الأحد، 18 أغسطس 2019

بقلم محمد اديب السلاوي

واذا زلزلة الحكومة زلزالها......


تحدت جلالة الملك في خطاب العرش(2019) عن حاجة الحكومة/الدولة لكفاءات جديدة/ لجيل جديد من المسؤولين ، قادر ومتمكن من كفاءته لمواجهة اوضاع البلاد والعباد التي تعاني من الاختناق الذي قد يجر المغرب لا قدر الله الى الاسوء.

والحقيقة التي لا جدال فيها ان واقعنا ومشاكلنا وتحدياتنا باتت تحتاج الى جيل جديد من الكفاءات المؤمنة بمواطنتها ، كما باتت تحتاج الى تغيير شامل في السياسات، كما في العقلية الحكومية التقليدية،/تحتاج لارادة صلبة، قوية،    لمحاكمة الفساد المتعدد الصفات والقضاء عليه، والتقرب الى المواطن، والى قضاياه ومعاناته.

ان الاحدات التي واجهتها حكومة العتماني، وقبلها حكومة بنكيران، ولم تقدر على معالجتها او التحكم فيها، جميعها تتعلق بالفساد الذي زاد في ظلهما اتساعا وتعمقا في الاجهزة والقطاعات،

ان الحكومتين لم تستطيعا شيئا لمواجهة غول الفساد الذي اصبح يلتهم الاخضر واليابس على مرائ ومسمع الراي العام داخل المغرب وخارجه، وهو ما جمد كل الطموحات في التنمية والاصلاح والانفتاح على زمن الالفية التالتة، واخد يدفع بالبلاد نحو الهاوية والافلاس. 

يعني ذلك انه سيكون امام الجيل الجديد من المسؤولين الجدد  مسؤوليات عديدة ضخمة، في مقدمتها قطع الطريق على الفساد والمفسدين بكل الوسائل الممكنة قانونا، والانتباه الى مرافق الدولة التي تئن مند عقود تحت انين الفساد والتخلف وتدمير قيم المواطنة والقانون والدستور،وتطوير قوانين المراقبة،وسن قانون "من اين لك هذا" وتطبيق مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وبت روح الاعتدال والوسطية بشجاعة وقوة، دون اي خوف من الحرس التقليدي الذي عمل دائما من اجل حماية مصالحه والمتاجرة في سلطات وظيفته.

ليس بعيدا عن اشكالية الفساد ومحاربته والقضاء علية وعلى اهله من المفسدين، سيكون امام الجيل الجديد من المسؤولين، التركيز على حل المشاكل العالقة في التعليم والصحة والشغل والسكنى وفي قطاعات التنمية ،والحد من التدهور الاجرامي الذي فاق المعقول، بعدما اصبح يهدد المجتمع في المدن والقرى والمداشر، ، وهو ما يتطلب من الحكومة تخطيطا استراتيجياجديدا لحماية المجتمع من الفعل الاجرامي بكل انواعه وصفاته.

في هذا الاطار،سيكون على الجيل الجديد من المسؤولين، حماية المستهلك من التلاعب في الاسعار، والغش والفساد في المواد الغدائية، وفي العقار، وفي كل انواع التجارة والاستهلاك.

ولان الثقافة رافعة اساسية للتنمية سيكون امام الجيل الجديد من المسؤولين في هذه الحكومة توفير مساحة واسعة للثقافة والفكر ،بدعم الكتاب والمسرح والسينما والموسقي والفنون التشكيلية وكل مجالات الابداع،وفتح المكتبات بالمدارس والمعاهد والجامعات في وجه التلاميد والطلبة والباحثين، مع احدات درس القراءة في كل اسلاك التعليم،، واعطاء لغة الدستور والهوية الوطنية مكانتها اللائقة بها في التعليم والادارة.

الذي لا شك فيه ان ملك البلاد الذي قرر الانتقال الى مرحلة جديدة من الحكم، باحتضان جيل جديد /جيل شاب، كفىء، كان وما يزال   مند كان وليا للعهد  مهتما بالتحديت والاصلاح، اد اعتبر دائما ان الاصلاح ليس عبئا على الدولة، بقدر ما هو واجبا من واجباتها، لدلك لابد للمسؤولين الجدد، من وضع استراتيجية جادة لانعاش الاصلاح ولتطوير المجتمع وتسريع فاعلية التنمية التي يطمح لها المواطن مند عقود... وعقود.

انه زلزال من اجل هدم الفساد واهله، والبدأ بمرحلة جديدة من الاصلاح. 

افلا تنظرون... ؟

محمد اديب السلاوي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق