بورتري
من اعلام حلب وجمعية العاديات الراحلين
"إحسان الشيط"
الفارس الذي ترجَّل مبكرا
1933 _ 2002
غادرَنا إلى ديار الآخرة "الدكتور إحسان الشيط"، عام 2002هدُا الفارس الجليل احد الوجوه الاجتماعية والثقافية والعلمية البارزة في مدينة حلب. لم يكمل أعوامه السبعين.. رحل وهو في قمة عطائه على كافة المستويات:
فعلى مستوى المهنة، يعتبر "إحسان الشيط" واحداً من ألمع أطباء الأطفال في حلب، وكان يستقبل مرضاه بروحٍ إنسانية عالية، ولا يهتم كثيراً بما يدفعونه، سواء أكان معهم ما يدفعونه أم لا، ولهذا كانت عيادته ملاذَ كلّ طبقات المجتمع في المدينة والريف المحيط بها، وكان صادقاً في تعامله مع مرضاه، لا يبالغ ولا يبتزّ، بل يبذل النصيحة في مكانها.
وعلى مستوى النشاط الاجتماعي كان "إحسان الشيط" شعلةً من النشاط في ميادين الثقافة والإعلام والعلاقات العامة، كان القلب النابض بالحياة والحيوية في (جمعية الشهباء)، وقد استطاع أن يحولها من جمعيةٍ تعاونية سكنية إلى منتدى اجتماعي ثقافيّ رفيع يستقطب الفعاليات الثقافية في مدينة حلب، كما يستقطب الأنشطة الاجتماعية والرياضية لسكان حي الشهباء، بحيث غدت جمعية الشهباء نموذجاً يمكن أن تحتذيه الجمعيات الأخرى في تطوير النشاط الاجتماعي العام. وذلك بالتعاون مع صديقه الدكتور عبد الرحمن الكواكبي رحمه الله .
*****
"إحسان الشيط"، ابن حلب البارّ الأصيل، الذي نذر جهوده وماله ووقته لخدمة المدينة وتراثها وآثارها، وكان على استعدادٍ لأن يغلق عيادته في سبيل تصوير حجرٍ أثريّ، أو الدفاع عن أثرٍ يتمّ الاعتداء عليه. وقد حقّق له ذلك اقتناءَ مكتبةٍ تراثية ضخمة، ومجموعةٍ من الوثائق والصور والشفافيات والشرائح، تعتبر ذخيرةً لكل من أراد العمل في مجال التراث.
وكان "إحسان الشيط" من قدامى المنتسبين إلى جمعية العاديّات الآثارية، وقد قضى فيها أكثر من أربعين سنة، منها ثماني سنوات نائباً لرئيس الجمعية، وقدّم خلال تلك المدة الطويلة إسهاماتٍ كبرى في مجال خدمة مدينة حلب وصيانة آثارها وتوثيق تاريخها.
*****
ويحقّ لمدينة حلب العريقة أن تفخر بأبنائها البررة الذين أولوها الحب والرعاية والاهتمام. و"إحسان الشيط" واحد من هؤلاء الأبناء، وهو اليوم ينضم إلى قافلة الأعلام الذين غادرونا مخلّفين وراءهم أطيب الأثر، ينضمّ إلى قافلة "كامل الغزي" و"الطباخ" و"خير الدين الأسدي" و"سامي الكيالي"، وسواهم من الأعلام الباقين في ذاكرة المدينة.
وتقديراً للجهود الطيبة التي بذلها "إحسان الشيط" في خدمة مدينته حلب على كافة الأصعدة، فإنه يسرّني أن أعلن أن مجلس مدينه حلب قد قرر إطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة، تكريماً له وتقديراً لما بذله طيلةَ حياته في سبيل مدينته وشعبه.
إن الأمة التي تكرّم رجالها البررة، إنما هي أمةٌ حضارية، وقد كانت أمتنا دائماً موئل الحضارة والعراقة..
ونحن اليوم، إذ نحيي ذكرى "إحسان الشيط"، فإنما نكرّم واحداً من الرجال الذين سيبقى صداهم في أرجاء المدينة وتاريخها ومستقبل أبنائها.
*****
الصورة المرفقة في مكتبي في جمعية العاديات في حينه ،
من اليمين :
الفنان الحلبي العالمي سامي برهان المقيم في ايطاليا ، رحمه الله
محمدقجة
احسان الشيط ، رحمه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق