الأحد، 17 يونيو 2018

بقلم بسام الأشرم

الزمان / ثاني أيام عيد الفطر
الوقت / بعد العصر
المكان / مفترق موقف سيارات الأجرة في بلدتي وسط قطاع غزة .

.
وقفتُ وحيداً هناك أشير للسيارات العابرة بإتجاه غزة لأصِل أرحامي
وحيداً كنتُ هناك
و قد توقعتُ ازدحاماً من عائلات كاملة تحاول العثور على سيارة للسفر ،
بصعوبة وافق أحد السائقين على المغامرة و السفر بي ..
لم يعثر على راكب غيري على طول الطريق !
و أنا أتساءل بيني و بين نفسي :
أين التزاور و التنقل بين الأرحام في ثاني أيام العيد ..؟!
شيء عجيب !
حين وصلتُ غزة كان الشارع الرئيس في قلب المدينة مُكتظ بالناس ..
كلهم يسيرون على الأقدام .. لا أحد يشير لسيارة ..
يتنقلون داخلياً على أقدامهم على سبيل التنزُّه و الحقيقة هي الأزمة المادية ..
مُلفِت و مُوجِع و حزين كان المشهد بالنسبة لي ..
دخلتُ بيت أختي التي تَكبُرني قليلاً واضِعاً زيارتي على أريكة هناك
و جلستُ أتبادل الحديث معهم ..
كان الحديث كله عن الأوضاع المأساوية و الحالة المميتة التي يحياها الناس
و نحن من الناس ..
انتابتني إطراقة طويلة إلى حدِّ الغيبوبة ..
أين أحاديث أعيادنا السابقة
عن ألوان الفساتين وأنواع المكسرات والحلويات وأماكن اللهو و السهر ..؟!
ما الذي أصاب غزة ..؟!
وقفتُ حزيناً لأغادر المكان ..
وضعتُ يدي في جيبي على سبيل المُداعَبة و كأني أخرجتُ رزمة من المال ..
وضعتها في يد أختي و أنا أوصيها بأن توزعها
على كل بناتها المتواجدات من حولي ..
أجابتني و هي قابضة كفها كأنها تمسك بما أعطيتها مُحاوِلة إخفاء ضحكتها :
- طبعاً أخي .. سأعطيهن جميعاً ...
أفلَتت منها ضحكتها .. فضحِكتُ .. و ضحِكنا ...
و أخذتنا حالة ضَحِك هستيري حَدِّ السُعال ..
و فجأة دارت العيون كلها تتأمل بعضها ..
و سادَ صمتٌ رهيب .

 بسام الأشرم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق