الأربعاء، 13 يونيو 2018

بقلم أحمد نعينيعة

نداءات شخير

وسروال ارهقه فقر الدم... لم يعد يقو على طلقات رشاش...كم أبكته الغريزة يوما...وأنهكه الركض والجوع...تائه في صحراء الهوى بصدر عار...كان سروالا أكثر فحولة ولا يلتفت إلى جواره إلا بخجل......
وسروال آخر يقرع تقاعسه...يتفنن في جحوظ عينيه..وينتزع من الشارع كل الأقمصة الطويلة والقصيرة والمثقوبة ولا تعتذر لأي أحد...ويصر لوحده دون غيره على حفلة زفاف...يهمس دوما لغيره بألم...وينظر إلى خلفك عن قصد...واذا تشدق أمام الناس تتيه فيه الأعين...وإذا توقفت الرؤى حوله يشد الحزام على خصره ليغادر المكان منكس الرأس...
نادى السروال الثاني السروال الاول وهو يوجه إليه نظرات حانقة...تظاهر الاول بعدم السماع ...تجاهله وهو ينظر الى صورة حواسه المظمرة...ولما تحرك الثاني مضطربا تبين للأول أن الامر جدي فابتسم بصرخة تغوص الى دواخله...أسرع الخطى برجلين تنفض غباره وحزام يبتلع غصته...وحين أحس بقبضته أكمل استدارته تحت صوت غليظ وهو يسمع قماشا يتمزق...

أحمد انعنيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق