الشاعر ، ربما كان الباحث على صلة بأقارب الرجل أو يعرف طريقهم ، وحججت إلى كلية اللغة العربية بالدراسة، واطلعت على الدراسة ، وعرفت أن الباحث د /غانم السعيد (وهو العميد الحالى لكلية اللغة العربية ) ، حصلت على رقم هاتفه، وتحدثت معه شارحا له التفاصيل ،ولكن د/ غانم أخبرنى أن أهله لن يفيدوك بشىء ولن يساعدوك، والغريب أن ابن أخيه يعمل أستاذا فى مجال الأدب والفنون !
أعطانى د غانم عنوان رجل بالموسكى هو الذى يدلنى علي أقارب الشاعر ، ذهبت إليه، وأخدت منه هاتف د نبيل ابن اخى الشاعر، وهو اقرب الناس إليه، واحد ورثته.
وفى الليل اتصلت بالدكتور نبيل ، وكانت الصدمة الكبرى ، بسؤاله، لماذا تبحث عن هذا الرجل ، ووووو عشرات الأسئلة، وكأننى بتحقيق، اعتذرت له ، وشكرته على حسن تعاونه
وعدت إلى المجلس الأعلى للثقافة، لأجد أن الكتاب قد اختفى للأبد ...نعم .. ضاعت أصول الكتاب وقد باءت كل محاولات البحث بالفشل . !!!!!!!
اما الشاعر فله حديث آخر ...
عندما أخبرنى د/ كامل السوافيرى عن محمود محمد صادق وقرأت قصيدته، ولم أجد تلك القصيدة فى اى مكتبة ، تركت دراستى جانبا ، وبدأت أبحث عن هذا الرجل وشعره ، فجمعت له ثلاث مطولات ، ابياتها تزيد عن ال 700 بيت ،يربطها خيط واحد وفكرة واحدة ، قدمت لها بدراسة وافية ، وكتبت عن حياة الشاعر ، مستجمعا ما تيسر جمعه من أخبار ونتف ،ولكن لم أقف على تاريخ وفاته ، الامر الذى يجعلنى أتوقف عن نشر كتاب عن شخص حديث ولم اذكر تاريخ الوفاة .
الشاعر له ديوان قرظه سعد باشا زغلول، وأطلق عليه ( شاعر الثورة ) فرأيت أن أسأل الكاتب الكبير مصطفى أمين وهو الذى قد تربى فى بيت الأمة ، وقد أمهلته أياما ، حتى يفكر أو يتذكر ،ولكن جاء الرد بالاعتذار ، فلم تفلح المحاولة ، التقيت بالاستاذ محمود أمين العالم ذات يوم فسألته، فكان جوابه : يااااه كان رائعا ، هل مازال حيا !!
سألت د حسن فتح الباب فأجاب: كنت أقرأ له وأنا طالب ، ولم أدر عنه شيئا .
والتقيت بالشاعر والمؤرخ الأدبى أحمد حافظ مصطفى، فسألته ، فقال : أذكر أن أنيس منصور يعرفه فقد كتب عنه أكثر من مرة .
بدأت تنكشف الغمة ويلوح نور من بعيد ، وفى الصباح، كنت أطرق باب أنيس منصور ، الذى فاجأنى بقوله : يااااه ذكرتنى بالمظلومين ، لم أكد أنتهى من فنجان القهوة حتى صاح فى وجهى، توفى عام 1970 ، قلت : سأذكر ذلك التاريخ فى كتاب ، فقال ، أعطنى يوما لأؤكد لك هذا التاريخ ، مر يومان ، وذهبت إليه ثانية ، ففتح درج مكتبه وأعطانى مقالا له فى جريدة الاخبار نشره بعد موت شاعرنا بأيام قليلة .
استمرت فترة البحث والسؤال عن وفاة الرجل عدة أشهر، حتى وصلت لهذا التاريخ .
لملمت أوراقى وتقدمت بهذا الكتيب للمجلس الأعلى للثقافة
عام 1994 وكان وقتئذ بمنطقة الزمالك ، وتحديدا بجوار اتحاد الكتاب بشارع حسن صبرى ، كنت آمل أن يصدر ضمن منشورات الكتاب الأول، تم عرض الكتاب على لجنة مختصة ، ووافقت اللجنة على نشره ، انتظرت أصوات المطابع وهى تلقف أوراق الكتاب ،دون جدوى ، الكتاب مجاز باللجان المتخصصة، وله إخراج فنى من الفنان محمود القاضى ، ولكن يقبع الكتاب فى الأدراج الخشبية المتربة.
و ذات مساء وصلنى خطاب من المجلس الأعلى، حمدت الله ، ربما يخبرونتى بصدوره، وفتحت الخطاب وجدت صكا بمبلغ مالى ، قيمة مكافأة الكتاب وذلك عام 1995، فرحت بهذا المبلغ الذى جاء بوقته ، فقد كانت المدام على وشك الولادة، وبالفعل تم صرف المبلغ على هذا الحدث السعيد .
وما بين كل فترة وأخرى، أذهب للمجلس للسؤال على صدور الكتاب، دون جدوى ، سنوات وسنوات ، حتى كانت الصدمة ، الشاعر لم يمر على وفاته خمسون عاما ، ومن ثم نحتاج لموافقة الورثة حتى يمكننا طباعته !!
ورثة الشاعر ! ربما كان البحث عن سمكة صغيرة فى المحيط الهادى أيسر واسهل من البحث عن ورثة الرجل !
مرت شهور كئيبة، فقدت الامل فى نشر الكتاب ، حتى علمت بالمصادفة أن هناك رسالة جامعية بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر عن هذا الشاعر ، ربما كان الباحث على صلة بأقارب الرجل أو يعرف طريقهم ، وحججت إلى كلية اللغة العربية بالدراسة، واطلعت على الدراسة ، وعرفت أن الباحث د /غانم السعيد (وهو العميد الحالى لكلية اللغة العربية ) ، حصلت على رقم هاتفه، وتحدثت معه شارحا له التفاصيل ،ولكن د/ غانم أخبرنى أن أهله لن يفيدوك بشىء ولن يساعدوك، والغريب أن ابن أخيه يعمل أستاذا فى مجال الأدب والفنون !
أعطانى د غانم عنوان رجل بالموسكى هو الذى يدلنى علي أقارب الشاعر ، ذهبت إليه، وأخدت منه هاتف د نبيل ابن اخى الشاعر، وهو اقرب الناس إليه، واحد ورثته.
وفى الليل اتصلت بالدكتور نبيل ، وكانت الصدمة الكبرى ، بسؤاله، لماذا تبحث عن هذا الرجل ، ووووو عشرات الأسئلة، وكأننى بتحقيق، اعتذرت له ، وشكرته على حسن تعاونه
وعدت إلى المجلس الأعلى للثقافة، لأجد أن الكتاب قد اختفى للأبد ...نعم .. ضاعت أصول الكتاب وقد باءت كل محاولات البحث بالفشل . !!!!!!!
اما الشاعر فله حديث آخر ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق