الأحد، 17 ديسمبر 2017

بقلم حسن الباز

القارئ المخلص والقارئ الخائن/تأملات نقدية:

1/ القارئ المخلص للنص كالصديق المخلص للكتاب، وقبله يخلص لضميره بحيث لو أثارت جمالية النص انتباهه حفزه ولع الحرف للغوص  عمق البحر/ المعنى في محاولة التقاط الدرر/الأفكار، فإن هي استوفت شروطه المكتسبة عبر رصيده/ميوله المعرفي أماط عنها اللثام وأخرجها للضوء لو كان قارئا/ناقدا نزيها.. وإن لم تستوف شروطه/قيوده المعرفية لا يستبعد /ينكر الخصائص الجمالية الأخرى مع انتقاد بناء مرده "الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" خاصة لو كانت القضية فكرية أو سياسية أو إيديلوجية أحوج ما تكون لتبادل الثقافات بدل اصطدامها.

2/القارئ الخائن:  يقرأ المؤلف/الصديق ويكفر النص/العدو قبل قراءته، والقارئ /الناقد حين يتخذ من الفكر السياسي /الإديلوجي منهجا تعصبيا فتلك الخيانة الأدبية.

..يبحث القارئ الخائن في النص عن سيبويه والفراهيدي في النحو واللغة، وعن زعيم حزبه في السياسة، وينسى بأن لمؤلف النص تاريخا ليس كتاريخه، ومنهجا ليس كمنهجه، وإنما له القدرة على الإبداع وهي الأهم، فقد يعوض لغويو دو النشر عن سيبويه، وتغنيه موانئ الحداثة عن بحور الفراهيدي وأما شروط الرواية والقصة القصيرة فقد تجاوزها الإبداع أيضا،  فهل يريد الأدب العربي عامة والأدب المغربي خاصة منهجة المبدع أكاديميا وسياسيا أم يريد منه أن يكون فنانا مفكرا؟
لو كان الأدب مصنعا يصدر قوالب مكررة لأنماط لغة وسياسة قابلة للإنقراض، فإن الحياة مدرسة متطورة دائمة الإبداع.

_حسين الباز/المغرب_

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق