السبت، 7 سبتمبر 2019

جميل عبد للوهاب

الحساسيات 

الحساسية من شيء معين قد تؤدي إلى حكة وتهيج جلدي أو قرحة معدية أو أي أعراض أخرى يكون لها مفعول السلب على الجسم..
في حياتنا العامة نواجه الكثير من الحساسيات التي فرضتها ظروف قاهرة أو بيئة غارقة في الصراعات بمختلف أنواعها..فينشأ بين أفرادها نوع من التحسس النفسي تجاه فكر مخالف أو جماعة معينة أو حتى لفرد ليس من نفس القبيلة، فتتكون لدى هؤلاء الأفراد مناعة مكتسبة نتيجة التلقين المستمر وممارسة دور الوصي وخصوصا من الآباء والأقربين.
ونتيجة لذلك تنطلق جملة من الشرارات الكهربائية في الهواء لتدخل في صراع أزلي لا ينتهي حتى تطغى الكراهية وحب الذات على الجميع، فيصير الكل محقا، والكل مظلوما، والكل يفسر المواقف من زاويته، وهذا يدل على تعدد زوايا الرؤية واختلاف العقول في درجة تقبلها أو رفضها للأحداث التي تحدث حولها.
قد ينصحك أحدهم بالعزلة وتجنب البشر والعيش بمنأى عنهم، لكن هذا لن يكون كافيا، فقد تضطر للخروج لشراء شيء معين أو للذهاب إلى عملك وتجد من يرمقك بنظرات مقيتة أو يتمتم بينه وبين نفسه أو يتعامل معك بنذالة قصد استفزازك..قد تتجاهل سنوات ولكنك لن تتجاهل طوال عمرك..يكفي أن تحمل ذلك الشخص وتعرضه على طبيب نفسي أو تمارس دور الطبيب وتعالجه بنفسك بما يقتضيه الموقف
#عبد_الوهاب_جعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق