الخميس، 9 مايو 2019

بقلم محمد أديب السلاوي

الفنانة السوسية زهيرة تيكطاط.

أعمالها التشكيلية، تصورات مثالية لماهية الفن والإبداع.




في ساحتنا التشكيلية المغربية، كثيرا ما نطرح تساؤلات تهم مفاهيم الأصالة من خلال مقابلتها مع معاني ومفاهيم وقيم الحداثة، على اعتبار أن العمل التشكيلي في كلياته هو فن حداتي، في خطابه ومفاهيمه وقيمه الإبداعية.

الأمر عند الفنانة السوسية زهيرة تيكطاط يقدم ما يشبه الأطروحة في هذا المعنى، فأعمالها التشكيلية تستند على خطاب لا يتوسل معاني التراث ومرادفاته المتصلة بالهوية والأصالة، كما هو الشأن عند العديد من الفنانين من أبناء جيلها، ولكنه مغرق في البحث عن ذاته/عن هويته الذاتية. انه خطاب مغرق في قاموس واسع من الرموز التي تتراوح بين الآثار السوسية/ الامازيغية في تجلياتها اللونية، وبين الآثار العربية/الأندلسية في تكويناتها الرمزية، وهذا أمر له دلالته القصوى في الخطاب التشكيلي لهده الفنانة العصامية، التي تعمل بفعالية وصمت.

في أعمالها الإبداعية ، يختلط التراث بالهوية وبالحدات في نفس الآن، فهي تسأل عن ماهيتها التشكيلية التي تتسم بالحمولة الرمزية وبالدلالات اللونية التعبيرية،قبل آن تسأل عن إنسانيتها وعالميتها، في العمق تجدها متشبثة بالماضي من اجل إثبات وجودها في الحاضر الإبداعي. ومن ثمة يصبح التراث هو الأساس والمركز، وبدونه سيفقد الخطاب الإبداعي التشكيلي هويته ورموزه وتشكيلاته الحداثية.

إن هذا الطرح ، يقدم لنا تصورات مثالية لماهية الفن في أعمال هذه الفنانة الحافلة بالتألق والتميز في مكوناتها وفي بحثها المستمر في المشهد التراثي المقرون بالمشهد الحداثي،وهو ما يجعل خطابها 

التشكيلي في نهاية المطاف أكثر سموا من أي خطاب آخر، انه يتكأ على الخيال واللون والرموز والتراكم الثقافي ليقدم في الخلاصة على القماش واقع جديد أكثر علوا ومرتبة من الواقع الفعلي.

بقلم الآديب محمد أديب السلاوي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق