الخميس، 26 أكتوبر 2017

بقلم يوسف المصري .........أغلب ظني لن تعودي

أغلب الظنّ أنّك لن تعودي


كطفلٍ جريح ٍحجّ مع جدّه
بعدما رحل والده إلى السماء 
وراح القوم من بعده
يطوفون على عدّه
ويكثرون من الدعاء
لا يعرف الأطفال من أين الطواف
من أيّ ركن يبدؤون
لمن أعدّوا الحجارة
لما تُرجم الشياطين
أنا مازال يأكلني الحنين
أنا لم أنكر وعودي 
ولم أخلف
أنت من أخلّ بالعهود
ما عدت تتبعيني
ما عدت شرياني ولا وريدي
ما عدت أنتظر أن تقبليني
أو تقبّليني
ما عدت أقبع في الخيال
ما عدت أقنع بالظلال
يا وردتي الحمراء
يا شجرتي الظليلة
يا نخلتي الطويلة
تعانق السماء
تكاد تنقطع الحبال
اعذريني لا مجال للوصال من جديد
لن تعودي 
الخيل المطهّمة رحلت بلا دليل
والقلب المغلّف بالرجاء
ما عاد ينفعه الدواء
هل تذكرين كلماتك الأولى
لن نفترق .. لا فراق
سنظلّ في عناق
سأظلّ شمسك والقمر
أنت حبّي .. أنت قلبي 
انت عمري وحياتي
أنت ابتهالاتي في السفر
أنت أفكاري والصور
أنت غيماتي والمطر
أنت ألحاني والوتر
أنت العوالم والقدر
هل نسيت العهود
سنعود وإن فرّقتنا الليالي
سنعود وإن مزّقتنا نظرات العاشقين
سنعود ولا نبالي 
سنعود إلى الأماني
سيعيدنا الشوق الدفين
سأعود أعدّ الدقائق والثواني
طمّنيني
إنّي مللت الاغتراب والتأخير
إنّي مللت الانتظار
هل من المعقول أن تعودي وتقبليني
أخبريني
كي انتظر
إلى الرمق الأخير

              بقلمي ٠٠٠ يوسف المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق