الجمعة، 9 أغسطس 2019

الشاعر وليد الأصفر

كعبة نجران
......................................
لماذا إذا ما نظرت إلى مقلتي       
 سقطت على قدميك  قتيلا
لماذا إذا لاح وجهك غابت 
 جميع الوجوه كأن التراب عليها أهيلا
وصوتك كيف إذا ضاق صدري واحترقت
 شفتاي يصب فراتا ويسكب نيلا
لماذا إذا ما بدأت أسبح باسمك 
عاد صباي وأصبح وجهي وسيما جميلا
لماذا مضى جل عمري قبل طلوع 
محياك كيف تقضى ضياعا وليلا طويلا
رأيتك عبر امتداد الصحاري 
سرابا تجلى ضياء وينبوع نار 
وكنت معي دائما أبدا في أسفاري
حملتك زادا وماءا وسيفا صقيلا
وفتشت عنك جميع خيام المنافي 
وكل الفيافي 
وعبر الخرافات سافرت عبر الموانئ
 عبر جميع الضفاف وعبر بحار الظلام
 مع الرخ فوق بساط الأساطير
 سافرت أنفقت عمري رحيلا
وبعت حسامي بأرض عمان 
وفي الهند بعت الحصان 
وفي الصين قايضت ما في يميني 
بكيس طحين وما خنت قط خيالك 
ما بعت طيفك كنت حريصا عليه بخيلا
بنيت لعينيك كعبة نجران
 هيكل رب سليمان
 يثرب رصعت مسجدها وغرست نخيلا
وأهرام خوفو بنيت معابد آمون 
شقت مياه الخليج عصاي 
وكان ذراعي ضعيفا نحيلا
وباسمك حاصرت طروادة
 انقد درعي ومل الجواد الصهيلا
وحاربت باسمك روما
 وقدت إلى الأسر القيصر عبدا ذليلا
رفعت فداء لعينيك فوق الصليب
 وقمت من الموت حيا أخر سجودا 
على ركبتي إذا ما نظرت إلي قليلا
وفي كربلاء قتلت وفي ساحة الشهداء
 شنقت وفي السجن أمضيت عمري نزيلا
فقولي فديتك قبل أوان الرواح
إذن فلماذا إذا ما التقى ناظرانا 
تقطر في مهجتي بلسم كوثري
 وأمسى الزئير هديلا
لماذا إذا ما نظرت إلى مقلتي 
سقطت على قدميك قتيلا

.............................................................................

وليد الأصفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق