الخميس، 28 فبراير 2019

بقلم مجد الدين سعودي

رواية (وداعا رانقة) للأديب الدكتور محمد الوادي: في استنطاق الذاكرة والعشق والكتابة
-----------------------------



الباب الأول
------------------------
برولوغ
--------------------
رواية (وداعا رانقة)، عمل روائي جميل ومكثف، من استعارة البطل حمدان لاسم البطلة وحياة كاتب طبع حياته بالعشق والتمرد ومحاولات اكتشاف الوجود...
كاتب خبر دهاليز الابداع، يحمل في قبعته الأدبية والساحرة كل أنواع الأجناس الأدبية، فهو شاعر وصحافي ومسرحي وناقد وروائي وجمعوي...
لهذا أتت رواية (وداعا رانقة) للدكتور محمد الوادي تحمل هموم المبدع وعشقه، فيتداخل السرد والسيرة الذاتية والعشق ورحلة الخروج من القرية لاكتشاف العالم...
في رواية (وداعا رانقة) تحس بالتشويق وتبحث عن رانقة محمد الوادي، فتجدها ابداعا جميلا ورؤيا ناضجة حول السياسة والحب والابداع والتأمل الفكري....
--------------------------------
الرواية ومحمد الوادي
-------------------------------------
تدور أحداث رواية (وداعا رانقة) حول البطل الكاتب المتعدد الاختصاصات الأدبية (حمدان)، وهو شخصية محورية، يستحضر ذكرياته ويحث ذاكرته على سرد أحداث الولادة وما قبل الولادة والطفولة والأهل والأصدقاء والرغبة الكبيرة في السفر وعشقه الكبير لرانقة...ويمكن القول أن رواية (وداعا رانقة) هي (قصة حب مجوسية) بطعم وأحداث وتساؤلات مغربية....
-----------------
الباب الثاني
-----------------
الفصل الأول
----------------------------
شخوص الرواية
------------------------
اختار الدكتور محمد الوادي أبطال روايته المتوجين وغير المتوجين بعناية وبدقة، وكان لهؤلاء مكانة تناسبهم في عمله الروائي...
----------------
فاطمة
--------
فاطمةهي أخت البطل حمدان والتي ماتت صغيرة ومع هذا سكنت ذاكرته: (كانت صورة أخته فاطمة هي أول الصور التي فتح عليها عينيه بعد صورة أمه وأبيه. كانت فاطمة واحدة من بنات الجنة، في الثالثة من عمرها. ذات شعر أسود كثيف، وعيون بسعة الدنيا والحلم، وبياض بشرتها يميزها عن كل فتيات القرية. أما ابتسامتها فكانت ساحرة تنزعك من وكر الشياطين الى عالم مكتظ بوهج الحياة والبراءة والحلم ... الصفحة 12 و 13 ).
وفاطمة تسكن قلب وروح حمدان الذي يقول: (كلما لجأ الى السرير للنوم يتخيل فاطمة وهي تحمله على ظهرها، أو هي تشد بيده على الوقوف والمشي، أو هي تطعمه، أو هي تداعبه. كانت جد فرحة به وكأنها وجدت لها مؤنسا وحارسا... لعبة جميلة تتسلى بها بحب كبير.. أخ يبادلها الضحكات والفرح ويملأ عالمها. كانت مسرورة الى درجة الانتشاء ... الصفحة 17).. لكن مرض (بوحمرون) سيأخذ فاطمة الى العالم الآخر...
------------------------------
الجد
---------
في وصف دقيق يحدد لنا حمدان جده قائلا: (صباح الأحد القادم سيفتح الشانطة – الحقيبة المفضلة ذات اللون البني الداكن، وسيستخرج منها الجلباب المميزة التي لا يرتديها الا في المناسبات الأكثر أهمية، والسلهام الأبيض، والبلغة الصفراء، والطربوش الأحمر، والقميص الأبيض، والسروال الأبيض كذلك، هذه هي ملابسه الأغلى والأحسن، والتي سيرتديها الأحد المقبل قبل الذهاب الى السوق، ومنه الى قمة الجبل، ثم الى السماء. انها ملابس تليق بالعالم العلوي الذي سيزوره..... الصفحة 22 ). 
كما يحلل شخصية جده قائلا: (شيخ وقور وتقي ولكنه مراوغ، يعرف كيف يقنعك، وكيف يخرجك من عالم أنت مصر على البقاء فيه، الى عالم آخر.. يعرف كيف يغير اهتمامك، وكيف يحور تفكيرك، وكيف يخلق لك آلية بديلة لآلية تفكيرك... الصفحة 16 )...
----------------------
الأب
--------
توفي والد حمدان وهو صغير: (اتجه نحو قبر أبيه. ينتقي خطواته حتى لا يدوس على قبر وينتهك حرمة الموتى....  الصفحة 29 )، وبعملية فلاش باك يقول : (تذكر حينما كان أبوه يضمه الى صدره، ويقبله ، ويركب معه على الحصان. وكان الأب يقول لحمدان سيكون لك شأن كبير......الصفحة 30).
------------------------------------
ليليان
---------------
جنية يهودية تسافر مع حمدان في صحوته وغفوته وحلمه وبوحه والتي لا تفارقه وتدفع عنه المصائب، وتؤكد له ليليان: (رانقة التي سحرتك أنا التي دفعتها الى مغازلة أوتار قلبك   ...الصفحة 86). وليليان هي قارئة فنجانه وتؤكد له: (لا تقلق هذا العام عامك. ستبدع فنا قوليا، شعرا موسوما بالشعرية، ونصا دراميا مسرحيا ستختار له اسم – الرقص على الجمر – ودراسات مختلفة...الصفحة 87 ).
-------------------
الأم
-------------
الأم حاضرة في رواية (وداعا رانقة)، فهي الصدر الحنون وهي التي تفهم حمدان جيدا وتعرفه فرحا أم حزينا، مهزوما أو مترددا أو منتصرا...
يحدثنا حمدان عن أمه قائلا : (كل ما كان يهم حمدان هو الذهاب الى فاطمة التي اشتاق اليها كثيرا، ولن يعدم وسيلة.كلما ذكرها، في حضرة أمه، الا وأجهشت الأم بالبكاء، وتساقطت من عينيها دموع غزيرة حتى تحمر عيناها ، ويبح صوتها، وتتألم كثيرا لفراقها... الصفحة 21 )..
----------------------
شخصية حمدان
------------------
حمدان البطل والكاتب والعاشق معا...وهو كثير الأسئلة منذ صغره الشيء الذي دفع جدهالى التعليق قائلا عن حمدان: (هذا الطفل يدهشني بطرح أسئلة محرجة...أسئلة أكبر من سنه... أسئلة صعبة.. الصفحة 15). وكان جواب فقيه القرية: (طفل كباقي الأطفال، يحفظ السور القرآنية في صمت، وهو أصلا قليل الكلام، كثير الشرود.   الصفحة 15)....
ويمكن تلخيص شخصية البطل والكاتب حمدان في قرار اللجنة الموقرة: (خينما بحثنا، بدقة متناهية، في أمورك السرية والعلنية، وجدناك مجنونا عاقلا.. حلاما واقعيا.. وأنت في كل الأحوال لا تعدو أن تكون مجرد مدبج كلمات، وصانع سياقات لغوية. ليس لك أن تعترض على هذا الاستنتاج، فنحن حين قررنا أن نضعك في الميزان النقدي كان في نيتنا أن نخرجك من دائرة الظل الى سماء الضوء. والآن نمنحك، تحت سلطة الحاحك وجبروت عزمك، صفة كاتب متوج. فاكتب ما تشاء. إنك تحت مجهرنا الى أن نصادر كلامك، أو نقطع لسانك.  الصفحة 5).
منذ الطفولة وحمدان متمرد: (فقد أضرب عن الرضاعة لمدة قاربت الشهر حتى يئست أمه واعتبرته هالكا لا محالة.   الصفحة 11 )..
ويصف حمدان نفسه قائلا: (كان حمدان وسيما وجميلا. شعره كث وشديد السواد، مصفف وطويل يغطيأذنيه وجزء من رقبته والجزء العلوي من جبينه. له عينان سوداويتان فيهما ألق أخاذ وبريق ساحر. ذو بشرة بيضاء. لا تبدو عليه ملامح البدو... الصفحة 25 ).

-------------------------
الفصل الثاني
----------------------
الأماكن
للأماكن دلالاتها ورمزيتها في رواية (وداعا رانقة):
-----------
الدار البيضاء
------------
الدار البيضاء الغول الكبير وهي شر لا بد منه، يقول حمدان:(في خلوته التي لا يرتاح الا فيها، يعيد ترتيب أوراقهومقروءاته، وخصوصياته على نغمات أغاني أم كلثوم التي أدمنها لسنوات. في مدينة الدار البيضاء التي لا يعشق فوضاها، وتخلفها، ونتانتها، كان مجبرا على التناغم مع حب لا يمت لهذه الجغرافيا الآثمة.. الصفحة 66).
--------------
فاس
------------
في مدينة فاس يكتشف حمدان نفسه...
يقول: (في فاس شرب الكوب الأولى. سقته اياه فتاة من بلور، واعتقد أنها ستكون رفيقة حلمه ودربه، لكن –جنان السبيل – لم يف بوعده، وخانته البطحاء في واضحة النهار، وحولته فاس الى مولود عريان تماما من حلمه، ونبض قلبه، والشرب من ذاك المعين...
في ليل فاس الحزين شدته ذكريات الطفولة، عشق، ولد ميتا على نغمات طرب الآلة الأندلسية.. طموح تكسر – سريعا – على جنبات ضريح مولاي ادريس....  الصفحة 107 و 108 )...
وحمدان أثناء استرجاع طفولته يسترجع كل الأماكن التي عاش فيها:
(كان الطفل حمدان يروي عطشه من نهر بوشابل، صنو ورغة وسليل سبو. كما أفعى يتلوى النهر على مفاصل قبيلة اشراكة.... بينما تقبع فاس تحت أقدام زلاغ، تتربع تاونات على قمم جبلية وكأنها تراقب كل الجغرافيا مخافة أن يعود اليها المستعمر.
-المسالتة – قرية صغيرة غالبا ما تستيقظ، كل صباح، على اشراقة شمس خجولة.... الصفحة 23 )...
--------------------------
الفصل الثالث: الكاتب والكتابة
--------------
الكتابة روح بناءة، خلود وجمال...
وحمدان الدكتور محمد الوادي يقول:(الكتابة خطيئة.. والكتابة اغتيال ومولد جديد في نفس الآن. وهي مزعجة تماما مثلها مثل كوابيس الليالي الباردة. وحينما تكون – هذه الكتابة –عن امرأة بمواصفات رانقة تغدو جحيما.. جمرا يحرق الأصابع، ويحرق، قبلها، القلب... الصفحة 60)..
الكتابة فعل تورط: (ولأنه تورط فيها، وفي الكتابة معا.... الصفحة 61)..
ويواصل تعريفه لفعل الكتابة: (الكاتب، دائما، يتستر على العديد من الوقائع والحقائق ويترك في حياته، وحياة من يعاشرهم ومن يكتب عنهم، مناطق مجهولة، وأخرى مضببة، وثالثة غير محددة العالم...الصفحة 61) .
ولنتعرف على ميولات البطل والكاتب حمدان عن ميولاته في هذا المقطع السردي الجميل: (وفي شفتيها حمرة ميالة الى دم المقتولين غدرا. بين الحمرة ولون البؤبؤين البني الشفاف لون ثالث لم يستطع أن يحدده وهو الفنان التشكيلي، والسيناريست المبدع، والمسرحي بالفطرة والتكوين الأكاديمي، والقصاص، والاعلامي، والشاعر...الصفحة 62).
ولا ينسى أديبنا وبطلنا نحمد الوادي وبلسان حمدان أن يحدثنا عن عشقه للمسرح، فيقول: (وأن تحاصره جسارة الشغف ...جدته التي وصفها في اهداء احدى مسرحياته أنها أحسن ساردة علمته كيف يحكي، وكيف يصف، ويقص، ويتصور ويتخيل، ويسرد، ويدبج الكلمات، ويؤثت النصوص، ويخلق عوالمه الخاصة.... الصفحة 93).
-----------------------
الفصل الرابع: الموت والوجود
-------------------------------
الموت حدث درامي لا نعرفه متى يأتي، وحمدان يتحدث عن موت أخته فاطمة قائلا :(ماتت فاطمة. لم يكن يعرف معنى الموت. لكن ما أدركه – فيما بعد – أنها غابت طويلا. وعرف – من خلال جده أحمد – أنها ماتت، وأنها لن تعود الى المنزل، ولن يراها ثانية على وجه هذه الأرض، والموعد سيكون هناك.. في الجنة.. في السماء.. في العالم الآخر... الصفحة 13 ) .
ويواصل :(كان على يقين تام أنه قريبا سيرحل عن هذه الدنيا... الصفحة 14 )
وكذلك: (كتاب أجله يريد أن يقرأه...يريد أن يعرف متى سيرحل؟... والى أين سيكون الرحيل؟ ... وكيف سيتم؟ ...   الصفحة 14 )...
انها حيرة التساؤلات المشروعة: (أسئلة تتناسل باستمرار...سؤال يقوده الى آخر. مع كل سؤال جديد تكبر حيرته التي أدخلته في حالة نفسية قريبة من الانطواء والانعزال... الصفحة 14 )...
وحكمة الفيلسوف يقول حمدان: (ليس الموت أقل روعة من الحياة. الصفحة 18)
ويعود لأخته فاطمة والموت: (ماتت فاطمة من غير أن تدرك معنى الموت، أو حتى معنى الغياب. وهي – الآن- طائر جميل يحلق في الجنان.. الصفحة 18...). 
---------------------
الفصل الخامس: الحب والسياسة
---------------
بخبرة الكاتب المتمرس يربط محمد الوادي خيبات الحب بخيبات السياسة خيباتنا تجاه الآمال المعلقة على سياسيي النفاق والوصولية...
يقول حمدان:(أحيانا يشبه الحب بالسياسة التي تتغير وتتبدل حسب المصلحة، الا أن الفرق الصارخ بين الحب والسياسة هو أن المحب مهما تبدل قلبه، وتغير شعوره نحو حبيبه، فان أشد ما قد يتخذه من قرارات هو الهجر. أما السياسي قد يلجأ الى الوسائل والأساليب الأكثر قذارة ونذالة من أجل تحقيق المنفعة الشخصية.    الصفحة70)...
ولهذا يسافر البطل حمدان الى الخارج (تركيا):
(لأول مرة تمنى لو تكون مغادرته للوطن أبدية، فالبلاد بدأت تتدحرج، كرة الثلج، نحو الهاوية، قبضة المخزن الحديدية على السلطة والعباد، تأزم الوضع، والأحزاب السياسية لا يهمها غير اقتسام الكعكة، والطبقة المتوسطة اضمحلت وغاب دور النخب. هو لا تعنيه السياسة الا من باب الخوف على الوطن، وعلى الناس.     الصفحة 95).
والبطل حمدان يتكلم انطلاقا من تجربته السياسية: (خبر العمل الحزبي ولما انكشفت له الحقيقة غادر الحلبة وكفر باللعبة لأنها غير نظيفة، وانحاز الى الثقافة والفن.... الصفحة 95 )...
وبحزن يواصل: (كان بحاجة الى أن يعزي نفسه في وطن يموت لحظة بعد لحظة. وطن تقتله السياسة بعدما قتله الاستعمار.    الصفحة 95 ) ...
كما تحضر جامعة الدول العربية في هذا الحوار الشيق بين العاشقين:
(- لن نجلس في مقهى حديقة الجامعة العربية، قال لها.
- لماذا ؟
-لم تعد تعجبني.
-بل قل لم تعد تؤمن بالقضايا العربية.  الصفحة 114 )
في الحقيقية جامعة الأوهام العربية هي التي لم تعد تؤمن بالقضايا العربية...
وقد صدق حمدان عندما علق: (وأن يدا ما...... تحرك أمور العرب خارج جامعتهم   الصفحة 114)...
--------------------------------------
الفصل السادس: رانقة: نهاية حب، نهاية أمل
------------------------------
يقوم حمدان بالتعريف برانقة حبيبة قلبه ويقول : (فلتتأكد أنه لن يفشي سرا من أسرارهما، ولن يذكر حتى اسمها الحقيقي ، فقد احترع لها من الأسماء الرمزية ما يليق بمقامها ... الصفحة 60 )..
رانقة هي عشق حمدان الكاتب والعاشق، وكل أحداث الرواية تنهل من عشق البطل لها.. وهي التي غيرت حياته: (عندما رآها...انخطف قلبه.. انقلب كيانه...أحس وكأن هذه الممثلة...ستقف على عتبة أنفاسه حاملة سيفها مهددة اياه بالقتل، وقد تكون قاتلته الفعلية.... الصفحة 67).
ولهذا يحاول: (أن يجد تفسيرا لنبضات قلبه المتسارعة، ولهذه الحالة الغريبة وغير المسبوقة التي يحسها...الصفحة 68)
انه سحر رانقة الرمز والاسم الفني لفاتنة حمدان...
ويعترف كاتبنا قائلا: (فجأة وفي ساحة الثانوية ظهرت رانقة بكل بهئها وطاووسيتها فسحرت قلبه وجعلته يرى كل النساء مختصرات فيها ... الصفحة 76 و77).
ويتابع بوحه: (أنت الغيمة والعين.. الخليلة والحليلة... الصفحة 92 )...
يصف العاشق الولهان حبيبته رانقة قائلا: (كانت رانقة صغيرة كما البرعم، وكان جسدها في طور افراز نتوءاته الشهوانية، وكانت أسئلتها كثيرة ومحرجة، وأحيانا لا معنى، ولا مغزى، ولا نسق...كانت أحلامها جنونية وتبدو طوباوية... الصفحة 53 )..
ومع هذا يتساءل العاشق حمدان عن رانقته قائلا: (لا تزال رانقة غامضة. هل هي كباقي الفتيات مثل الزهريات المغشوشة والمرايا المحذبة؟ أم أنها عميقة كما المحيطات؟ أم تجمع بين كل هذه المتناقضات.   الصفحة 80).
حمدان يعترف بعشقه الكبير لرانقة وعندما أرادت وداعه شعر بحزن عميق، ويصف لنا مشاعر الوداع قائلا: (من غير اخبار سابق قررت رانقة السفر.. الهرب.. الرحيل   الصفحة 133).
فكان تغيير حمدان راديكليا وتراجيديا معا: (لبس حزنه الأسود وانطوى على نفسه. أصبح لا يطيق النظر في وجوه وعيون الأصدقاء والزملاء...أصبح زاهدا في كل شيء... الصفحة 136).

---------------------------------
الفصل السابع: الوصف والحلم
-------------------
يتميز الدكتور محمد الوادي باعتماده على وصف دقيق للأحداث، وبوصفه يجعلك متشوقا لمتابعة أحداث رواية (وداعا رانقة)، وفي مشهد بليغ كان حمدان يتساءل: (دخلت ربعاء الفراش، وتدثرت، وأطفأت النور الخافت. نامت كما طفلة في ربيعها العاشر. بلا شك رأته في منامها يركض فوق جوادهالكستنائي في غابة الحب، تائها كيهودي الشتات، كعربي الانقسامات.. خائفا من عدو حقيقي أو مفترض.. من مكائد وحروب لا تتوقف.. هاربت من واقع عربي سمته الأساس القتل بدم بارد، والخيانة بنوع من الاعتزاز والفخر....   الصفحة 75).
ويصف حمدان نفسه قائلا: (كان طفلا ولوعا ومعتدا بطفولته وأحلامه   الصفحة 105 )
--------------------------
خاتمة: وداعا رانقة
-----------------------
عنوان الرواية هي نهايتها ...
والدكتور الأديب محمد الوادي أتحفنا بعمل روائي قوي وسافر معنا منذ طفولة الكاتب الى يوم عشق رانقة التي سكنت قلبه وروحه...
--------------

مجدالدين سعودي -  المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق