عندما كان فؤاد حداد الكل في واحد
خرج على قانونه محمد مستجاب
خروجا نوعيا
وراح يبحث عن دهان للجرب المستعصي
الذي يعاني منه نعمان عبد الحافظ
وفي اللحظة نفسها كان ضياء الشرقاوي يستعد للمغادرة
بعد زيارة منتصف الليل البائسة
وتحديق ممل في أجساد الطيور المحنطة
في مصر لم يعد أحد يجهل التحنيط
مائة مليون جسد مجوف على الحائط
مائة مليون جسد
كلها محشوة بأوراق البردي
والجبس المعاصر
ودهانات نعمان عبد الحافظ
والتهابات بين الأفخاذ
وجوارب مقطوعة
لأن أحمد فؤاد نجم عاش مهرجا
ومات كذلك
أما صلاح عبد الصبور فقد ذوب وجهه القروي
وراء قناع ملون
وبدأ رحلة مقيتة
في تفلسف فارغ
ومقيت أيضا
كلهم أحبوا جمال عبد الناصر
وكرهوه
ولم يقدموا تبريرا واحدا
والآن يخلقون أنفسهم
مرة أخرى في تنميط جديد
تحنيط وراء تحنيط وراء تحنيط
ليس للكذب قدمان
لكنني طلبت من السيدة رجاء
سكرتير الحزب اليميني شديد الثراء
أن تترك لي الشقة
وتشتري لحزبها واحدة أخرى
ضحك أمين الشباب
ونائبه
ورئيس الحزب
ونائبه
وأمين الصندوق
ونائبه
ورئيس لجنة السياسات
وأمينها
ونائبها
والواقفون عند العتبة
ينتظرون النبي يونس
بالهراوات
ليعيدوه إلى بطن الحوت
آخذا معه
جورج لوكاتش
ولوركا
والمتنبي
ورأيت سيد البالونات الليبرالية
يضحك ناثرا رذاذا هائلا من شفتيه
ثم سخر من عمر بن الخطاب
وسعد الدين الشاذلي
واغتصب فتاة المعبد
في مصر الجديدة
كان متعطشا كالإسفنج
وكاذبا كسارتر
وسعيدا ضاحكا قبيحا كيزيد بن معاوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق