الأحد، 3 يونيو 2018

بقلم محمد الدبلي الفاطمي

أقمنا في العوالم سوق حرب
أناديكم ولا أحدا يجــــــــــيب***كأنّ الشّمس أغرقها المــــــــغيب
تزندقت الضّمـــائر في بلادي***وشاع النّهب والشّطط الرّهيــب
وزغردت الرّذيلة ثمّ صــــاحت:***ألا ناموا فنومكم عـــــــــجيب
ألا ناموا فصــــــــحوتكم حرام***ونهضتكم بنا لا تســـــــــتجيب
ولو كنتم رجالا ما انبطــــــحنا***وكيف سينحي الرّجل اللّبــيب؟
////
دعوني في السّهول مع البقر***ففي الأدغال قد أجد البــــــــــشر
تعبت من التّفــــــكر في بلاد***بها الإنسان يسكن في الحــــــفر
عيون الماء في الأعماق تجري***وعجز النّاس ينتـــظر المـطر
فلو كنّا إلى الخيرات نسعى***لأخرجنا المياه من الحـــــــــــجر
ولكنّ الإرادة فــــــي بلادي***يعطّلها التّخــــــلّف في النّـــــظر
////
أضعنا في مواطننا الحدودا***وضيّعنا الشّــــــــــهامة والعهودا
أقمنا في العوالم سوق حرب***وكنّا في حرائقــــــــها الوقــــودا
وصادرنا الحـــقوق بكلّ قطر***وسالمنا الصّــــــــهاينة اليهودا
ونحن اليــــوم كالأقنان صرنا***كأنّ النّاس قد قبلوا الجـــــمودا
إذا ما الجهل خيّم في بلاد***رأيت أسودها مســــــــخت قرودا
////
صحيح أنّنا قوم ضـــــــعاف ***يهدّدنا التّـــصحّر والجــــفاف
نعوّل في الحياة على الأماني***وفي أوساطنا كثـــر العــجاف
ونجهل أنّ كسب العلم حلّ***سيقوى عبر نهضـــته الضّعاف
تزيد به العقول هدى ورشدا***وتملكه الشّــــعوب فلا تخــاف
إليكم يا بني وطني إليكم***فإنّ الغـــرس يعقبه القـــــــــطاف
////
سقطنا في الحضيض من النّدم***وهبّ السّحت فانبــطح القلم
نبيع حروفنا بيعا ذميـــــــــما***وبين النّاس أفـــــسدت القـــيم
أراد بنا الأعادي كلّ ســـــوء***لنصبح في الوجود من العــدم
وقد نصبوا الكمائن واستباحوا***حقوق النّاس واغتصبوا القسم
فقل للظّالمين غدا سنحـــيا***فننــــــــزع من ضــــمائرنا الألم
////
لم نخفي المساوئ والعيوبا؟***لم الغوغاء ترفض أن تتـــــوبا؟
نعيب عدوّنا والعيــــــب فينا***وشرّ النّاس من فقد الصّــــوابا
وإنّ الجهل في الإنسان عار***كأنّه كلبة ولـــــــــــــدت كلابا
تزيد به النّفوس أسى وغيّا***فترتكــــــــــب الجرائم والخـرابا
وقد علموه داء مستطيرا***ولكنّ القليل من استـــــــــــــــجابا
////
قبيح أن نعيش على الشّعير***ونجلد بالعــصا جلد الحــــــمير
كأنّ الطّاعة العمياء رجس***وظلم للعـــــــــــــــقول وللمصير
ألم تر كيف حاصرنا التّدنّي***ونكّل بالصّـــــــــغير وبالكبير؟
نقبّل في النّعال وفي الأيادي***ونقنع بالقليل من الشّـــــــــعير
سماسرة الفساد طغوا علينا***ونحــــــن وراءهم مثل البــــعير
////
ألفنا في تعاملنا الحــــــــيل***وذكر الله قد ضــــــرب المـــثل
نراوغ كالثّـــــــعالب كلّ يوم***ونطمع في الوصول بلا عمل
رمانا الضّعف خلف العصر حتّى***غدونا في الخلائق كالهمل
يمرّ بأمّتي الماضي فيبكي***بكاء عن فظاعة ما حــــــــصل
ونحن كما ترى قوم ضعاف***فقــــــــــدنا في ثقافتنا الأمـــل


محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق