الأحد، 7 فبراير 2021

احمد المقراني

 الأحلام الجميلة بين أحضان الخميلة.

وعند الخميلة حلـــو المقـــــام°°°وهمس التشوق عذب الملام

هناك لبثّ الحنـــين مجــــــال°°°وشكوى من البعد سر الآلام 

ويرنو الحبيب بسحر العيون °°°ولفظ التشكي بعـذب الكــلام

فازداد شوقـا لخل قــــــريب °°° أحس السعادة ولا في المنـام

وجــو الخميلة شـــــــع بنور°°° ومن صفوة الغيــد بدر التمام

غرقنا في بحر الهوى المستبد°°°ويزجرنا المــوج: لا للكــلام

فللعين دور التناجيَ حينــــــا°°°ولـــلآه حينا مرامــي المــرام

وكان أساي في قصر المدى°°°وكان التنائــي انتهـــاء المنــام

واغرورقت العين بالدمع لما°°°أدركت بأني صــريع الأحـلام

تمنيت أن لا يزول الكــرى°°°من أجــــل اللقــــاء ليوم القيـام

فيارب هب ليَّ منها نسيما°°°يحيي روحـــي بطيـــب الســلام

                                أحمد المقراني.

الحلم في علم النفس حالة ملتصقة بردود الفعل المعبرة عن حالات ومعاناة اليقظة، بها يمكن المرء أن يحقق رغبة مكبوتة لم يستطع تحقيقها عمليا  في اليقظة،أو أنه يسترجع حالة مرت به عانى فيها من العنت والحرمان، الشيء الذي ترك في نفسه ذكرى لا تنسى، ويأتي الحلم ليجبر كسر نفسه ،ويشير بمواقف وحركات إلى إمكانية تدارك ما فات، بل يمثل مواقف تجعل المبتغى حصل والأمر الذي كان صعبا يسر واستسهل. أو الحالة التي  كان  فيها عاجزا عن تحقيق هدفا سعى إليه  قد لانت واستيسرت. 

سيجموند  فرويد من علماء النفس الذين اشتغلوا بظاهرة الأحلام ،وألف فيها معتمدا على من سبقه إلى هذا الميدان من أمثال ي. هـ.  فيختة و ل. سترومبل ، اللذان يؤيدان فكرة إن ما يحدث في الأحلام ما هو إلا شريط مسجل لما حصل أو وقع التفكير فيه بإلحاح في زمن اليقظة.أما البعض فيرى إن الحلم ورغم أنه يتناول موضوعا معينا مر في حياة الحالم، أو شد انتباهه بالتفكير والاهتمام، إلا أن أحداث الحلم لا تسير حسب ما تم في اليقظة، بل تدخل عليها أشياء ومواقف منحوتة من أحداث أخرى، تمزج وتكيف ويتصرف فيها أحيانا تصرفا بسيطا، وأحيانا أخر يصل التصرف إلى قلب الأحداث، وجعلها نقيضا للحوادث محل الحلم .ومن بين هؤلاء :هافنر وفيجانت وبورداخ وبسّن، كل أدلى بدلوه مستندا لتجاربه، وقد حاول فرويد الا ستفادة من دراسات هؤلاء وغيرهم،  محاولا وضع تفاسير تكون أقرب للحقائق ومتماشية مع علم النفس.

تجاربي الشخصية تؤيد إلى حد كبير النظريات المذكورة في ما يلي باختصار شديد :

 ـ الأحلام التي تستحضر أحداثا بعيدة في الزمان والمكان، هذه الأحلام تتميز بالترقيع والنحت وإضافة الغريب ،وقد تخرج في تمثيلها عن موضوع الأحداث محل الحلم، وكمثال على ذلك اليتيمة التي عانت من معاملة زوجة أبيها الأمرين الشتم والضرب والجوع،وهو ما وقع لها منذ سنوات ولم يبق في ذاكرتها إلا الأحداث الأكثر تأثيرا.قد تحلم اليوم وبعد أن نسيت كل الأحداث إلا النزر اليسيركما أسلفت،  تحلم بانها كانت في مستوى رد الفعل وإنها في موقف معين ردت على من ظلمتها بالقول والفعل وأنها عمدت لتلبية رغبتها في الأكل والشرب ورد الظلم رغما عن مانعتها.وهوأيضا ما يمكن تصوره في ثوب الزفاف الذي احتفضت به المرأة كتذكار في خزانتها، وبعد سنوات عديدة وبعد أن نسيت حتى مواصفاته أخرجته لتشتم منه رائحة يومها، إلا أنها تفاجأت بانه لم يعد في مقاسها وإن حشرة الأرضة عملت فيه فأكثرت فيه الفساد ،كذا الرطوبة أبادت جزأ منه ، وكان عليها حينئذ أن تتصرف فيه بالإبرة والمقص لتصنع منه شيئا يختلف عن الأصل مع الاحتفاظ بالمادة الأصلية كذكرى.تماما هو ما تصوره الأحلام التي تستخرج أرشيفها من أحداث بعيدة في الزمان.

ـ الأحلام التي تصور أحداثا قريبة تكون غالبا أمينة في نقل الوقائع ومع ذلك لا تخلو من التنطع وإضافة أحداث يمكن ان تقتطعها من مواضيع مختلفة.موضوع القصيد يمكن أن يكون الحلم فيه يحكي واقع تم في المبتغى على ما يرام، كان  فيه الوئام والحب والغرام ،وكذلك يمكن أن يكون ردة فعل يريد بها الحالم استرجاع ما فقد من جاذبية وحسن قبول في اليقظة بعد تمنع وصد من الجانب المقابل، وذلك بتصوير الحبيب وقد لان بعد التنكر وعاد يترجى وينشد الود خاضعا مستسلما ينير ببهجته وحضوره الحياة . 

الأحلام في رواية الأحداث التي اهتم بها الحالم تخضع لمستوى التفكير والثقافة والمعرفة   ومستوى التجارب والخبرات والسن، فكل حالم يستمد تخيله من إمكاناته ومستواه.والمقدمة التي افتتحت بها الموضوع ليست المعبر الأوحد عن مواضيع الأحلام ،فكل ما يهم الحالم  في حياته صغيرا أو كبيرا، هو سيناريو ممكن للأحلام يمكن أن تمثله حسب الطرح الموجز الذي أوردته.تحياتي.   

             


                    

          أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق