بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية .
( اللغة العربية ليست لغة الضاد كما يقولون ) !!!
اليوم تحتفل الأمة العربية باليوم العالمي للغة العربية في دورته التاسعة ، بعد أن تقرر في المجلس التنفيذي لليونسكو في أكتوبر 2012 تخصيص 18 دجنبر من كل عام لهذا الاحتفال ...
واللغة العربية تستحق بالفعل هذا التقدير والاعتبار ، لأنها من أقدم اللغات السامية ، ومن أكثرها انتشارا في العالم ، ومن أكثر اللغات ثراء وغنى ومرونة وفصاحة وبيانا وبلاغة وجمالا ، زيادة على أنها لغة القرآن والتنزيل ، ولغة العلم والفكر والفلسفة والأدب في فترة من الفترات التاريخية ...
وقد اعتاد الناس على تسمية اللغة العربية بلغة الضاد !
حتى بعض النقاد والأدباء واللغويين درجوا على هذه التسمية ، وتداولوها على أنها اسم على مسمى محدد ، أو لقب خاص معروف لا ينتقد .
ويرجع أصل هذه التسمية إلى عهود مضت ، وربما أرجعه البعض إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جاء فيه :
أنا أفصح من نطق بالضاد !
وجاء في قول المتنبي :
وبهم فخر كل من نطق بالضاد .
ومن قصيدة جميلة للشاعر والزعيم والمحارب السوري فخري البارودي :
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن إلى مصر إلى تطوان
إلى أن قال :
لسان الضاد يجمعنا !
وقال أمير الشعراء أحمد شوقي :
إن الذي ملأ اللغات محاسنا جعل الجمال وسره في الضاد .
وبالبحث في كتب الأدب ودواوين الشعر ومؤلفات اللغة والتاريخ شواهد متعددة على أن اللغة العربية هي لغة الضاد ، بدليل أن هذا الحرف هو الذي يميزها عن غيرها من اللغات .
والضاد هو الحرف الخامس عشر من حروف الهجاء ، ومخرجه من إحدى حافتي اللسان مع أطراف الثنايا العليا .
لكن الحقيقة أن اللغة العربية ليست لغة الضاد كما شاع وانتشر وذاع ...
بل هي لغة الظاء !
وقد غلط الناس في نسبة اللغة العربية إلى الضاد بدل الظاء .
فهذا الحرف هو الذي يميز فعلا اللغة العربية عن غيرها من اللغات ، أما حرف الضاد فموجود في عدد من اللغات غير اللغة العربية .
وحرف الظاء هو الحرف السابع عشر في ترتيب الهجاء ، وهو صوت قل من يحكمه من الناطقين بالعربية أنفسهم ، وقل من يحسن نطقه ويراعي صفاته ومخرجه ، ومع أنه يشبه حرف الضاد إلا أنه يختلف عنه في المعنى والدلالة .
فليس الظن هو الضن فالأول شك راجح ، والثاني بخل ثابت .
وقد أشار كثير من اللغويين والنقاد القدامى وحتى بعض المحدثين إلى أن العربية هي لغة الظاء وليست لغة الضاد ،
منهم الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب أول قاموس عربي اسمه " العين " .
وابن منظور صاحب " لسان العرب " الذي قال :
" إن الظاء حرف قد خص به لسان العرب لا يشركهم فيه أحد من ساءر الأمم " .
أما الحديث المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فغير ثابت في سنده ، وبهذه العلة لا يحتج به .
وظهر رأي آخر يقول بأن اللغة العربية ليست لغة الضاد ولا لغة الظاء ، بل هي لغة الحاء !
وهذا الحرف عند أصحاب هذا الرأي هو الذي يميز العربية عن بقية اللغات ، ومن الذين انتصروا لهذا الرأي الأديب الكبير عباس محمود العقاد .
وخلاصة القول أن العربية ليست لغة الضاد لوجود هذا الحرف في عدد من اللغات ، بل هي لغة الظاء كما قال ابن منظور ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق