الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

بقلم الشاعر وليد الأصفر


حنين 



أما آن أن يمحى خيالك من بالي 
وقد آذن العمر المديد بترحالي 
فرشت له رمشي مهادا ومهجتي 
غطاء لكي أخفيه كالجوهر الغالي 
حنانك قلبي موهن شفه الضنى 
وهل يمتح البئر العميق بغربال 
وهل يعجب الشيخ الكبير صبية 
وهل ترتضي الحسناء ثوبا كأسمال 
رويدا أما عاينت ضعفي وشيبتي 
وها قد علا سني وضقت بأغلالي 
وإني لأغضي من حياء إذا بدا 
خيالك مشبوبا فتيا كتمثال 
دعيني فإني لا أليق بغادة 
بشرخ صباها أين منك ومن حالي 
...........................
سقى الله أياما مضت مثل ومضة 
ولم يبق منها غير طيف كما الآل 
أناجيك فيها والهوى ملء خافقي 
وملء عيوني أنت كالقمر العالي 
وأنهل من شهد بفيك معينه 
كما تنهل البيداء من قطر تهطال 
وأهصر خصرا مثل أملود أيكة 
وأنشق شعرا مسدلا مثل شلال 
وأشرد في الأحلام في ظل غفلة 
عن الدهر والأيام حبلى بأهوال 
وأمشي حثيثا خطوة بعد خطوة 
إلى القدر المرسوم من غير إمهال 
فما طفلة قد فرق الدهر بينها 
وبين ذراع الأم في مرفأ خال 
كمثلي وقد أودى الزمان بمهجتي 
وأبدل لي صرحا منيفا بأطلال 
لك الله هل هانت عليك صبابتي 
وهل تكبح الأشواق رغما بأقفال 
أما ذرفت عيناك من بؤس حالتي 
وقد كنت تغتاظين من كيد عذالي 
............................
أنا السيف ذو الحد الصقيل وهمتي 
تسامي الذرى العليا وفعلي كأقوالي 
ولست أري الأغراب ضعفا و ذلة 
ووجهي لكل الناس يبدو كما السالي 
وما أستحي أني عشقت أميرة 
ولكن حبي بعدها ملك أطفالي 
ومن قبلهم حبي لربي وخالقي 
ومن بعدهم حبي لقومي وإجلالي 
فيا رب إني مؤمن غير جاحد 
وآمل منك العفو عن سوء أعمالي 
فما كان ذنبي غير تقصير غافل 
وأهواء مفتون بصحبة جهال 
............................
لك الله يا أغلى من الناس كلهم 
فما زلت عندي فوق روحي وأوصالي 
..................................................
وليد الأصفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق