الأحد، 3 يونيو 2018

لطفي بداوي

حكايات شهريار ( ٦٧ )


ليست صدفة ان تكون هذة هي حكاياتي رقم ٦٧ .. فهذا الرقم الصعب في تاريخ العرب و المصريين ، و قبله بعامين ولدت ، و شهرزاد عشقت هذا العاشق المهموم لامر البسطاء و الكادحين ، و في ليال الرومانسية كان يحدثها عن الارض و الحرية و القضية ..ناصري .. رغم اني لم اعش التجربة الناصرية ، ذات صباح استيقظت فوجدت أمي و جدتي يرتديان الاسود و يبكيان ، و عرفت بعدها أنه مات جمال ، فقد مات بشكل مفاجئ و مريب و بمرض غريب ، و هكذا ايضا مات هواري بومدين و ياسر عرفات ، لا غرابة فالخيانات تقتل الزعماء كما نالت من صدام ، فهل مات العرب بوفاة جمال ، استوقفني هذا الحب الذي لا مثيل له و الذي يمتد لاجيال متعاقبة ، كان جمال هو الفارس المنتظر الذي ظهر من السراب لينقذ البسطاء ، كان ابا و ابنا و اخا ، كان واحد مننا .. قالتها جدتي و بكت ، علي جدار البيت صورتة تتوسط صور العائلة و عرفتة حين وجدتة في ارغفة الخبز ، في ازهار اوانينا ، مرسوم فوق جبين الشمس و محفور اسمه في القلوب ، ستجد طعم الاصالة في صوتة ، يعيش جمال حتي بعد موتة ، عاش جمال في قلبة أمة ، فلما رحل عاش في قلب الأمة !!
نهرو ، تيتو ، جيفارا ، ناصر ، رغم كل الاختلافات الا انهم اجتمعوا تحت عنوان الحرية و الكرامة و العدالة و هكذا كان حلم ثوار ٢٥ يناير و احلام الربيع العربي الذي عشنا خريفه فقط !!
صبيا عاصرت انتصارات اكتوبر ١٩٧٣ و كبيرا ادركت جسارة و مهارة سعد الدين الشاذلي ثان قائد عربي مقاتل و ملهم بعد سيف الله المسلول خالد بن الوليد  و كانت بداية رائعة للسادات .. بطل من بلادي ، و حلمت بعالم سعيد ، لم ابكي يوم مقتلة ، لكن دمعت عيناي يوم تنحي مبارك ، نعم كان مبارك فاسدا احيانا ، لكنه كان بطلا و لم يكن ابدا خائنا ، و كما تخلي الملك فاروق عن الحكم حقنا لدماء المصريين فعلها مبارك ايضا و تنحي حرصا علي سلامة الوطن و وحدة اراضيه و حقنا لدماء المصريين !!
يا شهرزاد ، الامور السطحية حياة بلا نكهة ، بلا طعم ، بلا لون .... فلا اقبل ان اكون ك البيادق في لعبة الشطرنج ، افضل ان اذهب لاقصي مدي و اعمق مدي ، ف إما ان يعيش الملك و اما ان يموت ،،، لا انصاف حلول و لا نعيش علي الهامش ،، الجنون افضل يا حبيبتي و الذ مع قليلا من الخيبات ، اعلم ان القصمان قدت من دبر و من قبل ، لكن هل اخبروك نسوة المدينة ان ريح يوسف لن تسكن روحك مالم يكن صبرك يعقوبيا !!

لطفي بدوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق