الخميس، 28 فبراير 2019

بقلم الناقد الصوفي الصافي

دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة لتجربة الشاعرة ( مليكة الجباري ) من خلال ديوانها ( في قلب العاصفة )  
عنوان الدراسة الذرائعية المستقطعة ( سلطة فعل الكتابة في التجربة الشعرية للشاعرة ( مليكة الجباري )/ الجزء الأول .
ملاحظة : قراءة التجربة الشعرية للشاعرة ( مليكة الجباري ) ستتواصل من خلال دراسة كل دواوينها . ستجمع كل الدراسات وستنشر في كتاب ورقي إن شاء الله .


     =====================  تقديم ========================

بسم الله الرحمن الرحيم 

يجب أن تتوفر العديد من الشروط في الناقد الأدبي ، وهي سلامة الذوق . الذكاء والخبرة ، المتمثلة في معرفة الناقد بالأدب بشكل كامل . دقة الإحساس ، أي انفعالات الأدب في الناقد وأثرها ، التعاطف ، أي بمعنى المشاركة الوجدانية . الثقافة الخاصة والعامة والفردية أي الذاتية ، والصدق والجدية والإخلاص والصبر بالمواصلة وحب صيد الأفكار المخبوءة بأي شكل من الأشكال .
الناقد الذرائعي ( النظرية الذرائعة لمنظرها عبدالرزاق عودة الغالبي ) ، تقف موقفا خاصا أمام كل عمل فني أدبي ، موقف يؤكد على مسؤولية الناقد الجسيمة ، على أعتبار أن القصيدة أو التجربة المراد دراستها على حد كبير من الصعوبة والخطورة ، لأنه ليس ثمة من من يساعد الناقد على أن يخطو هذه الخطوة الأولى والضرورية ، والمطلوب قراءته لما بين يديه ، أي القصيدة أو التجربة الشعرية ، كما لو كانت هي قراءته الأولى على الإطلاق ، لأنه سيكون المسؤول الوحيد عن قراءته . من حيث أن كل ناقد بل كل قارئ من حواليه ستكون له قراءته المستقلة ، ونشير أنه من الأفضل للناقد الذرائعي أن يقرأ ما بين يديه مرات كثيرة معمقا معرفة صاحبا وقشرتها النصية أو مدها البصري ( المدخل البصري ) ، بل مطلوب من الناقد الذرائعي معرفة جملة الظروف التي تحيط بالنص أو التجربة عموما حتى يسهل عليه التقمص ( المدخل التقمصي ) ، وعلى الناقد الذرائعي أن لا يتناسى أن كل تجربة شعرية هي أعمق وأخصب . وعلى الناقد أن يسأل نفسه ، ما الذي دفعه إلى اختياره ؟ ما الحجة ؟ وما وسائل غوصه في أعماق النصوص ؟ ...النظرية الذرائعية لم تترك الباب مفتوحا أمام هواجس الناقدوأهواءه وتساؤلاته  ، بل زودته ب ( المدخل الرقمي الساند ) الحكم الوسيط والمقنع للناقد والشاعر والمتلقي . يقول عبدالرزاق عودة الغالبي : " ليتسنى للناقد إسناد تحليله على جدار نقدي علمي قوي ، عليه أن يختبر تحليله بجمع مجموع الدلالات الحسية ، والأعمدة الرمزية وتحليلها ، ثم حسابها رقميا ، ليثبت رجاحة الدلالات وموازنتها ، مع بعضها البعض وتحديد درجة الميل لكل واحدة منها ، بذلك يكون قد أسند آراءه النقدية رقميا وحسابيا بأحكام رقمية بحثة لا تقبل الشك ، وتزرع اليقين لدى كل متلق أو ناقد ..."

======== المدخل البصري لديوان الشاعرة " مليكة الجباري " " في قلب العاصفة " ===============

ديوان الشاعرة " في قلب العاصفة " يقع في مائة صفة ، تضم دفته الأولى لوحة تشكيلية رباعية الأبعاد ، أما دفته الثانية صورة الشاعرة وسيرتها الذاتية . لقد قدم للديوان الناقد الأدبي " محمد يوب ، ومما جاء في تقديمه : " إذا كان الشعر يتتبع تفاصيل الواقع وفسيفسائه ، فإن الناقد الأدبي يتتبع واقع القصيدة ، وتفاصيل الجمل الشعرية وهي تتواشج فيما بينها ، من أجل خلق متعة فنية ترقى إلى أفق انتظار المتلقي ودائقته ، وبما أن القصيدة في عمومها عبارة عن جسد يشعر بما يشعر به الإنسان ، لها أحاسيس ومشاعر ، فإنها تزداد حساسية عندما تتشاكل وتتمازج مع ذات الشاعر ، محدثة روحا واحدة ، وهذا ما نراه في ديوان " في قلب العاصفة " حيث أن الشاعرة والجمل الشعرية روحان حلا في جسد القصيدة ..." 

يضم الديون ثمان وثلاثين قصيدة تختلف من حيث الطول والقصر ، تحمل اسطر النصوص مختلف وجل علامات الترقيم ، كما أن بعض القصائد ذكرت الشاعرة تاريخها  ، منها قصيدة " قيودي 1984"  و قصيدة " صرخة حروف 1985 " و قصيدة " إنسانيتي تئن 1986 " و قصيدة " الفكر الأرجواني 1988 " وقصيدة " أمل 1991 " وقصيدة " يا امرأة 1992 " وقصائد أخرى لم تذكر الشاعرة تاريخها ، منها قصيدة " في قلب العاصفة " و قصيدة " ثورة امرأة " وقصيدة " أيها الظلم " وقصائد أخرى طبعا . وكل القصائد من صنف الشعر النثري .
تقول الشاعرة في إهداء الديوان : " ذاك القابض على الحروف ، أخبرك ...على شفاه السطور في قلب العاصفة تعلمت كيف أسرد الفرح كيف أرسم الحزن ...كيف ألبس القصيدة لأربك جفون الحلم الغامض وأنا على مشارف الطريق إلى الحياة  نكاية بالحزن ليتعرى أرذال من يقتل الحب فينا .
لن ألزم بحر العشق بإغراقي ، سأسبح إليه لإشعال فتيل الضوء أثناء ولادة كل قصيدة ... في قلب العاصفة جهزت قوافل دفئ الكلمات ، وعقدت هدنة لتكبيل ضجيج شتلات الأنثى ، فأصبح ثغر الصوت يضيق الخناق على كل لحن نشاز يسكن الحلم عندما تنطق أرواحنا هكذا نقوض البناء المشروخ في عقولنا ... فما أحوجنا لهدم خلاق يعيد ترتيبنا . ( قصائد تمتد أنفاسها من ( 1982 ) .

============= السيرة الذاتية للشاعرة " مليكة الجباري " ============================

جاء في الكتاب النقدي المعنون ب ( مليكة الجباري : عنقاء اللوكوس " الكتابة ، الوجود ، التمرد ) للكاتب الإعلامي والناقد والأديب "  مجدالدين سعودي " ما يلي : 

" مليكة الجباري حاصلة على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة محمدبن عبدالله بفاس ...أستاذة وجمعوية ، رئيسة جمعية السلم للتنمية والثقافة بمدينة العرائش ..حقوقية كتبت منذ الثمانينات في عدة ملحقات ثقافية ( المثاق الوطني ، العلم ...) اهتمت بمسرح الطفل وشاركت في لجنة التحكيم المسرحية في عدة ملتقيات ثقافية عديدة خارج الوطن وداخله وحازت على جوائز تقديرية ...
تقول مليكة الجباري عن نفسها : ( ولدت بالمشرق ، من أم شرقية وأب شمالي من أصول مولاي عبدالسلام بن مشيش ، درست في وجدة وبوعرفة ، أحببت الجبال والصحراء وعشت طفولتي متنقلة بين مدرسة ومدرسة بسبب عمل الأب كضابط في الجيش بكل من تازة ووجدة وبوعرفة ... درست الثانوي بالقصر الكبير والجامعة بفاس ، مارست المسرح والعمل الجمعوي والحقوقي والرياضي ...) 

_ اصداراتها الشعرية : 
( في قلب العاصفة   _  على صهوة الجموح   _  شذرات مجنحة _ رؤى آجلة  _ العشق والهجران " ديوان مشترك بالعربية " ) 

====== البؤرة التابثة في نصوص ديوان في " في قلب العاصفة " ( سلطة فعل الكتابة ) ==============

من صفات النصوص الرصينة المتكاملة الشروط النصية البنائية الجمالية ، أحتوائه على إستاتيكية وديناميكية التنصيص في الأفكار والأيديلوجيات الإنسانية وحتى في الشكل البصري ، فتلمس ذلك ، وهي محطة البؤرة التابثة في النصوص ، أيديلوجية الشاعر أو الكاتب الأديب واستراتجيته الفكرية ونظرته نحو مجتمعه ، وتلك رسالة إنسانية يتميز بها كل الأدباء والشعراء ، فتشكل تلك النقطة مرتكزا تابثا ، وبؤرة لا يمكن تغييرها أو التلاعب فيها نقديا  . على  الناقد المتمكن أن يثبت تلك اللحظة ومحطتها ويقف عندها في كل تجربة أدبية ، وعليه كذلك محاكاتها وإبرازها بشكل يستحق ذلك ، ومنها سينطلق نحو التنوع في مخبوءات النصوص لكل تجربة شعرية أو أدبية ، مبرزا دلالاتها السيميائية والرمزية ...

سنركز على " سلطة فعل الكتابة " كبؤرة تابثة في نصوص التجربة الشعرية للشاعرة " مليكة الجباري " من خلال دراستنا الذرائعية المستقطة لديوان " في قلب العاصفة " ، مركزين على دراسة التجربة الشعرية للشاعرة في ديوانها الأول ( في قلب العاصفة )  ، وسنواصل دراسة تجربتها الشعرية في كل دواوينها إن شاء الله ، مركزين  استقطاع لمداخل النظرية العديدة والمتعددة . دراستنا هذه هي الجزء الأول ، والجزء الثاني . وكإشارة مهمة قرأنا كل دواوينها مرات كثيرة ، وسجلنا ملاحظاتنا التي تخص كل ديوان ، وكذلك المفاتيح النقدية ، كما أننا لم نغفل عودتنا للشعر المغربي خلال أربعين سنة ، رغبة منا في تمييز تجربة الشاعرة ( مليكة الجباري ) عن كل التجارب الشعرية الأخرى .

             
================= ======   لحظة " سلطة  فعل الكتابة " ===========================

تعبر الكتابة عن كل تسجيل مرئي لكافة لغات الكون المختلفة ، حيث تمكن من حفظ وإرسال الأفكار عبر المسافات الشاسعة جدا . ونشير إلى أن الكتابة تختلف عن اللغة ، حيث أن هذه الأخيرة نظام  معقد في الدماغ يسمح بإنتاج وتفسير الألفاظ ، أما الكتابة فهي طريقة تنطوي على جعل الكلام ظاهرا ، ورغم ذلك يصعب التمييز بينهما ، لكن مع  وظائف الكتابة يتوضح الأمر وينجلي  ، فوظائف الكتابة كثيرة جدا ، منها الانتشار الواسع للأخبار المختلفة والفنون والإبدعات ...في جميع أنحاء بقاع الأرض ، كما أن الكتابة وظيفتها الحفاظ على اللغة في كل زمان ومكان . ولحظات فعل الكتابة هما : لحظة ما قبل فعل  الكتابة ولحظة فعل الكتابة .

تتكون  كل تجربة شعرية من خلال  النص الحي الذي ينمو شفهيا ، متحركا زمانيا ومكانيا ليتمكن من تأليف صوت جماعي ، إن التجربة الشعرية بدايتها هي بداية النص عند ولادته والذي لا يبدأ مكتوبا ، بل ينتهي عند الكتابة . والكتابة بهذا المعنى المحدد لحظة اكتمال النص الحي ، سواء دون على ورق أو لم يدون . الكتابة هي اكتمال الشكل وانفصاله عن قائله . مع قابيلته للانتقال بتمامه على ألسنة المتلقين أو ألسنة الرواة . فسلطة فعل الكتابة قد يبدو " بسيطا" لكن كل لفظ له أعماق وأبعاد تناقض أي حكم بالبساطة ، وهكذا يقف مفهوم البساطة إزاء مفهوم التعقيد أو الغموض وهي من سمات الشعر الحديث . فالغموض راجع إلى المدلول لا إلى الدال في حد ذاته ، ونؤكد على الغموض يتبدد بمفعول القراءة ، ولا سيما بتعدد القراءات ، فيترك محله لمعان سامية ليست في معاني الكلام في مستواه الإخباري المباشر . والغموض في تجربة الشاعرة لا يحطم المنطق في مقولاته ، ولا اللغة في قواعدها ، ولا تقاليد النظم فيما عرف منها . غموض لا يعطل كل السنن المتعارف عليها بين الشاعرة والمتلقي .

لنتأمل قصيدة من ديوان " في قلب العاصفة للشاعرة " مليكة الجباري " ، القصيدة معنونة ب " امرأة " ، تقول : 

لا تسألني من أنا ؟؟
كنت وما أصبحت أنا ، 
أكتب حرفي على الوسادة ، 
أغرس الرياحين وشما ، 
باسمك عادة ، 
وتسألني من أنا ؟؟
أنا على الشرفة ستار ، 
على قلاعك أزهار ، 
على ورقك مداد ، 
على شاطئك رمال ، 
وتسألني من أنا ؟؟.
قلبي لك نبض 
يهوى السيادة ، 
يرحل البعد عمقا في ضفافك 
فأنتمي لترتيلاتك ، وكأنها عبادة ، 
وتسألني من أنا ؟؟.
يصرخ البوح جنونا ، 
فذاك قوس بنبال ، 
وعويل الحرف لا يتقن الرماية  ،
فمن يرسم الهمس لوحة ، 
لعلمه : الشوق لا يحتاج كتابة ، 
فصبرا على التائه بين النبال ، 
القوس بين كفيه لا يحتاج وصاية .

سلطة فعل الكتابة الكتابة هي اكتمال للمعنى والشكل   ( أكتب حرفي على وسادة )  . هذا لا ينفي عن النص المكتمل الانفتاح ، وقابليته لقراءات متنوعة ، ولتأويلات ، ولا اختلاف فيتحقق حياته النصية . لكن النص المفتوح غير النص الحي ، بالمعنى الذي حددناه . النصوص المفتوحة يصطلح بديلا لاصطلاح النص المفتوح الذي هو نص مكتمل ، لكنه يحتمل قراءات متعددة ، أو يسمح للقارئ أن يختار فيه موقع محاور ، وأن يبصر سياق العمل استنادا إليها ، فيسهم القارئ بشكل شخصي ذهني أي لا يتدخل في مادة النص ، وتدخله في بنائه محدود جدا ، وأيا كان التنوع في القراءة والتأويل فإنه لا يلزم أي قارئ آخر ، قد يشكل طورا جديدا من أطوار النص ، لكن النص الأصلي يبقى المرجع ، فحتى لو اعتبرنا النص المفتوح المكتمل مجموعة قراءاته ، فإن هذه القراءات تتدخل في الدلالة والا تتدخل في الدال ، النصوص الحية هي دوما متطورة ومتنامية ( لا تسألني من أنا ؟؟ )  على صعيدي الدال والدلالة معا ، واكتمال النص هو اكتمال الدال ، ومن ثم قابليته للاستمرار والانتقال بتمامه ، واكتمال النص الحي هنا يوصل النص الجمعي إلى سلطة فعل الكتابة . ( ويصرخ البوح جنونا / وعويل الحرف لا يتقن الرماية / فمن يرسم الهمس لوحة / القوس بين كفيه لا يحتاج وصاية ) . يقول الناقد المغربي ( سعيد فرحاوي ) : " ...لا تكتب إلا ليكون النص صادقا يعبرها وهي تتنفسه ، تستعير حروف كتاباتها من جوفها ( الشاعرة مليكة الجباري ) الذي يعشق الشمس وهي تخيط الطريق ..." .

تقول الشاعرة في قصيدة أخرى عنوانها " أنين الصمت " 

ما أصعب أن تتكلم 
     وتنسى 
أن الذي أمامك نسي الكلام 
وأتلف الأحلام 
وكسر الأقلام 
وأهداني صمتا 
بدون عنوان 
فهل أجعل كل صمت 
     كلاما ...

الكتابة لها قوة السلطة ( ما أصعب أن تتكلم )  بمختلف معانيها ، ففعل الكتابة " مكتوب " مرادف " للمقدر " ، " والمكتوب ما منه هروب " ، الكتابة بدأت في الحجر ليبقى المكتوب . فالتجربة الشعرية الحديثة عند الشاعرة " مليكة الجباري " تعود بالشعر العربي إلى سالف عهده التليد من حيث تحرير القصيدة من النمطية العروضية التابثة ، إلى إيقاع اللغة وما تحمله من تشكيل مرتبط بالأفكار وإيقاعها ، إضافة إلى إيقاع الصور وانسيابها داخل القصيدة في نمو متنوع . ولكن مرتبطة دوما ب " بسلطة فعل الكتابة " ( فهل أجعل كل صمت ... كلاما ) . قال أحدهم لمن تكتبين ؟ وتجيب الشاعرة ( مليكة الجباري ) : " أكتب لجيل قادم من ثورة التكنولوجيا ...جيل قد لا يرحم أفكاري وقد لا يقبل .. أو يقبل خطابي ... أكتب له ولا أنسى أنه عقل وفكر ونبض له مقومات أخرى يدفعني هذا لتغيير نمطية الصورة الواحدة في كل كتابة ، فأختال بين الأزمنة أستحضر التاريخ أوظف مقاربات أرهق الخطوط العريضة التي شكلتها بين المسافات ...أتملص ما أمكن عن عبادة منهج آخر رغم الإعجاب به .. أتفق ومقولة أدونيس في إشارته للحداثة أنها منظور كوني والقصيدة جزء من هذا المنظور .. نجتهد قد نصيب وقد نخطئ لكن نصيبنا من الاجتهاد نستمد شرعيته من رؤيتنا للقضايا والأمور العالقة بيننا كإنسانة متفاعلة ، فاعلة جمعوية وحقوقية كممارسة للعملية التربوية ولا أنسى أني أنثى قابضة على جمرة النبض تعشق جمال كل شيء في الكون ) .

نتابع  ( سلطة فعل الكتابة ) عند  الشاعرة في قصيدتها المعنونة ب " قيودي " 1984

     زمن القيود قلت رحل ،
   فوجدت زماني أقسى القيود .
   كبلتني نشوة التغريد ،
   ونسيت أن للتغريد صيادا،
   فاحملني ياصاحب القيود ، 
   لأكون التلاشي فيك .
  احملني لأتهادى فيك دون تقسيم ، 
  كوريقات استعارت عيون الندى ...
   أنا سأمكث في حقول الفراشات ،
  دون انشطار في زمن الغياب .
  أتحصن في نجوم ضريرة ...
عمرك يقترب من تضاريس عمري .
 هذا الحلم أينع في مملكة ، 
منحوتة بين كفيك ...
زمن القيود قلت رحل ، 
لكن الزمن فيك أجمل القيود 
بسطت لي شوارع بكروم ،
 كومة الحب في عنبها سلمتني لك ، 
  لا انفلات من الغرق فيك .
من كوة الضوء في عينيك ؛
أتابع روايتي ..
  أتابع الدهشة فيك .
  سأكسرها على المداد 
  سأكتب بها أشعاري 
  ونصائح لصغاري ...

التجربة الشعرية المجيدة هي التي تنجح في إنتاج وإبداع علاقات متجاوبة تتبين كل عناصرها ، فترقى القصيدة حينها إلى مستوى الإبداع ، في حين يسقط كثير من الشعراء المحدثين ، لأنهم لم يفهموا من العملية الشعرية غير ظاهرها وشكلياتها ، فيجيئ شعرهم رصا لأفكار ذهنية في جمل متعاقبة لا يربط بينها رابط ، ولو لعبنا بتغيرها وترتيبها لما تغيرت حالتها ، والقضية ترجع إلى الشاعر نفسه ، فهناك الشاعر المجيد الذي سبر الشعر وعرفه حق المعرفة ، والمدعي الذي دخل إلى  مملكة الشعر  متطفلا عليها ، والأمر كما قال ابن رشيق في العمدة :" إن عمل الشعر في الحادق به أشد من نقل الصخر ، وإن الشعر كالبحر ؛ أهون ما يكون عن العالم . وإن أتعب أصحابه قلبا من عرفه من حق معرفته " . تجربة شعرية متصاعدة دوما من ترسيخ سلطة فعل الكتابة للتميز بتجربتها الشعرية ، ( سأكسرها على المداد / سأكتب بها أشعاري / ونصائح لصغاري ) .

ولنتأمل معا قصيدة أخرى من نفس التجربة الشعرية " معنونة ب " صرخة حروف " 1985

احترق القلب ، طال الانتظار ، 
تململ الجفن وقدم الاعتذار ،
        لألف تهاوت ،
       للام تساوت ،
      بحاء تنادت ،
لتعجب برسم الباء .
لاستفهام لون الضاد ، 
لكلمات صرخت بعدها : 
      لا للسان الأحمر ،
     لا للون الأسمر ، 
ولا لسائح في مواطن الكلمات ...
             إدانتك 
        لسانك أرضنا 
        لقاتل طفلنا 
لا تساوم اللون الأسمر ، 
لا تظلم الكتاب الأكبر ، 
ولا ترسم الشوارع باللون الأحمر .
بالكلمة بالقلم فجر الشمس والقمر .
وارسم لوحة الحب والأمل ، 
وارسم  لوحة الحب والأمل ، 
واهد شمعة لمن عشق 
حب الأرض والسماء .

تجربة شعرية( سلطة فعل الكتابة ) ( للألف تهاوت / للام تساوت / بحاء تنادت / لتحجب برسم الباء / لاستفهام لون الضاد / لكلمات صرخت بعدها ) ، عمل إبداعي معقد وهو من سمات الشعر الحديث ، يحتاج إنتاجه إلى وقت للمراجعة والقراءة . وجهد التأمل والفهم يتطلبان القراءة الصامتة والفردية ، على اعتبار أن القصيدة عملية فنية معقدة تتخذ مسارا متناقضا لحركية العصر وسرعته ، وكأنها محاولة انقاد الإنسان المعاصر وانتشاله من دوامة المتاهات النفسية المرهقة . والتجربة الشعرية عند الشاعرة " مليكة جباري " تساير الإنسان العربي وما يمر به من نقلات حضارية جريئة ، ويتمثل أحد مظاهرها في انتقال طريقه في التفكير من التجزيئ إلى الكلية . تجربة شعرية تنقلنا شعر الحالة المتكاملة تتطلب فهم القارئ والمتلقي العريض لها . كما أن التجربة الشعرية عند شاعرتنا أدركت أن الإيقاع شرط أساسي في الشعر العربي خاصة . فلجأت إلى الإيقاع اللغوي إضافة إلى صور إيقاع أخرى التي تحدثها الأفكار والصور والنغمات وهي قيمة أساسية . وإيقاع اللغة عندها مرتبط باللغة العربية ذات الإيقاع الموسيقي الرفيع والشامل ، لأن الإعراب أحد سمات اللغة العربية الأساسية ، وله فيها أهمية عضوية ، إذ بدونه تتعطل اللغة . ووظيفة الإعراب على أواخر الكلمات ، تتحدد فيه المعاني ، فالإعراب مرتبط ارتباطا كاملا بالمعنى ، وداخله يثم ربط الفكر بالإيقاع الفني للكلمات ، فيحصل عندئذ ضربان من الإيقاع في كل كلمة ، أحدهما ذهني والآخر فني ، وهذا يزيد من وقع الكلمات على نفسية المتلقي ويسكن في ذهنه ووجدانه . ( بالكلمة بالقلم فجر الشمس والقمر / وارسم لوحة الحب والأمل ) .

وننتقل معا لنتأمل قصيدة أخرى من داخل التجربةالشعرية  ل " مليكة الجباري " القصيدة معنونة ب " إنسانيتي تئن " 1986

دعيني أكبر مع أحلامي 
اجعليني أكتب مع أحلامي ؛ 
         فأنا الغضب .
أنا الورقة التي احترقت بمدادك ، 
أنا السنبلة تنتظر حبات مطر .
            لا تعاتبوني :
فالامتهان أسقطني 
من زمن الحقيقة ، 
وأسكنني أكذوبة 
بين المطرقة والسندان .
     اجعليني أصرخ 
من خيبة تلد كل يوم سوادا ،
بالجفاء لوجودي 
تصنع الأحداث 
        والمقابر .
الأوتاد : 
اكسروها بالغناء .
أطرقوا أبواب الأصفياء ...
تمهلوا ...
لا تسكنوني قصرا في الفضاء .
إنسانيتي تئن من الاستعلاء 
قد أصبحت عملة لا تليق إلا بالأقوياء ...

سلطة فعل الكتابة في التجربة الشعرية للشاعرة " مليكة الجباري " ، لا تخرج عن الأدب عموما والذي هو عملية إبداع جمالي ، وهو كذلك تذوق جمالي للمتلقي ، وهدفه طبعا ليس نفعيا بل جماليا ، إذ تسعى التجربة إلى إحداث انفعال في النفس ، ولتحقيق هذا الهدف أحكمت بناء اللغة والصورة الشعرية والإيقاع ، من داخل سلطة فعل الكتابة . للغة في التجربة الشعرية وسلطة فعل الكتابة رموز تثير في الصورة في الذهن . والصورة يتلقاها الإنسان من الخارج ، أو يكونها من الجمع بين أشتات من عناصر خارجية ، تتألف من خلالها الكلمات في تركيبة جمالية ذات طاقة انفعالية .( اجعليني أكتب مع أحلامي ) وبذلك تكون اللغة في قصائد الديوان وسيلة للإيحاء وليست أداة لنقل معان محددة . ونشير إلى أن هنا يكمن الفرق بين المعنى العقلي للكلمات والمعنى التخيلي لها . اللغة الشعرية إدن رمز للعالم كما يتصوره الشاعر ، وكذلك رمز لعالم الشاعرة النفسي ( إنسانيتي تئن من الاستعلاء ) . ونؤكد على أنه على هذا الأساس يفهم الشعر ، وإلا أخلطنا بين الشعر وما ليس بشعر . لغة الشعر في تجربة الشاعرة  " مليكة الجباري " لغة مجازية انفعالية ، وقد قال "  ابن سينا " : " كانت العرب تقول الشعر لوجهين : إحداهما ليؤثر في النفس أمرا من الأمور تعد به ، نحو فعل الانفعال ، والثاني للتعجب فقط ، فكانت تشبه كل شيء لتعجب بحسن التشبيه " . فأخذت الصورة في التجربة الشعرية دورا رئيسيا ، فصارت توضح المعنى وتؤكده في الذهن . حالة شعرية تنبع من أعماقها كل المعاني الموحاة من الشاعرة والمتخيلة من القارئ ، لما في الصور داخل التجربة من دفق شعوري فياض .

ولنستعد معا للغوص في تجربة "  مليكة الجباري " /   من خلال قصيدة أخرى من قصائد الشاعرة  تحمل عنوان " في قلب العاصفة " 

لماذا تربني على الصمت ؟ 
اللغة المراوغة ملتبسة بالحب ، 
كانت الولادة قصيدة ...
هذه الشهقة على أطرافها ...
لا تعلم البكاء ...
لا تعلم البصراخ  ،
هي فقط تعلمني رسم الحلم .
حلمي على أبراج عشتار وفينوس ، 
على قلعة من قلاع أفروديت ؛ 
لألتهم الض ء ...
وألهتم أحجية العشق ...
سأتخلص من فخاخ الحزن ، 
لأني أنا ورائحة عطري 
نعزف لذاكرة الحب وحدنا ، 
ليستفيق مفتونا بي وبالفراشات ، 
يدور ويدور ...في جوف لحظاته ، 
                هي لي ...
لعلي أمنح قلبي جنونا 
وجنون قلب العاصفة 
عشرون سنة مضت وأنا أكتب ...
وأمزق شراشيف المعاني .
أكتب وأرسل للرياح شهقاتي ...
عشرون سنة لا يهجرني هذا الدفء .
        شقي هذا الحب ...
سأهز صبابة نخلة ، 
سأنتظر رطبا تحت ظلاله .
إني أنا التي تحمل سخرية للحياة .
الولادة قصيدة في قلب العاصفة .

سلطة فعل الكتابة في التجربة الشعرية عند " مليكة الجباري " مرتبط الصلة بالشعر الحديث ، ومواقفه الحياتية التي هي كثيرة ومختلفة (لماذا تربني على الصمت / اللغة المراوغة ملتبسة بالحب / كانت الولادة قصيدة ) ، فإذا كانت الشاعرة مسؤولة عن قصيدتها ، فلابد لسلطة فعل الكتابة أن ينحو منحى مزدوجا ، للقصيدة أولا ولأنفسنا في آن واحد ، فيتكون خلال وعينا حضور سلطة فعل الكتابة المعرفي ، وهو حضور تجريبي ، نعرفه من خلاله أنفسنا بقدر معرفتنا للقصيدة ، ونبين المعرفة التجريبية في التجربة الشعرية الذي يمكن أن يتواجد لحظة القراءة  . الشاعرة كونت  لنفسها اتساع نطاق لا يناسب زمن الشاعر الحياتي فقط ، بقدر ما يناسب قوة الشاعرة التي لها مقاييسها الخاصة في سلطة  فعل الكتابة وداخل تجربتها الشعرية غير محدودة الزمان  وتنفتح انفتاحا عميقا نحو المستقبل . تطابق يكون ويجمع  العناصر الشعرية المكونة للقصيدة دورها العضوي ، لا يمكن  الاستغناء  عنه ، منها الشكل والوضوع والمضمون والإيقاع والنبرة ، وكذلك ما نسميه بالأسلوب ، والمتمثل في ظلاله وأضوائه وأعماقه ومساحاته . تجربة شعرية تحوي كل هذه العناصر ، بوصفها تركيبة عضوية متماسكة ، يعايشها القارئ من خلال تجربة القصيدة . ( عشرون سنة وأنا أكتب .../ وأمزق شراشيف المعاني / أكتب وأرسل للرياح شهقاتي ) 

اعتمدت الشاعرة ذكر الأسطورة، لتقوي سلطة فعل الكتابة ، كما اعتمدها الشاعر الحديث لتصوير حالاته الشعرية ، والهدف من استخدام الأسطورة هو استثارة المخزون العاطفي والنفسي ، وللأسطورة وقع خاص في وجدان القارئ ، ليدفع به إلى الانفعال بعالم القصيدة ، ونجحت الشاعرة في أداء وظيفة الأسطورة حين جعلتها مفهومة لدى المتلقي ، ومتجاوب مدلولها مع حقيقة مشاعره . يقول حازم القرطاجني في منهاجه : ( أحسن الأشياء التي تعرف ويتأثر لها ...هي الأشياء التي فطرت النفوس على استلذاذها ، أو التألم منها ، أو ما وجد فيه الحالان من اللذة والألم ، كالذكريات للهعود الحميدة المنصرفة التي توجد النفوس تلتذ بتخيلها وذكرها ، وتتألم من تقضيها وانصرامها ) ، ويدخل في قوله هذا استخدام  الأسطورة ، فكلما كانت وثيقة في نفوس المتلقين صارت أقرب إلى استثارة مكنون نفسية المتلقي . أما إذا كانت الأسطورة غريبة عليهم أو مناقضة لمعتقدهم فهذا من دواعي النفور منها ومن القصيدة ككل . تمسكت الشاعرة في تجربتها على إبداع شعر أصيل يعتمد على الموروث الأصيل محاولة تفجيره في ضمير القارئ . ( إني أنا التي تحمل سخرية الحياة / الولادة قصيدة في قلب العاصفة ) .

تقول الشاعرة في قصيدة أخرى عنوانها ( أتنفس فوق الأوراق ) من نفس الديوان ( في قلب العاصفة )

أتنفس فوق الأوراق ، 
على أسوارك تعلو 
كل أشكال الأولوية ؛ 
حمراء خضراء رمادية .
يلهمني الدخول .
أسقط الزمن عبر الثقوب .
للرسائل تغريداتها ...
يحتضنني هذا البعد ، 
يلهب حمرة مغيب الشمس ، 
يلملم بقايا النفس 
التواقة للفجر الجديد ، 
أدرك الأولوية لون واحد .
باب الدخول موصد .
أسوارك تعلو ... تبعثر أوراقي .
يصعد التنفس ليحكي قصته ، 
كانت قصيرة بحلم كبير ، 
نثرت زهرة بنفسج على الطاولة .
فنجان قهوة .. وعلى وجهي سؤال : 
              أكتب حقا ... ؟؟

سلطة فعل الكتابة حاضر دوما في التجربة الشعرية عند الشاعرة ( مليكة الجباري ) ( أتنفس فوق الأوراق / أكتب حقا ...؟؟ ) . تستمد سلطة فعل الكتابة قوتها في التجربة الشعرية عند الشاعرة بكونها من فاعليتها الواعية الصانعة لتفريغ الانفعالات الوجدانية ، الملتزمة بالوضوح المنطقي الذي تشكله اللغة وتتشكل به ، فتنتج اللغة مستويات دلالية مركبة تنم وتتجاوب مع المستوات المعرفية التي ينطوي عليها الوعي الصانع ، فتميل بذلك سلطة فعل الكتابة إلى الوضوح المنطقي أو واحدية المستوى الدلالي ، وكما يقال : ( القصيدة المحدثة ليست زجاجا ناصع الشفافية لا نراه بقدر ما نرى ما يقع وراءه ) .
سلطة فعل الكتابة في تجربة الشاعرة تصبح اللغة فيه  وسيلة يتموقع داخلها الخطاب الشعري ، نظام لغوي يتميز عن بقية الأنظمة اللغوية في تجارب أخرى ، خطاب يتسم بجوانب فنية شعرية مبطنة بنظام دلالي خاص مرتبط بتجربة الشاعرة الشعرية ، ذات النصوص المفتوحة على التعددية  الاحتمالات التي تملؤهم على مستوى دلالي . تجربة شعرية  تسعى من خلالها الشاعرة لتطوير التعامل مع اللفظة المفردة  ، أو العبارة المفردة ، وذلك بنقل آلية تعبيرها من مستوى المعنى إلى مستوى معنى المعنى كما يعبر عن ذلك عبدالقاهر الجرجاني .

=====================  خاتمة ==================================

ونختم دراستنا الذرائعية المستقطعة لتجربة الشاعرة ( مليكة الجباري ) بشهادة من كتاب مجدالدين سعودي (  مقارباب نقدية في دواوينها الأربع / مليكة الجباري : عنقاء اللوكوس ) والشهادة ل ( الشاعر محسن العافي ) : 
( للوهلة الأولى وأنت تقرأ لها ( الشاعرة مليكة الجباري )  تأتيك رسائل قوية غريبة ، تدعوك لمتابعة القراءة ، ذلك ما فسرته حسب قراءتي ، بأنه مساحات ثكلى بالتجاوب العديدة المتنوعة  المتعددة على بعد نظر لم يات عبثا ، لنجد نفسك أمام حالة إبداعية مختلفة ، تعنون تيمتها  ، بما لها من دعائم ، تقوي حضورها ضمن كثير من الأعمال ، التي يصعب التموقع بينها بأعمال لا ترقى إلى التميز والتفرد ، أو بالأحرى بأعمال لا تخاطب اللاشعور الجمعي في زمن كل له فيه غايات وامتدادات . ربما إن حصرنا تجربة الأستاذة : الشاعرة مليكة الجباري بين معقوفتين ، سنكون قد قتطعنا أجزاء مهمة من رسائل قوية ، ترصد تجاعيد الحزن والبؤس ، وترصد بهجة الألوان في المجتمعات الحديثة ، بمسلاط ضوئي عالي الدقة ، لا ينكر التفاصيل والحيثيات ، لذا أرى أن لكل قارئ متمكن نصيب أوفر ، مما قد يراه أو يشعره ، أو يحس به ، أو يدركه ، أثناء تموقعه في الزمان والمكان  ليجد مبدعتنا قد تناولت عالمه بتفصيل غريب عالي الدقة ، لا يتفصل عن واقع معاش ، ولا ينسى الاستثناءات كمسألة تنتظر منا الانتباه الحذر الشديدين ، ولعل ما يثير الانتباه في تجربة المبدعة ، هو توجيه القارئ بعناية أثناء حضور قصيدها بين يديه ، ليضم إلى رؤاه رؤى أخرى ، أبلغ وأجمل ، مصاغة في قوالب إبداعية ، ذات محصول وافر أكثر شمولية ودقة . وأنا أقرأ لها  قرأت تموقعا بأمل يرغب في معانقتها ثانية ، وهي تتألق بغيرة متنامية ، تعمل المبدعة جاهدة على بعثها في بعض ممن لا غيرة لهم ولا أمل ، غير حركات وسكنات ، لا تؤتي أكلها ، ولم يكن لنا منها غير العبارات ، لا تحيا طويلا وهي لا تقترن بما يلزمنا أثناء التموقع الجاد في الزمان والمكان . وأخيرا تبقى الأستاذة المبدعة الشاعرة : مليكة الجباري ، تلك الشاعرة المبدعة ، التي لا أستطيع بسط كل جوانب تجربتها الإبداعية ، على ورقة ، ارتأيت أن أتناول فيها جوانب مما لا مسته وأنا بين رؤى مختلفة ، في أعمال شتى لمبدعة تشق طريقها ، بحرفية المبدع المكتمل الأدوات . ) 

ملاحظة  : الجزء الثاني من الدراسة الذرائعية سنتابع قراءة التجربة الشعرية لمليكة الجباري من خلال دوانها ( على صهوة الجموح ) .

==================   عبدالرحمن الصوفي
============================== 

===================== الهوامش ============================

1 _كتاب ( مقاربات نقدية في دواوينها الأربع / مليكة الجباري : عنقاء اللوكوس للناقد مجدالدين سعودي 
2 _ كتاب ( الذرائعية في التطبيق ) تأليف عبدالرزاق عودة الغالبي 
3 _ إحسان عباس : تاريخ النقد الأدبي عند العرب 
4  حازم القرطجاني : منهاج البلغاء وسراج الأدباء 
5 _ أحمد بن جعفر بن شاذان : أدب الوزراء 
6 _ قضايا الشعر الحديث / نازك الملائكة 
7  الأدب العربي / ابراهيم الكيلاني 
8 _ شوقي ضيف / الفن ومذاهبه في الشعر العربي 
9  ديوان / في قلب العاصفة لمليكة الجباري 
10 _ ميشيل فوكو / إرادة المعرفة / عرض محمد حافظ دياب7

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق