الجمعة، 15 ديسمبر 2017

بقلم هيثم الاسدي

رحلة حلم في الغربة           صديقي وماذا بعد


           
أبكيك يا صديقي
وأبكي أيام خريفك القاسي
أبكيك عمرا ودهرا وقهرا
أرى  فيك يأسك
بحمل كأسك
وأيقاع المثلمة
وأنت تزهو فرحا
وعطرا وهدايا
وأنت المنتشي
لحبات المطر طقوسا
تبلل شعرات الجدائل
تسرح من جديد
وتمرح لبعيد لم يأتي بعد
ثم تصحوا على كوؤسا
تطشرت بين جنبات السرير
بقايا من رثيث العمر
باق تلوكها أسنان السنين
ولم أكن وفيا لحبي طول العمر
من بقايا دهري المتلاطم
على صخرات الجرف الحزين
لم يبقى في كأسي غير عود ثقاب
وقطوف سكائر
وحروف حرقتها مسافات السهر
وبقايا كتب صفراء
عصرتها الرحى
والقهر وأوشال أحلام في قعر البحر
أبكيك يا صديقي المنثور
على أعواد النساء العابثات
وأرثي حقيبتك السوداء
التي تغفوا على باب يديك الحانية
تسير  معك من غير هدي
أم على أرثك الممهور
كلاما لؤلؤية
وعطورا كوثريه
والتي مختوما عليها لا تباع أو تشترى
أنها  وقف الزمان والمكان
أبكي فيك السرحان والولهان وعتمة الزمان
 وانت قد بلغت من العمر  عتيا
أبكي فيك غربتك ك.غربة الموتى في بحر الحنين
في قعر نهر خائر في جرفيه حزنا وأنين
وأنت تصحوا لا على بيت أو سكن
ولا جاه أو وطن ولا أرث لعين
من اعطوك الحياة
ضحكة وأمل وحنين
سوف تشيخ العمر
وانت في رحلة مع السائرين
سوف يودعونك
الغرباء ويسجوك الغرباء
وبعدها يأخذوا
ما تبقى من نورك
أحلى الضياء
وتبدأ الحكاية من جديد
 ويأتلفون حول الصغار
ولكن بأسماء غير أسمائك 
ويبدئون من جديد
ولعنوان جديد
في بلد جديد و مرثية لك من بعدك
وبعد السنين

هيثم الأسدي
العراق -بغداد ١٥/١٢/٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق