الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

عمر الاشقر

 بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية .

(  اللغة العربية ليست لغة الضاد كما يقولون ) !!!


اليوم  تحتفل الأمة العربية باليوم العالمي للغة العربية في دورته التاسعة ، بعد أن تقرر في المجلس التنفيذي لليونسكو في أكتوبر 2012  تخصيص 18  دجنبر من كل عام لهذا الاحتفال ...

واللغة العربية تستحق بالفعل هذا التقدير والاعتبار ، لأنها من أقدم اللغات السامية ، ومن أكثرها انتشارا في العالم ، ومن أكثر اللغات ثراء وغنى ومرونة وفصاحة وبيانا وبلاغة وجمالا ، زيادة على أنها لغة القرآن والتنزيل ، ولغة العلم والفكر والفلسفة والأدب في فترة من الفترات التاريخية ...

وقد اعتاد الناس على تسمية اللغة العربية بلغة الضاد !

حتى بعض النقاد والأدباء واللغويين درجوا على هذه التسمية ، وتداولوها على أنها اسم على مسمى محدد ، أو لقب خاص معروف لا ينتقد .

ويرجع أصل هذه التسمية إلى عهود مضت ، وربما أرجعه البعض إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جاء فيه :

أنا أفصح من نطق بالضاد !

وجاء في قول المتنبي :

وبهم فخر كل من نطق بالضاد .

ومن قصيدة جميلة للشاعر والزعيم والمحارب السوري فخري البارودي :

بلاد العرب أوطاني     من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن       إلى مصر إلى تطوان

إلى أن قال :

لسان الضاد يجمعنا !

وقال أمير الشعراء أحمد شوقي :

إن الذي ملأ اللغات محاسنا      جعل الجمال وسره في الضاد .

وبالبحث في كتب الأدب ودواوين الشعر ومؤلفات اللغة والتاريخ  شواهد متعددة على أن اللغة العربية هي لغة الضاد ، بدليل أن هذا الحرف هو الذي يميزها عن غيرها من اللغات .

والضاد هو الحرف الخامس عشر من حروف الهجاء ، ومخرجه من إحدى حافتي اللسان مع أطراف الثنايا العليا .

لكن الحقيقة أن اللغة العربية ليست لغة الضاد كما شاع وانتشر وذاع ...

بل هي لغة الظاء !

وقد غلط الناس في نسبة اللغة العربية إلى الضاد بدل الظاء .

فهذا الحرف هو الذي يميز فعلا اللغة العربية عن غيرها من اللغات ، أما حرف الضاد فموجود في عدد من اللغات غير اللغة العربية .

وحرف الظاء هو الحرف السابع عشر في ترتيب الهجاء ، وهو صوت قل من يحكمه من الناطقين بالعربية أنفسهم ، وقل من يحسن نطقه ويراعي صفاته ومخرجه ، ومع أنه يشبه حرف الضاد إلا أنه يختلف عنه في المعنى والدلالة .

فليس الظن هو الضن   فالأول شك راجح ، والثاني بخل ثابت .

وقد أشار كثير من اللغويين والنقاد القدامى وحتى بعض المحدثين إلى أن العربية هي لغة الظاء وليست لغة الضاد ،

منهم الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب أول قاموس عربي اسمه " العين " .

وابن منظور صاحب " لسان العرب " الذي قال :

" إن الظاء حرف قد خص به لسان العرب لا يشركهم فيه أحد من ساءر الأمم " .

أما الحديث المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فغير ثابت في سنده ، وبهذه العلة لا يحتج به .

وظهر رأي آخر يقول بأن اللغة العربية ليست لغة الضاد ولا لغة الظاء ، بل هي لغة الحاء !

وهذا الحرف عند أصحاب هذا الرأي هو الذي يميز العربية عن بقية اللغات ، ومن الذين انتصروا لهذا الرأي الأديب الكبير عباس محمود العقاد .

وخلاصة القول أن العربية ليست لغة الضاد لوجود هذا الحرف في عدد من اللغات ، بل هي لغة الظاء كما قال ابن منظور ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق