الأربعاء، 13 يونيو 2018

بقلم محمد الدبلي الفاطمي

أرى الجُهَّالَ فوقَ العلْم بالوا

مهانٌ أنت في وطن العرب***كأنّك قد غدوْتَ من الحـــــــطبْ
تعيشُ مع القبور وأنت حيٌّ***وقد ضاع اللّسان مع النّــــــسبَْ
قضيت العمر في قبْو التّمنّي***وترغبُ في النّهوض بلا سببْ
ألم تر كيف أنّ العلم رقّى***شعوبا بالتّـــــــــــــــــعلّم والأدب؟
وألقى الجهل بالأوباش خلفا***وذلك ما تجـــــــسّد في العـرب
////
نعيش كما اليتامى في بلادي***ونكْرهُ أن نعـــــودَ إلى الرّشاد
نرى التّغْيير شرّا مستطيراً***ونقنع بالتّســــــــــــــلّط والفساد
ونحلم بالتّقدّم دون جدْوى***وقد غرق النّواطر في الكــــــساد
وبالتّسويف نختم كلّ أمر***كأنّ النّهب أفضــــــــــــــل للعباد
تغيّر كلّ شيئ في بلادي***إلى نحو يقود إلى السّــــــــــــواد
////
أضعنا بيت قدس المسلمينا***وصادرنا الحقـــــــــيقة أجمعينا
رضينا بالمــــــذلّة في زمان***به الإنسان قد صنـــــع الثّمينا
نراوغ كالثّعــــــالب كلّ يوم***ونكذب كي نســوس الكادحينا
وما بعث التّقدّم بالتّمنّي***ولا التّغــــــــــــــيير درب القانعينا
فقاوم ما استطعت رغاغ عصر***أرادوا مســــخنا أدبا ودينا
////
صهاينة اليهود طغوا كثيرا***وما تركوا الكبير ولا الصـغيرا
يعاملنا اليهــــــــود بكل عنف***كأنّ النّاس قد أضحوا حميرا
ونخشى أن نواجهـــهم لكيلا***نكون لنارهم حطــــــــبا يسيرا
وكم من هجمة تركت وراها***ضحايا جلّهم لمسوا السّــــعيرا
فيا عرب العمائم أين أنتم؟***فبيت القدس قد أضــــحى أسيرا
////
أرى الأقصى يصول به اليهود***كأنّهم الأشاوس والأســـــود
ونحن نسالم الطّاغوت دوما***لأنّ الرّعب تحمــــــــله الرّدود
تعبنا من مهادنة الأعادي***وقهــــــــــــــقرنا التّوهّم والجحود
وليس لعقـــمنا والله حلّ***وقد نقضــــــــــــــــت بأمّتنا العهود
سقطنا كالبهائم في كمين***فشاب الرأس واخـــــــــتنق الولود
////
نسير مع الخراب إلى الخطر***ونتّهم القضـــــــــاء مع القدر
ألم تر كيف أصبحنا جمادا***كأنّ رؤوسـنا أضحـــت حـجر؟
نبيع نفوسنا بيـــعا رخيصا***ونزعـم أنّنا خــــير البـــــــــشر
ومن خلف القناع نسوس شعبا***تدجّن فاستبدّ به الغـــــــجر
وأسقطنا التّخلّف في حضيض***فأصبــــــــحنا أمّة مثل البقر
///
أرى الجهّال فوق العلم بالوا***وفـــــــي أوطاننا صالوا وجالوا
تجاوز غيّهم ســقف التّدنّي***وجهل النّاس غــــــــشّ واحتيال
كأنّ الغشّ أرضعنا ســـموما***من التّزوير فانتـــــــشر الوبال
أسائل عنه منــــتظرا جوابا***وتحت النّير قد ســــقط السّـؤال
وهذا أشرس الأغــوال فتكا***بشرّه سوف يحـــــصدنا الزّوال
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق