الجمعة، 6 سبتمبر 2019

بقلم الاديب حسن بيريش

أنا وأنت والهوى ثالثنا



(1)

 حبك حرف
تكتبينه بحبر الجفن
وكحل جذل
وهواي شراع من ولع
مرساه الغزل
أكتبك بوجد بليغ
إليك يرنو ويبتهل
فاقرئيني بأحداق
الهوى فيها مكتمل

(2)

على بابك حشد من العيون
إليك تسعى ..
وبحسنك تكتحل.
متأخرا أخذني الوله إليك
فهل أنا الأول ؟
جئت وفي يدي ارتعاشة
وعلى لساني اهة
لا حلي عندي..
و لا حلل

(3)

خبأتك في سواد العين
فأضرمت النار في حواسي
وبلهيبها صرت أتغزل
جعلت الروح مثواك
فصرت بألف عمر..
و أغمض عينه عني
الأجل

(4)

جنوني سفر دائم
إلى أقاصي الشفاه
وبرواء الارتشاف أعتمل
فتنتك يقظى
وجمري متقد
والوصال بيننا يمتثل

(5)

كم عطر ثغرك
ألثمه..فأحار:
أثغر هو أم فل؟!
كم مياس قدك
أتملاه بخفق الرضاب
فيشتد في صبابتي الغل
نشوانة هي اللمسات
والعناق ضوع الطيوب
ويل لي من السكر..
ويل!

(6)

جاء الحب إليك يحبو
إلبسيه سوارا من آهات
دعيه بسحرك يثمل
العشق فيك مورق
هو كورد خديك..
لا يذبل
إن أقبلت يذوب الفؤاد مني
وإذا أدبرت كنت إليك
أميل

(7)

إن كنت جرحا في الحنايا
فتلك مشيئة الهوى
لا القلب منها ينفلت
ولا العقل
لكن لا تكوني حادة كالخنجر
فالحب ليس من شيمته
القتل!

(8)

مضى شهر.. مضى عام
وغيابك..
آه من غيابك
كم هو أطول!
أراك في كل وجه
ألمحك في كل طيف
فكم في هواك
أنا أتحمل!

(9)

ذاب جليد الثنائي بيننا
فذوبيني في وهجك
اجعليني بين نهديك
أتبتل
إن كنت تجهلين ما بي
فما بك أنا لا أجهل
الشغف بك يسكن أوردتي
وفي نبضي يتساءل:
هل ستجعلين مني قيسا..
أم ليلى منك أجعل؟!

(10)

واريت كل عشيقاتي ثرى الماضي
وتوجتك حاضرا
بقبسات أحلامه أتشكل
مشاغبة كانت عواطفي
وحين طرقت بابها برمش العين
عادت إلى رشدها
وصارت أعقل
زائغة كانت نظراتي
ومذ وقعت عليك
سقطت أسيرة
وأصبح في عينيك
عقدها والحل!

(11)

أذوب لهفا عليك
وأخضع لمشاعر غيرة
تتصالح مرة وأخرى تقتتل
كلما تساءلت:
أين إحساسها الآن..!؟
تعزفني الظنون
وبتباريح الشك أتسربل!

(12)

أطالع خطوط كف الهوى
تتنهد الأبراج
وعن صراطها تتحول
أحار:
هل أستنطقها مصير هواي
أولا أفعل؟
تستشف هي ما به أنا أحفل
تبتدرني:
تبدل فيك كل شيء
وحده حبك لها
لا يتبدل!

(13)

سألت العطر عنك
فتضوع بين أضلعي
وللهفاتي أخذ يختتل
سألت الكحل في عينيك
فسال تحت وهج الحنين
ولآياتك شرع يرتل

(14)

قالت: حملت وجيبي على شوقك..
أأتعبك الحمل؟
قلت: لا أراح الله قلبي من هواك
و إن كان في جوانحي نصل!
قالت: ريثا أبحث عنك في سرائري
و في استحضاري إليك ..
كم أنت عجل!
قلت: لا جناح علينا ..
كلانا سواء في الهوى
إن كنت فيك بعض..
فأنت لدي كل

(15)

يتبرأ مني قلبي
إذا خاصمني هواك
ويكبر الحزن في عمري ويكتهل
ما لي صبر على النأي
فلا تشهري الجفاء
دعي التداني بيننا يحل
تعزفك المهج سهادا
حين يصاب النظر بفقدانك
وشجو الشوق
أوتاره أمل يعقبه أمل

(16)

وهبتك قلبا لم يزل رضيعا
فطامه الشفاه العسل
علق الهوى منك في المهد
فشب معافى الوجدان
لا هم ولا علل
فنيت أشواق العشاق
وشوقه أزل!


بقلم الشاعر حسن بيريش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق