الجمعة، 1 يونيو 2018

بقلم مجد الدين سعودي

خط أحمر
---------------------------
من ديوان ( شاعر يرفض توقيع قصيدته)
-------------------------------------------


(إذا كان نورك ينبع من القلب، فإنك لن تضل الطريق أبدا). جلال الدين الرومي

1
ما قبلها نار ...
ما بعدها غبار ...
ومعها لوز ونوار ...
2
قالت معاتبة: وسنفونيتي أنا؟ ...
قلت: سنفونيتك في القلب والذكر ...
والقلب المتيم عاشق للفكر
قالت: أخاف أن يطير الوروار ...
قلت: لن يطير، لأنك قصصت جناحيه بسحر أشد من مفعول سحرة فرعون ...
3
صعدت المنصة..
الاستقبال كان احتفاليا وحاتميا ...
تناثرت الورود ...
تزاحم العشاق والمعجبون ...
تعالت التصفيقات ...
كان الاستقبال كذلك حميميا يليق بأيقونة متجولة في مدينة لفظت الغبار ...
وأحرقت كتبه بالنار
أصبح الغبار مجرد كلب هرم ينبح ولا يعض، لكنه يملأ الدنيا ضجيجا وصداعا وصراخا ...
لقد تعرى الغبار من ورقة التوت التي تستر مؤخرته المترهلة ...
حضر الجميع ...
غاب الغبار..
لأنه تطاير في سماء الاحتفال وهرب خوفا من المواجهة ...
لم تنفعه ومضاته الخليجية وتهافته على البترودولار ...
4
تسلل ابن سهيل الأندلسي وهتف:
(لما رآني في هواه متيما
عرف الحبيب مقامه فتدللا
فلك الدلال وأنت بدر كامل
ويحق للمحبوب أن يتدللا)

بصوت قوي ...
بحضور بهي ...
في فضاء نقي ...
ألقت قصيدتها ...
الجميع تفاعل ...
الجميع تمايل ...
والغبار يرجم بالصواعق
من رفيقة الخوارق
5
ذاكرتها قوية ... شعلة متقدة ...
تمشي في طريق الورود بإرادة قوية وثقة في النفس ...
كالماء العذب، نقية ...
كرابعة العدوية، تقية ...
تستحق الحياة لأنها تحب الحياة ما استطاعت اليها سبيلا ...
6
قال الغبار متألما لسقوطه السريع: أعترف لكم بأنها تعيش في سابع سماء محصنة بطلاسم هيروغليفية سحرية وبركات شيخ متصوف لا يقبل الا المريدة متصوفة وعاشقة ...
7
التجأ الغبار – كعاداته الحقيرة -  الى أسلوب اللصوص وقطاع الطرق، لكن السهم الذي أطلقه، ارتد اليه وأصابه في مقتل، فهرب منهزما الى جبال الأطلس الشامخة ذليلا محبطا، يخفي هزيمته المدوية في كؤوس خمر غير معتقة وسط عشيقات ساقطات مثله ...
قال حكيم الغابة سيدي ابن المقفع:
(طالب الدنيا كشارب ماء البحر، كلما زاد شربا ازداد عطشا)
8
عتابها كبير ...
غيابه كثير ...
تقرأ ما بين السطور وتخشى خيال المبدع ...
يطير الحمام ...
يحط الوروار ...
يحط الحمام ...
يطير الوروار ...
9
قالت لنفسها:
سأمنع عن الوروار نور الشمس وأدخله قفصي البنفسجي وأحيطه بأسوار مكهربة وأسلاك شائكة، وأضع لافتة مكتوب عليها: (ممنوع الاقتراب) ...
وتابعت مناجاة نفسها:
يا نفسي، يا عشقي، اشتقت لطائر الوروار، أريد أن ألمس وجهه وأسمع صوته ويغمرني بقبلاته ولمساته وأنظر في عينيه لأحس بالفرح ...
10
تذكرت الأيقونة يوم حط طائر الوروار على شرفة منزلها ...كان قريبا منها ...ينظر اليها بهيام ...يراقب نومها وصحوها وجنونها ...يتسلل اليها كأشعة الشمس الدافئة في يوم بارد، ويغني لها:
قادم كالموج الصاخب ...
حاضر كالبحر الهادر..
كالومضات الجميلة حاضر ...
11
كان الصمت سيد الساحة ...أضواء المسرح تشتعل بالأحمر ويتشح ممثلون بالسواد وتصدح تراتيل حزينة ...يحمل الممثلون لافتات مختلفة الأحجام مكتوب فيها:
خط أحمر ...
خط أحم ....
خط أح ...
خط أ ...
خط أحمر ...
صاح الوروار:
باسم الأحمر ...
وثورة الأحمر ...
وقدسية الأحمر ...
أنت خط أحمر ...
-----------------
مجدالدين سعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق