الخميس، 2 مايو 2019

بقلم يحيى محمد سمونة

أصل الحكاية

مشكلتي مع الحرية 

حين غدوت على خيار من أمري - فيما يخص سلوكي و أفعالي - غدوت حائرا مترددا ما بين إقدام أو إحجام و ما بين مضي أو تراجع ! و هذا ما جعلني أندب حظي، و أتمنى لو أن الله تعالى جعلني مسيرا غير مخير في جميع أمري و يكون مثلي في ذلك مثل الشمس و القمر و سائر الكائنات التي تمضي إلى مستقرها بأمر تكويني لا حيدة لها عنه؛ و لكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا جعلني مخيرا فيما أختار لأمري.
من هذا المنطلق اتضح لي تماما لماذا وصم القرآن الكريم الإنسان بأنه كان (ظلوما جهولا) !ذلك أن الله تعالى جعل الإنسان مخيرا، و أمده بإرادة و طلب منه الإحسان فيما يقول و يفعل و طلب منه أن يختار الخير عند إنشائه لعلاقاته و جعل له بمقابل ذلك حياة ملؤها سعادة و عيشا طيبا مباركا ميمونا.  لكنه - أي الإنسان - لم يدرك حقيقة تلك الخصيصة التي خصه الله تعالى بها، فإذا به قد تجاهل البحث عن الكيفية التي بها يحسن في إنشاء علاقاته، فطاشت بذلك سهامه و أخطأ في تعامله مع الأشياء التي سخرها الله تعالى بين يديه، و كان بذلك ظلوما جهولا!   
أنا كواحد من الناس - و بحكم أن كلمة الناس هي من النوس الذي يعني التردد في أمر ما -لذا تجدني أنوس مترددا فيما يجب أن أقطع به أمري بما يضمن لي أن أكون سعيدا في حياتي، و أن أكون إيجابيا في سلوكي و أفعالي و لعل منشأ النوس و التردد عندي أنني: 1 - على جهل كبير بالكثير الكثير من حقائق الأمور2 - أنني أقع تحت ضغط مؤثرات داخلية و خارجية تصرفني عن التعامل بالحسنى مع الأشياء التي سخرها الله تعالى بين يدي، و هذا ما يجعلني فاقدا للقدرة على إنشاء علاقات سوية 

- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق