الطقطوقة التسعون بعد المئة الأولي - 2- ما نقُصَ مالٌ من صدقـة
أحبابي
جاء في الحديث الشريف فيما رواه الإمام مسلمى
درهمٌ أنفقته علي فقير ، ودرهم أنفقته علي مسكين ، ودرهم أنفقته علي أرملة ، ودرهم أنفقته علي اهلك ،
خير الدراهم درهم أنفقته علي اهلك ، وخيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهله ،
قيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟
قال صلي الله عليه وسلم :
علي ذي الرحم الكاشح
اي قريبك المبغض لك ، المبتعد عنك ،
، ثم الصدقة علي من آذاك أذي عظيما ، وكلما كانت آذيته لك أعظم
فان صدقتك عليه من أعظم القربات لله عز وجل ، اذ هذا هو الاحسان وهو اعلي مراتب الايمان ، نعم هكذا،
ويقول المصطفي صلي الله عليه وسلم :
الصدقة ، وصلة الأرحام تنسئ (تزيد) الآجال ، وتعمر الديار ،
هناك أناس ، رب العالمين مسهل أمرهم ، ويخرجهم من كل مصيبة مثل الشعرة من العجين ، فقط بالصدقة
ولذا فان بر الوالدين وصلة الرحم والصدقة فيها من الخير ما لا يمكن حصره ،
قال تعالي :
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة : 3]
وتأكيدا علي هذه الآية الكريمة ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
ما نقُـص مالٌ من صدقة
المال... بالصدقة ، ليس فقط انه لا ينقص ، بل والله العظيم ثلاثة انه يزيد ،
وليس في الدنيا فقط ، بل في الآخرة أيضا ،
قال صلي الله عليه وسلم :
يقول اين آدم :مالي مالي ، وهل لك من مالٍ يابن آدم ،
إلا ما اكلت فافنيت ، او لبست َ فأبليت ، او ( تصدقت فابقيت ) ،
وما سوي ذلك ، فانت ذاهب ٌ ، وتاركه للناس ،
خلي بالك من او ( تصدقت فابقيت ) ، فكله ضائع يا سيدتي ويا سيدي الا ما تصدقت به ،
فتصدق اعمل معروف ،
قال عليه الصلاة والسلام :
المرء تحت ظل صدقته يوم القيامة ،
تصور حضرتك، يوم القيامة ، في الزحام والشده والصعوبه ، وحضرتك قاعد تحت صدقتك
في الظل الظليل مرتاح، خمسين الف سنه ،دا يوم الحشر
وان يوما عند ربك بالف سنة مما تعدون ، دي الايام العادية
الحق نفسك يا سيدي ويا سيدتي وتصدقوا،
وقال صلي الله عليه وسلم :
صدقة السر تطفئ غضب الرب
وعليه فإن سلوك المؤمن مع الصدقة ، لابيقي عليك ذنبا ، وستقرأ في هذا الباب عجبا عُجاب ،
قال تعالي :
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا [التوبة : 103]
فالصدقة في هذه الآية الكريمة ، خذ منهم صدقة ، اي تبرع جديد غير الزكاة ،
تطهرهم من الشوائب المادية والمعنوية ، وتزكيهم اي ترفعهم للدرجات العُلي ،
وبالتالي حضرتك تُنقي تنقية هائلة ،
ويقول صلي الله عليه وسلم :
داووا مرضاكم بالصدقة ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ، واستقبلوا أمواج البلاء بالتضرع والدعاء ،
ينزل القضاء من السماء فتقابله الصدقة وهو نازل من السماء فيتدافعان ، فتدفع الصدقة البلاء النازلَ من السماء ،
يقول صلي الله عليه وسلم :
صدقة السر تدفع البلاء ، ولو كان مبرما ،
تخيل، ولو كان مبرما
وتعالي شوف جمال هذا الدين ،
قد يأكل قط او كلب او حيوان او طائر من مزرعتك او حديقتك ، فلك في ذلك اجر ،
او قد يغتابك إنسان وما أكثر ما يحدث ، فعليك ان تسامحه ،
لأن تسامحك له صدقة ُتُحسب في ميزان حسناتك ،
وأيضا لان من عفا عفا الله عنه ، ونظرا لان الدخول الي الجنة ، ليس بالعمل ولكنه برحمة الله ،
فاستمطر رحمة ربك عليك ، بان تعفو عن عباده ، وتصنع المعروف فيهم ،
يقول صلي الله عليه وسلم:
صنائع المعروف تقي مصارع السوء ،
ولذا إصنع المعروف في أهله ، وفي غير أهله ،
فان صادف أهله ، فهو أهله ، وان لم يصادف أهله ، فأنت أهله ،
ازرع جميلاً ، ولو في غير موضعَهُ
فلن يضيع جميل ٌ أينما زُرِع َ
إن الجميلَ ، وان طال الزمانُ به ِ
فليس يحصدهُ ، إلا الذي زَرَعَ
هذا ما تيسر قوله الان ، واذا راق لكم ان ازيد ، سازيد ، فحديث الصدقة لا يُمل
سلامٌ عليكم ، وسلامٌ لكم ، ودمتم سالمين
د. احمد زكي
المنصورة الجميلة ، مصر المحروسه ،
الثلاثاء 7 نوفمبر 2017
………
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق