الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

بقلم بكري دباس



بغداد

مَنْ يَعشَقِ الحُسْنَ كَمْ تَعْلوا بِهِ الرُّتَبُ

زِدْني مِنَ الفَرْحِ يُشْجيني بِهِ الطَّرَبُ

ﺇﻧّﻲ ﻟََﻌَﻤْﺮُﻙَ كَمْ أُكْوى ﺇِﺫَﺍ خَطَرَتْ

روحي لَها حينَما زادَتْ بِها النُّوَبُ

بَغْدادُ يا مُهْجَةَ التّاريخِ يا حُلُماً

عَبْرَ الزّمانِ زَهَتْ يَرْنو لَها العَرَبُ

يا مَرْبِطَ الخَيْلِ والإسلامُ في ألَقٍ

فُرسانُها زَمَنَ المَنْصورِ مُذْ رَكِبوا

عِنْدَ الرَّشيدِ ابْتَدى فيها الزَّمانُ لَنا

يَرْقى بأمْجادِها نالتْ بِهِ الأَرَبُ

يَحُجُّ عاماً وَيَغْزو الرّومَ في سَنَةٍ

أُسودُ غابٍ لِجُنْدٍ عِزَّةً طَلَبوا

لازالَ في أُذُني مِنْ صَرْخَةٍ زَأَرَتْ

نادَتْ لِمُعْتَصِمٍ كَيْ يَثْأرَ الغَضَبُ

أهْدي السَّلامَ إلى دجْلاكِ في هَيَمٍ

ذكْرى الأَئِمَّةِ طابَ الآلُ والنَّسَبُ 

قَدْ ﻛُﻨْﺖَ تَلْقى بِها النُّّعمانَ في زَمَنٍ 

يَزْدانُ في وَطَنٍ يَسْمو بِهِ الأَدَبُ

ضاءَتْ لِدُنْيا خَبَتْ في عَهْدِها أُمَمٌ

للهِ دَرُّ بَني العَبّاسِ مذْ سَرَبوا

رغْمَ الخُطوبِ أتَتْ بالحِقدِ منْ تَتَرٍ

قامَتْ وَمَهْما بِظُلْمٍ أُحْرِقَتْ كُتُبُ

قَدْ لَفَّها وَمدى أيّامِها أَلَمٌ

لَكِنَّها سَتُنيرُ الدَّرْبَ إنْ رَغِبوا

مِنّي التَّحِيَّةُ يا بغدادُ أُرْسِلُها

مِن رَوْضَةٍ أَلِقَتْ في حُسْنِها حَلَبُ

م.بكري دباس. البحر البسيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق