الجمعة، 11 ديسمبر 2020

جميلة محمد القنوفي

 ما ساكتاش 


العنف كيف ما كان  نفسي   أو  جسدي؛ سياسي أو إقتصادي أو فكري أو ديني  .. فهو يكون دائما إهانة لكرامة الإنسان ..و أصبح اليوم العنف ضد المرأة من أخطر الظواهر  في العالم  ...و سكوت المرأة  عن ما تتعرض له من تعسف وظلم وتهديد واغتصاب ووعيد و استغلال غالبا ما يكون خوفا من حكم  المجتمع و الناس الذين لا يرحمون  ...

يضاف الى ذلك تربتها الصارمة  بالتخويف على الخضوع   و الخنوع و الصبر على الدل  باسم التقاليد و الاعراف و  العادات والدين و  ...

 خرجت أجيالا  من  نساء الصمت  والمكابرة 

مما سمح لتفاقم   صور  العنف بأشكاله المتنوعة و التي تتخفى  بوقار شديد خلف الكثير من الأقنعة الجذابة ..التي  تلعب دور المدافع في حين هي تمعن في إهانة المرأة  واحباطها ...واستغلالها في ابشع صورة .

ما هي  الحلول المقترحة 

من اين نبدأ 

اقول من أنفسنا دائما 

التعليم والتربية والتوعية هم الأساس لإنجاح نضال المرأة من اجل الحفاظ فقط على كرامتها..كبداية 

 و  لكن كيف نربي ونعلم و نوعي وندرب ونتقف ؟

 و على أي أساس نعلم وندرب و نربي  و نوعي ونثقف؟

  و قد ضاعت  منا بوصلة الطريق  و غابت  القدوة و غابت مكارم الأخلاق في المعاملات بين الرجال و النساء 

وبين فيئات المجتمع و انسجته ؟

من سيدافع عن هذا الطرح..اذا ماتزال  الكثير من الشخصيات  والأقلام  المفروض فيها ان نكون رافعة لهذا التحدي..ماتزال هي العقبة وطرفا من الأطراف المساهمة في امتهان كرامة النساء و الامعان في  أدلالهن ،


كيف نغير تلك القناعات القديمة والمعززة للمزيد من الظلم للنساء ؟

كيف نجعل الجميع ينخرطون في الدفاع عن كرامة المرأة.. وسلامتها الجسدية والنفسية ..

أليست الام مدرسة الأجيال و  الأوطان .

كيف لمدرسة منهكة ، مريضة ، غير سوية  ، مهانة وممتهنة  ..ان تخرج أجيالا سوية وصالحة وفاعلة ونشيطة  ومنتجة ..وايجابية..  ؟  

من تم وجب التفكير بجدية في تصحيح الكثير من المعاملات المجحفة والتي تعتبر عنفا ضد النساء كل النساء بالقرى والمدن .. أميات ومثقفات....في البيوت وعاملات....

يكفي أن ننظر لربات البيوت على انهن غير عاملات وغير منتجات ...

يكفي أن نطلب من الام ان ترضع و تربي وتقوم بواجبات الزوجية والبيت  ..ثم تلتحق في نفس الوقت بالزوج إلى العمل ..وتعمل مثلها مثل الرجل .. وتعامل على أنها رجل ..

ولا ينظر إلى جهودها خارج العمل ..وفي البيت لا ينظر الزوج إلى جهودها خارج البيت ..

وتفنى هي في رحلة إثبات الذات والجذارة في دوامة العمل المستمر الذي ينهي حياتها المهنية والزوجية قبل الأوان....باستنزاف طاقتها كليا  في وقت قياسي ودون منحها فرصة استجماع القوى والانفاس..لتعلن مرغمة نهاية رحلة صراعها من اجل البقاء .. بعد انهيار كل قواها..

ويستغرب البعض  احباط  واكتئاب النساء اللواتي عرفن بجدهن واجتهادهن  لوقت طويل . وحتى  البعض في محيطيهن لا يصدقون انهيارهن العصبي واكتئابهن ...لكن سوء تدبير  الموارد البشرية النسوية و هدر الطاقة النسوية ..واستنزافها  الممنهج ...حتما له عواقب على المدى البعيد والمتوسط ..وهذا استنتاج من واقع التجربة ..وليس مجرد كلام من اجل الكلام ..ضريبته يؤديها  الاولاد ..والأسرة والعمل نفسه . والمجتمع نفسه ، عندما تصبح هذه المرأة غير قادرة على إتمام الرحلة و إنهاء عدوها على المسار ..حتى سن التقاعد ..فتفلس نفسيا وجسديا...في ريعان شبابها .وحيث المفروض ان يكون أوج عطائها..لتتحول إلى  ام مريضة  وعاملة مهملة و عالة على من حولها .....اذا لم تستطع تدارك الأمر وإعادة تجديد ارادتها  و عزمها على البقاء .مستمسكة بأهذاب أحلامها المؤجلة ، صانعة لها محفزات للنضال والاستمرار ..محاولة .. رأب التصدعات  والشروخ التي حفرتها  ممارسات الحيف والظلم والعنف النفسي والجسدي المستمر التي طالما عانت منه وخضعت لمطرقته.

في محاولة للعودة للحياة ..

مكسرة القواليب  متمردة  على كل ما يفت في عضدها  ويكسر عزيمتها

 .......ماسكتاش 



جميلة محمد 

المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق