الجمعة، 9 أغسطس 2019

الشاعر أحمد الحمد المندلاوي

أرضُ السَّوادِ ..



** كتبت في بغداد بمناسبة المصالحة الوطنية :

أرضُ السَّوادِ على ثَراها تلعَبُ
سـارا هُنــا وهناكَ تَلهُو زينَبُ
*****
نَسْرينُ قـد وقفَتْ بظلِّ نخيلِها
وكَأنَّـها بينَ الخمائــلِ رَبـرَبُ
*****
عمـرٌ وبكرٌ في مناكبِ أرضِــنا
وعليُّـنا فــوقَ المنابـرِ ِيَخْطُبُ
*****
عُثمانُ يتلو مصحفاً في دارِنا
وعلى الرّصافةِ ضيغَمٌ لاِ يَتعَبُ
*****
هذي محاسِنُ أمَّتي فِي وحْـدةٍ
لما رأتْها الشَّمسُ كادَتْ تُحْجَبُ
*****
لما رأتْها الشَّمسُ طاهرةَ اللُّمى
شمّـاءَ،عانقَها الحشا والمَنْكِبُ
*****

منْـذ الخليقةِ والوئــامُ يَسـودُنا
تسري الظّعونُ بنا فعزَّ المَركَبُ
*****
لا العرقُ يفصلُ إصرَها يومـاً ولا
قد غاضَ أغوارَ المودةِ  مَذهَبُ
*****
منْ بصرَةِ الفيحاءِ حتى شمالِـنا
قــد انتهلْـنا منبعــــاً لا ينضَبُ
*****
قلبٌ ترعرعَ فِي الإخاءِ مسـالماً
فَـتراهُ فِـي شتّى المرابـعِ يَلْعَبُ
*****
ماذا يريدُ الأرذلونَ بمكرِهِــمْ
تلكَ السِّهامُ الى حَشاهُمْ أوجَبُ
*****
خابَتْ ظنونُ المعتدينَ و إنَّـنا
رغمَ الطِّرادِ خيولُـنا لا تَنْصَبُ
*****
نبقى كطودٍ  فِي العراقِ بعزةٍ
كالأُسدِ فيِ آجامِـها لا تُغْضَبُ
*****

هذي هويَّــــــةُ شعبنا فِـي وحـدةٍ
هـلْ يـا ترى إنِّي بهذا مُذنِـبُ
*****
مَن رامَ وصلَ مودتِي أهلاً بِـــهِ
بـلْ مرحباً والبيتُ كلُّهُ مَرْحَبُ
*****
أمَّا الذي فِي قلبِـهِ نكـــدٌ على
هـذا الصَّفـا لا شـكَّ إنَّه مُتْعَبُ
*****
يا أيُّـها السَّاعي الـــى إيذائِـنا
خابَتْ مساعيكَ وخابَ المَكْسَبُ
*****
إنا سَنَحيا فِي ثنـايـــــا أُمَّــةٍ
مـن رهبِها كيدُ العِدى يَتَذَبْذَبُ
*****
الله جلَّ جلالُـه أهدى لـَنــــــا
أرضَ السَّواد فمـا لَكَم مُتَعَصِّبُ
*****
فيها جنانُ الخلـدِ فيها روحُنا
وتراثُـنا قبـلَ الحضارةِ كَوكَبُ
*****
لُـمِّ الشراكَ فلا النَّعيمَ وراءَهُ
إنْ ردّتَ عِـزّاً في الأخوةِ تَرْغَبُ


الشاعر / احمد الحمد المندلاوي 

بغداد/2017م
*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق