النـــور الاخـــير لـــوهج التـــراب
--------------------------------------
في الثرى قبور بدم القتلى ،تسيل ،أنين يُسمع نازفا من أفئدة الجرحى ،انتحاب الايام ،جياع اليتامى ،يبكون في كهوف الطين ،استحالت تربة الموت ،يُستغاث بشط الرجاء ،أجفان على جمر السهاد ،مُرسلا في ضوء القنديل ،بالنور الاخير ،تَعِبنا من سفر العمر ،قُرب الدمع ،نفتح هذه العيون
ما كُدّس في النفس من أساطير القرى ،اتكالا وأمل ،كل ما نتمناه ،قدير ،في مرايا بُعد ،منظور الزمن ،بعد ما في الامس ،ثرنا ،فحضينا ،نرفع الرفض ،بسيف الشعارات ،نقاتل ،ذَرَفَ الناس ،دموع الحزن ،صامت دهرنا ،يَرقِب الشمس ،يشتاق للفجر ،يسقط غيثا ،في نفوس البؤساء ،أكواخ الطين ،لم نزل في الصمت ،وسكب الدمع ،سنخلّيه ،نختار الغد ،في لياليه تغفو ،للمساكين مُقل.. ينسّل الخوف من حدق الموتى ،كالنهر يذهب ،لموعد البحر المتأخر ،مزاد أفتتح موتي في موسم النار ،يتقدم الحفاة ،ليسرج البؤساء القرى ،ليسقط ويعوى المساكين نحو القبور ،مواعيد الدم أغلقت توا في الارض ،لينهضوا ،كل يتعرف على أوجاعه ،بين جبين جائع وجائع ،سوى الجوع وبصمة ألم ،مرغّوا رؤوسهم في التراب ،لم يحصلوا على فُتاة خبز ،ماتوا جميعا ،أضاءت قبورهم نورا ،مقياس الدم في يدي ،أقيس كمية الدم ،ممن ماتوا بالرصاص ،أو أي شيء آخر، أشّد ،عيوني الى الارض ،يمتلك الفقراء ،بقاع عواصمها الاجنبية ،سقطتُّ وقريتي ،أمتزج الدم ،بأرغفة الخبز ،ترحل قريتي في الموت ،تقاتل، في باب القرية دم من الذاهبين الى قلبها ،أحتشّد الميتون بجانبي في اول الغسق ،اسندت جسمي لجثة ،كانت قريتي تنام ،اتذكر اني مع الحلم ،جئت ،فأرتعش الموتى ،لتحيا القبور في باب المدينة لم اجد عنقي ،لأني قتيل ،لا ظّل للميت ،لأني شريد لا موت للجائعين ،دمي موصل للتراب ،ليأتي المساكين نحوي عند الحروب ،يمضون ،تركوا نجمة في الظلام ،نسمة هواء ،قام الجياع من الجوع ،الاموات من الموت ،لم يبقى تحت ركام القرية ،الاّ الطغاة ،دم يرفع قامتنا ،يستنهض القرية ،رسائلنا جثة ،البريد عظام ،لم تصل الرسائل ،مات المساكين ،بلغ الموت حد الكلام ،برز من كل جرح من الاطفال المنكفئين على الحياة ،بلغ ،الحقد والرقص ،حد السماء لم يبقى على الارض ،الاّ سوانا ،ودماءنا ،وقناديل مطفأة. قَتَلَني الحُزن ألقى بَعضي ،جمَعني مُشوّه الاعضاء..
يموتون أطفال الرايات ،صوت أجراس ضائعة في الليل ،لِطفل شارد
اخر مسجي على الارض حالم ؟ تسمع في الليل خطى ناعمة ،احلاما
تخرج من حدقات الموتى ،غادروا مساء ،قلوبهم بعيدة المنال ،على شجر الليل يبكون ،في اخر الذكرى ينامون ،رفعت قلبي لهم ،على خنجر الليل
تقوس مثل الهلال ،سجلّوا احلامهم بيضاء ،ترتديهم نجوم السماء ،ربما يرجفون ،صار الجلد بلون التراب ،في الافق صهيل الجنون ،الورد دون عبير ،لغة المدى ،حفيف الضلوع ،الصدى غابة الصراخ ،أنزفوني ،لم تحتويكم ذراعي ،وجهي مصاب ،أعلنت الحزن ،انحدرت ،كسيل دموع
لِتأتي لغتي وكل القرى ،سيلها دموع ،مع الدمع معجزات ،سَرت جثتي بين القرى ،تحصدهم دمعة ،فدمعة ،اقتادني السيل ،هذا أوان القطاف
عصر الدموع ،أمشي الى الموت وحدي ،موتاكم ينامون ،نوم الضياء
عيونهم قناديل التراب ،ينكسر البحر ،تغتسل الارض بالرماد ،المدى دم لا يغيب ،الارض تخجل من عريها ،الشمس تدور ،ساعة القتل تدور على ارصفة الحزن ،مساءً ،يقرأ ،الحلم جوع البائسين ،الارض يباس ،شَربت
دمها حتى الثمالة ،رأت قمرا بين القرى الحبلى ،فجيعة ،يُعلن
موت الانبياء ،أُطفأت القناديل الحزينة ،رقصوا فوق العظام ،امتّدت
الى الحلم الجميل ،دماً يجري على أرصفة الاجساد ،الجرح في الجسم
لا يبرأ ،يعبرون ،الميتون الموت في الاغماء ،في وهج التراب ،ينتابون
أحزان القادمين، يدّق دمهم ابواب القرية ،تبكي القناديل ،لم تعد غير الاوجاع ،تحت سعف النخيل ،يخرجون بعد الاحلام ،دمائهم قِصة
خطواتهم زُرقة السماء ،الشمس للمساكين لا تعرف الانحناء.. يا خُسره عيش الكرام بين اللئام ،حبس تضليل جحود ،كيف احيىّ بين شوك وعوسج
مقابر ،كبدي ودموع ،كره ،غدر ،اضرموا الذعر في الجفون ،فجرّوا
اليأس في الضلوع ،ذوبّوا المكر في الشموخ ،رحموا فكري ،أغفيت ،أدب العفو شيمة الاتقياء..
**********
المفرجي الحسيني
النور الاخير لوهج التراب
العراق/ بغداد
14/9/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق