السبت، 5 سبتمبر 2020

محمد سالمان

3/2من دفتر الذكريات 

عندما أخبرنى د/ كامل السوافيرى عن محمود محمد صادق وقرأت قصيدته،  ولم أجد تلك القصيدة فى اى مكتبة ، تركت دراستى جانبا ، وبدأت أبحث عن هذا الرجل وشعره ، فجمعت له ثلاث مطولات ، ابياتها تزيد عن ال 700 بيت  ،يربطها خيط واحد وفكرة واحدة ، قدمت لها بدراسة وافية ، وكتبت عن حياة الشاعر ، مستجمعا ما تيسر جمعه من أخبار ونتف ،ولكن لم أقف على تاريخ وفاته ، الامر الذى يجعلنى أتوقف عن نشر كتاب عن شخص حديث ولم اذكر تاريخ الوفاة .
الشاعر له ديوان قرظه سعد باشا زغلول، وأطلق عليه ( شاعر الثورة ) فرأيت أن أسأل الكاتب الكبير مصطفى أمين وهو الذى قد تربى فى بيت الأمة ، وقد أمهلته أياما ، حتى يفكر أو يتذكر  ،ولكن جاء الرد بالاعتذار ، فلم تفلح المحاولة ، التقيت بالاستاذ محمود أمين العالم ذات يوم  فسألته،  فكان جوابه : يااااه كان رائعا ، هل مازال حيا !!
سألت د حسن فتح الباب فأجاب: كنت أقرأ له وأنا طالب ، ولم أدر عنه  شيئا .
والتقيت بالشاعر والمؤرخ الأدبى أحمد حافظ مصطفى،  فسألته ، فقال : أذكر أن أنيس منصور يعرفه فقد كتب عنه أكثر من مرة .
بدأت تنكشف الغمة ويلوح نور من بعيد ، وفى الصباح،  كنت أطرق باب أنيس منصور ، الذى فاجأنى بقوله : يااااه ذكرتنى بالمظلومين ، لم أكد أنتهى من فنجان القهوة حتى صاح فى وجهى،  توفى عام 1970 ، قلت : سأذكر ذلك التاريخ فى كتاب ، فقال ، أعطنى يوما لأؤكد لك هذا التاريخ ، مر يومان ، وذهبت إليه ثانية ، ففتح درج مكتبه وأعطانى مقالا له فى جريدة الاخبار  نشره بعد موت شاعرنا بأيام قليلة .
استمرت فترة البحث والسؤال عن وفاة الرجل عدة أشهر،  حتى وصلت لهذا التاريخ .
لملمت أوراقى وتقدمت بهذا الكتيب للمجلس الأعلى للثقافة 
عام 1994 وكان وقتئذ بمنطقة الزمالك ، وتحديدا بجوار اتحاد الكتاب بشارع حسن صبرى ، كنت آمل أن يصدر ضمن منشورات الكتاب الأول،  تم عرض الكتاب على لجنة مختصة ، ووافقت اللجنة على نشره ، انتظرت أصوات المطابع وهى تلقف أوراق الكتاب ،دون جدوى ، الكتاب مجاز باللجان المتخصصة،  وله إخراج فنى من الفنان محمود القاضى ، ولكن يقبع الكتاب فى الأدراج الخشبية المتربة. 
و ذات مساء وصلنى خطاب  من المجلس الأعلى،  حمدت الله ، ربما يخبرونتى بصدوره،  وفتحت الخطاب وجدت صكا بمبلغ مالى ، قيمة مكافأة الكتاب وذلك عام 1995، فرحت بهذا المبلغ الذى جاء بوقته ، فقد كانت المدام على وشك الولادة،  وبالفعل تم صرف المبلغ على هذا الحدث السعيد .
وما بين كل فترة وأخرى،  أذهب للمجلس للسؤال على صدور الكتاب، دون جدوى ، سنوات وسنوات ، حتى كانت الصدمة ، الشاعر لم يمر على وفاته خمسون عاما ، ومن ثم نحتاج لموافقة الورثة حتى يمكننا طباعته !! 
ورثة الشاعر ! ربما كان البحث عن سمكة صغيرة فى المحيط الهادى أيسر واسهل من البحث عن ورثة الرجل ! 
مرت شهور كئيبة،  فقدت الامل فى نشر الكتاب ، حتى علمت بالمصادفة أن هناك رسالة جامعية بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر  عن هذا الشاعر ، ربما كان الباحث على صلة بأقارب الرجل أو يعرف طريقهم ، وحججت إلى كلية اللغة العربية بالدراسة، واطلعت على الدراسة ، وعرفت أن الباحث د /غانم السعيد (وهو العميد الحالى لكلية اللغة العربية ) ، حصلت على رقم هاتفه،  وتحدثت معه شارحا له التفاصيل ،ولكن د/ غانم أخبرنى أن أهله لن يفيدوك بشىء ولن يساعدوك،  والغريب أن ابن أخيه يعمل أستاذا فى مجال الأدب والفنون !
أعطانى د غانم عنوان رجل بالموسكى هو الذى يدلنى علي أقارب الشاعر ، ذهبت إليه،  وأخدت منه هاتف د نبيل ابن اخى الشاعر، وهو اقرب الناس إليه، واحد ورثته. 
وفى الليل اتصلت بالدكتور نبيل  ، وكانت الصدمة الكبرى ، بسؤاله،  لماذا تبحث عن هذا الرجل ، ووووو عشرات الأسئلة، وكأننى بتحقيق،  اعتذرت له ، وشكرته على حسن تعاونه 
وعدت إلى المجلس الأعلى للثقافة،  لأجد أن الكتاب قد اختفى للأبد ...نعم .. ضاعت أصول الكتاب وقد باءت كل محاولات البحث بالفشل . !!!!!!!
اما الشاعر فله حديث آخر ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق