الثلاثاء، 14 مايو 2019

بقلم صفاء محمد

وَهْم اليوتوبيا


حين يُجهِزُ الخوفُ والوهمُ على الناس، يُحاصر أحلامهم ويُسقط الضباب على بصيرتهم، فيهرعون للطوباوية والنواميس، يتغنون باليوتوبيا وفوائدها المرجوَّة، ويلقون بالتاريخ في آتون النسيان باحثين عن الفضيلة.  

والخوف يتوَهَّمهُ الإنسان، ثم يعتنقه، فتخور طاقته وتُصفَّد أقدامه ويُكبَّلُ إقدامه، فيتحوَّل لتابعٍ أو مُقلِّدٍ أو مسْخ.

المتعة تقبعُ في التفاصيل الصغيرة بحياة البسطاء، الذين لا ينتبه إليهم المثقفون بالعادة، تجدها في تصرفات الأطفال، فالأطفالُ هم الطبيعة، يتحرّكون بالفطرة بعيدًا عن وَهْم المؤامرة وحلم اليوتوبيا، يجرِّبون ويتصرفون بحبٍ وسليقة، ونحن من نشذِّب فطرتهم على ما نعتقده من وهمٍ وخوف بدعوى الحُب والتوجيه والتربية، ولذلك تحتاج مناهج الأطفال لعباقرة يُحيطون بطبيعة البشر والدنيا، وبحقيقة الخير والشر، لديهم أعلى درجات العلم والمعرفة. 
فالمتعة ليست دومًا في عظائم الأمور والأحداث الكبرى، التي تجلب كذلك المصائب الشديدة والنوائب الكبيرة.

السقوط ينبغي أن يتبعه قفزة ونجاح، وهكذا هي الحياة، تتأرجح بين الخير والشر، لا تمضي على وتيرة واحدة. هناك من يسقطون ولا يقفزون من جديد، هؤلاء هم الذين لم يصل الإيمان ولا الفهم إلى قلوبهم، ثم يدعون المظلومية ويعتنقون الماسوشية.   

والإنسان يروم الفضيلة في أوقات الوهَن، يقفز نحوها، وهي تركض أمامه، لا يدركها، ويبقى هكذا دون وِجهَة. يحلم بعظائم الأمور وهو لم يدرِ، ما التفاصيل الصغيرة ولم يمرّ  بالتجارب البسيطة، فيسقط ويصعد، ويستثمر الإخفاقات في تحقيق مزيدًا من النجاحات.

صفاء_محمد
اِعتَنِق_الحُب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق