الثلاثاء، 12 فبراير 2019

بقلم الآديب الكبير الدكتور عبد المنعم كامل

يقيم لدينا


يَمرُّ عَلَى المَمْشَى غَمَامٌ ومَغْرِبُ
وأَسْمَاءُ فِي رُكْنِ الحَدِيقةِ تَلْعَبُ
نُوَدِّعُ شَمْسَ الجُمْعَةِ انْدَاحَ جَمْرُهَا 
حَنِينَاً يُغِني للغُرُوبِ وَنَطْرَبُ
وَنَدْعُو لِكَيْ تَبْقَى قَلِيلَاً وَإِنَّمَا 
تَغيبُ فيَنْهَلُّ الظَلَامُ فَنُحْجَبُ
وَلِي فِي مَسَاءِ النَّقْشَبَنْدِيِّ سَاحِلٌ 
يَمُرُّ بِهِ البَحْرُ الأُجَاجُ فَيَعْذُبُ
ويَقْرأُ عبدُ الباسطِ الكهفَ عَابِراً
أقَالِيمَ رُوحِيْ حيثُ رُوحِيَ تذهبُ
نُصَارعُ مَدَّ الليلِ وَهْوَ مُقَاتِلٌ  
شُجَيْرَاتِنَا وَالأَقْرَبِينَ فَنُغْلَبُ
وَصَوْتٌ يُنَادِيني كَأَنَّ أَبِي عَلَى
غَمامٍ يَجُرُّ الريحَ ثُمَّ يُصَوِّبُ
على سَفَرٍ في مُطْلَقِ الماءِ نَاشِرٌ
على الخَافِقَيْنِ الخيلَ لا يَتَهَيَّبُ
يَمُرُّ على المَمْشَى وَمَا هُوَ بالذي
يُقيمُ لَدَيْنَا ، بَلْ يُرَادُ فَيُكْتَبُ
أَبِي والصِّحَابُ الطَّيِّبُونَ لَقَدْ مَضَوْا
وَلمْ أَدْرِ فِي أيِّ الجِهَاتِ تَغَيَّبُوا
هَل ارْتَابَ فِيَّ العَارِفُونَ فَغَادَرُوا
فَكُلُّ سَبِيلٍ بَعْدَ ذَلِكَ مُجْدِبُ
أَمْ انْتَحَرَ العَقْلُ الَّذِي أَحْدَقَتْ بِهِ
رُؤُوسُ الجَهَالاتِ التي تَتَوَثَّبُ ؟
أُقَاتِلُ أَشْبَاحَ العَرَاءِ مُكَبَّلَاً
وأَرْثِي بِلَادَاً تُسْتَبَاحُ فَتُغْصَبُ
تَوَحَّدتُ فِي هَذِي السُّهُوبِ عَلَى قَذَىً
وَغَابَ الأُبَاةُ القَارِئونَ فَأَسْهَبُوا 
تَزَاوَرُ شَمْسُ الصُّبْحِ ذَاتَ يَمِيِنهِمْ
وَكُلُّ شُعَاعٍ لا يُبِيحُكَ طَيِّبُ
ويَقْرِضُهُم ذَاتَ الشِّمَالِ غُرُوبُهَا
تُلَمْلِمُ مِنْدِيلَ الوَدَاعِ وَتَغْرُبُ
أبِي أحَدُ الفِتْيَانِ لَوْ كُنْتَ مُبْصِرَاً
لَوَلَّيْتَ رُعْبَاً مِنْهُ إذْ يَتَقَلَّبُ
سَيَرْجِعُ مِنْ مَنْفَاهُ فَجْرَاً فَتَخْتَفِي
شُرُوخُ جِدَارٍ مُنْذُ قَرْنَيْنِ تَكْذِبُ

بقلم الآديب عبد المنعم كامل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق