الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

بقلم الشاعرة ماريا غاري

.....و كأني هناك ...!


....و كأني هناك ...
قد تمردت على القدر
 مما ألاقيه في بعدك
و فتحت نافذة صغيرة في خيالي
تسللت حافية القدمين
تاركة ورائي ذكريات الدمع معك
و هرعت كامرأة جزعة
..أهلكها واقع الجفاء
بكل قوتها ...إلى حلم جميل
يجمعها بفارسها دون تضليل..

.....و كأني هناك....
معك كل ليلة
أرقبك دون حراك
يصارع الرمش نظيره بحيلة
يسابق صمت الليل
كي يوازي على الأقل شغفي لرؤياك
يا ماء العين ...
يا نورها في الشك و اليقين
أنا ساقتني حتميات حنيني
فرحت أشد رحال أشواقي
إلى أحضانك ..في غفلة منك
عازمة أنفاسي على التلاقي
لله درك يا نبض عشقي
كيف تدمر الكون نبضاتك
و تأتي هدهدة
...تكتم كل همس
كي لا تأرق جفنه
 ....تلك الصاخبة من أنفاسي
تلك الباكية من يتامى احساسي

....و كأني هناك...
أغادر سريري  و أنا فيه
جسد ...تداعى
لما حلقت الروح إلى مخدعك ..
حيث أمارس بأتم الرضا
...و أرضخ لمصيري
أنسى كرامتي ...
و أشردها نواحب آهاتي
و أتأملك ...و أحاول أن أكتفي
عبثا ....أحاول ...
و أحوم كجنية حولك
كي أشفي غليل اللهفة
و أنت هادىء ...
لا تمنعني ...و لا تراني ...
هل تعتقد أن سكونك هذا
 ...إلزامية نوم ؟
لا ....هي رياح قلبي ...
من تبعث لك من جل شرايينه
نسائم سكينة ....
كي ترتاح ...
و تعزف الأنفاس
على أوتار من جمر
كي يطيب لك
 دفء المبيت في فراشك
يا  جارحا بجليدك كل لب بدواخلي ....

....و كأني هناك...
حين يجيء ليل جديد ...
و ينام ألم جرحك
تفيق أوجاع أخرى ...
أوجاع احتياجك...
و أهلوس كأي طفلة
...لاتريدك أن تترك يدها
في ظلام مخاوفها ...
و أحن إليك من جديد
و أحبك ...
ثم تدب الشمس سهام أشعتها
في قلبي ....
فأنسحب ...و كأني أنساك
و يا ليت النهار يستمر
و لا يأتي علي ليل
 لا أستطيع فيه أن أنساك

------------------------------------

.....و كأني هناك ...!
ماريا غازي
الجزائر 2017/09/25

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق