رب خطيئة ترجعك الى صوابك.
كان قد بلغ من العمر الاربعين إذ بلغ أشده.. لم ينعم بما تمناه.. كان يرى الايام تسير به نحو غروب شمسه.. فضاقت به الأرض بما رحبت.. كان يتناسى همومه بالخروج للغابات مستعينا بالطبيعة باحثا فيها عن قطمير سعادة ينتشله، بتنفس هواء و زقزقة طيور، من تحت صخرة التعاسة التي كانت تجثم على صدره.. كبر وكبرت لديه لذات الحياة.. ملأت أفكاره ملذات الدنيا فغابت عن عقله عقوبة الآخرة.. كان يرى نفسه يقترب من خط النهاية ولم يظفر بما ظفر به كثير من اقرانه وخصوصا منهم المحتالون...
وهو يتجول يوما في الغابة أخذت بيده يد القدر الى امرأة أرملة ترعى انعاما لها.. رأى في تلك المخلوقات أموالا تمشي بحرية على أديم الارض وما وجدت من يصطادها ويرودها الى رصيد بنكي يستغل برصانة. فقرر ان يكون هو ذلك الصياد.. طلبت منه المرأة مساعدتها.. نفخ الشيطان في روعه أن أطلب يدها للزواج.. تموت فَتَرِث أنت أنعامها.. استشارها في الأمر فوافقت بلا تردد.. أحبته لشخصه وما أحبها إلا لأنعامها.. استنكر أهلها، لفارق العمر، زواجها منه كما استنكر أهله زواجه منها.. ورأى الناس في الأمر طمعا ومصلحة.. فما باركه أحد لهما.. بعد أيام فقط، وكان الفصل شتاء، شاء القدر ان تسقطت المرأة من فوق سطح منزلها وهي تحاول اصلاح تسرب مياه الشتاء من فوقهما..
ماتت ودفنها أهلها مشككين في سبب موتها.. تدخَّل القضاء ونظر في الأمر.. فكان نصيب الرجل من كل هذه التركة التي تفرقت بين اهل المرأة، سنتين سجنا والمنزل البسيط الذي تهالك أكثر بعد هجره وبسبب تسربات المياه من سطحه.. لم يرغب أحد في أخذه فبقى ينتظر صاحبه...
أتم الرجل مدة سجنه وهو يفكر فيما قاده اليه جشعه.. بحث عن كفارة لخطئه فوجدها في الانابة الى الله.. علمه السجن التخلي عن تلك الخواطر السيئة التي كانت تقظ مضجعه.. خواطر نفذها فقادته لما آل اليه.. كان أهله قد خاصموه منددين بذلك الزواج فما زاره احد منهم طيلة مدة سجنه.. رجع الى ذلك البيت المتهالك.. قرر اصلاحه والمكوث فيه حتى يأتي الله بأمره..
بدأ بحفر أساسه، فإذا به يعثر على صندوق من حديد.. انتشله من التراب.. فتحه فوجدا به أمولا و ذهبا.. ممتلكات كانت تختزنها صاحبة البيت من السرقة وما أرتها اليه.. ضمه الى صدره.. فرح بكنزه وما اخبر به أحدا.. أصلح منزله.. وتصرف في امواله بذكاء و فطنة وعاش في بحبوحة سعادة امده بها خالقه حين سلم أمره اليه.. اسباب عيش انتشلها من تحت أكوام تراب ما نظَّر لها ولا تعب من أجلها..
أحمد علي صدقي
المغرب
كان قد بلغ من العمر الاربعين إذ بلغ أشده.. لم ينعم بما تمناه.. كان يرى الايام تسير به نحو غروب شمسه.. فضاقت به الأرض بما رحبت.. كان يتناسى همومه بالخروج للغابات مستعينا بالطبيعة باحثا فيها عن قطمير سعادة ينتشله، بتنفس هواء و زقزقة طيور، من تحت صخرة التعاسة التي كانت تجثم على صدره.. كبر وكبرت لديه لذات الحياة.. ملأت أفكاره ملذات الدنيا فغابت عن عقله عقوبة الآخرة.. كان يرى نفسه يقترب من خط النهاية ولم يظفر بما ظفر به كثير من اقرانه وخصوصا منهم المحتالون...
وهو يتجول يوما في الغابة أخذت بيده يد القدر الى امرأة أرملة ترعى انعاما لها.. رأى في تلك المخلوقات أموالا تمشي بحرية على أديم الارض وما وجدت من يصطادها ويرودها الى رصيد بنكي يستغل برصانة. فقرر ان يكون هو ذلك الصياد.. طلبت منه المرأة مساعدتها.. نفخ الشيطان في روعه أن أطلب يدها للزواج.. تموت فَتَرِث أنت أنعامها.. استشارها في الأمر فوافقت بلا تردد.. أحبته لشخصه وما أحبها إلا لأنعامها.. استنكر أهلها، لفارق العمر، زواجها منه كما استنكر أهله زواجه منها.. ورأى الناس في الأمر طمعا ومصلحة.. فما باركه أحد لهما.. بعد أيام فقط، وكان الفصل شتاء، شاء القدر ان تسقطت المرأة من فوق سطح منزلها وهي تحاول اصلاح تسرب مياه الشتاء من فوقهما..
ماتت ودفنها أهلها مشككين في سبب موتها.. تدخَّل القضاء ونظر في الأمر.. فكان نصيب الرجل من كل هذه التركة التي تفرقت بين اهل المرأة، سنتين سجنا والمنزل البسيط الذي تهالك أكثر بعد هجره وبسبب تسربات المياه من سطحه.. لم يرغب أحد في أخذه فبقى ينتظر صاحبه...
أتم الرجل مدة سجنه وهو يفكر فيما قاده اليه جشعه.. بحث عن كفارة لخطئه فوجدها في الانابة الى الله.. علمه السجن التخلي عن تلك الخواطر السيئة التي كانت تقظ مضجعه.. خواطر نفذها فقادته لما آل اليه.. كان أهله قد خاصموه منددين بذلك الزواج فما زاره احد منهم طيلة مدة سجنه.. رجع الى ذلك البيت المتهالك.. قرر اصلاحه والمكوث فيه حتى يأتي الله بأمره..
بدأ بحفر أساسه، فإذا به يعثر على صندوق من حديد.. انتشله من التراب.. فتحه فوجدا به أمولا و ذهبا.. ممتلكات كانت تختزنها صاحبة البيت من السرقة وما أرتها اليه.. ضمه الى صدره.. فرح بكنزه وما اخبر به أحدا.. أصلح منزله.. وتصرف في امواله بذكاء و فطنة وعاش في بحبوحة سعادة امده بها خالقه حين سلم أمره اليه.. اسباب عيش انتشلها من تحت أكوام تراب ما نظَّر لها ولا تعب من أجلها..
أحمد علي صدقي
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق