الاثنين، 4 فبراير 2019

بقلم الفنان التشكيلي ،الشاعر والآديب شاعر الشام محمد صبحي السيد يحيى

قفطان 

ولد قفطان في حي فقير في اطراف المدينة. عاش طفولة عادية دخل المدرسة الابتدائية 
الصف الأول. لم يغادره .اعاده
في العام التالي لم يغادره .اعاده في العام الثالث لم يغادره .استدعى مدير المدرسة والد قفطان واثقل على قفطان في الذم والهجاء ونعوت الغباء
مما حمل والد قفطان ان يسحب   اوراقه من الادارة ويمزقها على باب المدرسة ويقول… لاللدراسة بعد الان… وذهب الولد الى الحي يلعب ويلهو حتى اصبح في العاشرة من عمره…. واهل الحي يشيرون بالبنان اليه انه غبي هذا الزمان  قرر والد قفطان ان ياخذ ولده لشيخ الكار (زعيم الصناعة ) في ذالك الزمان 
قال لوالد الصبي الصغير  خذه الى ابو خشبة النجار وقل له بعثني اليك شيخ الكار… ... لم يتاخر والد قفطان  وذهبا الى ابو خشبة النجار وعندما راى 
الطفل ووالده ولى ولاذ بالفرار دون الاستفسار عن قدوم الزوار…. في اليوم التالي جاء الصبي الصغير ووالده في اول النهار وكان ابو خشبة يصلح المنشار تفاجئ بوجود الزوار 
وقص الوالد قصة قفطان  وقال له. لك اللحم ولنا العظم من قفطان… ..هنا هدأت نفس ابو خشبة النجار واضمر في نفسه مالم يبده وقال  وهز رأسه وقال خيرا ان شاءالله.. اترك ولدك وانصرف… وعاود اصلاح المنشار بحنكة واقتدار والطفل الصغير يعاين عمل النجار وياخذ العلم غذاء البصر طوال النهار 
وتوالت الايام وراى ابو خشبة النجار ان الطفل جيد الفكر مستنير وليس في الغباء له 
اعمار… انه طفل يلزمه اهتمام خاص دون غيره من الغلمان 
سال المعلم من يعرف اصلاح المنشار لم يجاوب احدا منهم وذهبت عينا ابو خشبة النجار تجاه قفطان دون اي استفسار 
قال لهم النجار غدا يوم الاختبار من يصلح المنشار له مكافئة مئة دينار… انصرف الاولاد وبقي قفطان قال للنجار انا اصلحة في الغد ياعمي النجار 
لكن كنت اخاف من همزولمز الاطفال فارتبك وافسد المنشار قال له انا معك اسمع وارى لاتبتاس لما يقول الاطفال 
في اليوم التالي اجتمع الرهط من العمال الكبار والصغار وجاء وقت الاختبار … .اخذ قفطان المنشار واصلحه باقتدار فادهش عيون 👀 وعقول 
العمال .النابغة قفطان....  وانتقل الخبر الى المدينة ان قفطان اصلح المنشار .. من هنا بدأ  المنعطف الخطير في ذهن ابو خشبة النجار ان قفطان ليس غبيا كما يدعي الجيران وان الولد يلزمه اهتمام وصقل وتعليم لم ينتبه له اهل المدرسة من اهل العلم والذكاء ..فكان ابو خشبة النجار يدأب بتعليم قفطان اصول النجارة حتى اصبح قفطان نابغة عصره في المنجور المنزلي وتوشيح الجدران بالزخارف والقضبان 
وفي العشرين من عمره 
افتتح محلا كبيرا للنجارة في وسط المدينة وجاء والده ومعلمه وشيخ الكار لمباركة قفطان النجار واجتمع لفيف من اهل المدينة والجوار لمشاهدة قفطان النجار. ووسط الجموع الغفيرة وقف شيخ الكار وقال لوالد قفطان سازوج ابنتي الحسناء لولدك قفطان وفعلا في يوم الخميس نهاية الاسبوع اقيم عرس قفطان على ابنة شيخ الكار واصبح قفطان حديث المدينة والاهل والجيران والمارة وشاهد العيان ان قفطان خليفة شيخ الكار في قادم الايام وانه ليس غبيا بل كان ينقصه التشجيع والاهتمام 

بقلم محمد صبحي السيد يحيى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق