النص المشكلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Samia Sadek
توافق
يُقلّبُ لُعَبَهُ القديمةَ , يفتشُ عن واحدةٍ تُشْبِهُهَا,
تتشاكلُ عليه الملامحُ , يحقق فى التفاصيل .
يَسقط ُعن وجههِ قناعُها ؛ فيمتدُ ظلُها طويلا أمامه .
( سامية صادق )
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبعاد النص المتداخلة تجعله يتصف بالاحتشــــــــــــاد الحائر ...
ما يستدعى الإعجاب النقـــــــدى عند النظر إليه _ إجبارًا _ من
زوايا متعددة , هو يفـــــــــــــــــــتش فى ألعابه عما يَظن أنه
مماثل لها , و لا يفتش عنها كحقيقة _ بينما هى مختبئــــة
فى قنــــــــــــاعها الذى يرتديه هو .
تخاتله ضبابات الحقيقــــــــــة و الوهم فيتوه و لا يصل إلـــــــى
مبتغاه .
حين يفتش فمعنى هذا أنها ليســـــــــــــــت فى واقعه الفعلى
( الآن ) و الزمنية هنا أســــــــــاسية [ الزمن الحقيقى الفيزيائى
و الزمن النفســـــــــــــــــى الخاص , فهو يعانى زمنين , يعيش
ماضيًا بينما تعيش هى حاضره ] , لكنها بواســـــــــــــــــطة
حضورها الرامز المقنَّع ( قناعها الذى يرتديه هو ) موجودة
بشكل من الأشكال كمحايثة( أو إمكان ) , بدليل أنها ظهرت
فى خلفــــــــــــــــــــية ما لم يرها هو , إنما ظهر له فقط ظلها
المشاكس كنقطة كشــــــــفٍ للخداع المستتر الذى قفز ممتدًا
أمامــــه , خداع حقائق الحياة و أوهامها على العموم و ليس
خداعها هى تحديدًا .
هو حائر أصــــــلا لا يعرف ماذا يريد أو ما الذى يجب أن يفعله
فكل الأمور ملتبسة أمامه حتـــــى ملامحها قد غابت عنه فهو
الآن يجلب الأشياء القديمة , فلاشــــــــــــــــك أن العمر قد ولَّى ,
( و ربما تكون أيضًا قد رحلت عن الحياة كفرضـــــــية محتملة
بشكل كبير )
النص كله يعالج الوهم بتداخله الزلِق مع الحقيقـــــــــــــة معالجة
إحداثيات هندســــــــية , نكاد نمسك بعنصر الواقع فيقفز فورًا
جانب الخيال و العكس حتى نصـــــــــــــاب بالدوار ... فنفكر فى
واقعنا و الأشياء المحيطة بنا نحن أيضًا بكل مفرداتها الموحية ...
إنه من هذه الناحية كــ " نركيسس " الذى راقب وجهه فى بحيرة الماء
فعاش لحظتها واقعين , و هو بهذا يلعب لعبة وجوديــــــــة قد تكلفه
الكثير لو ساير خدعتها و تبِعَ الظلال .
علينا أن نفكر جيدًا فى :
الألعاب ... و الأقنعة ... و الظلال
هى كلها رموز و دلالات لعبثيـــــــــــــة وجود نعيش فيه على الهامش :
نلعب و نتوهم و نمنى النفس و نكذب على انفسنا و نعتمد الخيالات
و تعجبنا الأقنعة _ ســــــــــواء ارتديناها نحن أم ارتداها غيرنا , لا فرق _
الأمر كله إذن عبث فى عبث كما هتف مكبث فى نهايــــــة مونولوجه
الشهير :
"ما الحياة إلا ظل يمشي، ممثل مسكين
يتبختر ويستشيط ساعته على المسرح،
ثم لا يسمعه أحد: إنها حكاية
يحكيها معتوه، ملؤها الصخب والعنف،
ولا تعنى أى شىء "”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص مكتمل تقنيًا كقصة قصيرة جدًا ... دخول مباشـــــر إلى عمق
المشهد , و الحركية تشمل أركانه توترًا , و القفلة حققت مسعاها
بكسر أفق التوقع و استثارة عنصر ( ما بعد القراءة ) الذى سيقوم به
القارىء تلقائيًا مع هذا الانفتاح ( لا الاغلاق) للقفلة , و الداعى إلى
التأمل و اســــــــــتدعاء المستويات الأخرى لتعاملات المخيلة إزاء
العناصر التى تخاطب أنواعًا أخرى من الواقع غير هذا الذى ألِفناه
و نحياه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Samia Sadek
توافق
يُقلّبُ لُعَبَهُ القديمةَ , يفتشُ عن واحدةٍ تُشْبِهُهَا,
تتشاكلُ عليه الملامحُ , يحقق فى التفاصيل .
يَسقط ُعن وجههِ قناعُها ؛ فيمتدُ ظلُها طويلا أمامه .
( سامية صادق )
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبعاد النص المتداخلة تجعله يتصف بالاحتشــــــــــــاد الحائر ...
ما يستدعى الإعجاب النقـــــــدى عند النظر إليه _ إجبارًا _ من
زوايا متعددة , هو يفـــــــــــــــــــتش فى ألعابه عما يَظن أنه
مماثل لها , و لا يفتش عنها كحقيقة _ بينما هى مختبئــــة
فى قنــــــــــــاعها الذى يرتديه هو .
تخاتله ضبابات الحقيقــــــــــة و الوهم فيتوه و لا يصل إلـــــــى
مبتغاه .
حين يفتش فمعنى هذا أنها ليســـــــــــــــت فى واقعه الفعلى
( الآن ) و الزمنية هنا أســــــــــاسية [ الزمن الحقيقى الفيزيائى
و الزمن النفســـــــــــــــــى الخاص , فهو يعانى زمنين , يعيش
ماضيًا بينما تعيش هى حاضره ] , لكنها بواســـــــــــــــــطة
حضورها الرامز المقنَّع ( قناعها الذى يرتديه هو ) موجودة
بشكل من الأشكال كمحايثة( أو إمكان ) , بدليل أنها ظهرت
فى خلفــــــــــــــــــــية ما لم يرها هو , إنما ظهر له فقط ظلها
المشاكس كنقطة كشــــــــفٍ للخداع المستتر الذى قفز ممتدًا
أمامــــه , خداع حقائق الحياة و أوهامها على العموم و ليس
خداعها هى تحديدًا .
هو حائر أصــــــلا لا يعرف ماذا يريد أو ما الذى يجب أن يفعله
فكل الأمور ملتبسة أمامه حتـــــى ملامحها قد غابت عنه فهو
الآن يجلب الأشياء القديمة , فلاشــــــــــــــــك أن العمر قد ولَّى ,
( و ربما تكون أيضًا قد رحلت عن الحياة كفرضـــــــية محتملة
بشكل كبير )
النص كله يعالج الوهم بتداخله الزلِق مع الحقيقـــــــــــــة معالجة
إحداثيات هندســــــــية , نكاد نمسك بعنصر الواقع فيقفز فورًا
جانب الخيال و العكس حتى نصـــــــــــــاب بالدوار ... فنفكر فى
واقعنا و الأشياء المحيطة بنا نحن أيضًا بكل مفرداتها الموحية ...
إنه من هذه الناحية كــ " نركيسس " الذى راقب وجهه فى بحيرة الماء
فعاش لحظتها واقعين , و هو بهذا يلعب لعبة وجوديــــــــة قد تكلفه
الكثير لو ساير خدعتها و تبِعَ الظلال .
علينا أن نفكر جيدًا فى :
الألعاب ... و الأقنعة ... و الظلال
هى كلها رموز و دلالات لعبثيـــــــــــــة وجود نعيش فيه على الهامش :
نلعب و نتوهم و نمنى النفس و نكذب على انفسنا و نعتمد الخيالات
و تعجبنا الأقنعة _ ســــــــــواء ارتديناها نحن أم ارتداها غيرنا , لا فرق _
الأمر كله إذن عبث فى عبث كما هتف مكبث فى نهايــــــة مونولوجه
الشهير :
"ما الحياة إلا ظل يمشي، ممثل مسكين
يتبختر ويستشيط ساعته على المسرح،
ثم لا يسمعه أحد: إنها حكاية
يحكيها معتوه، ملؤها الصخب والعنف،
ولا تعنى أى شىء "”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص مكتمل تقنيًا كقصة قصيرة جدًا ... دخول مباشـــــر إلى عمق
المشهد , و الحركية تشمل أركانه توترًا , و القفلة حققت مسعاها
بكسر أفق التوقع و استثارة عنصر ( ما بعد القراءة ) الذى سيقوم به
القارىء تلقائيًا مع هذا الانفتاح ( لا الاغلاق) للقفلة , و الداعى إلى
التأمل و اســــــــــتدعاء المستويات الأخرى لتعاملات المخيلة إزاء
العناصر التى تخاطب أنواعًا أخرى من الواقع غير هذا الذى ألِفناه
و نحياه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق