السبت، 27 فبراير 2021

عبد المالك ابا تراب ابو الانوار

بورتري عبد الكريم الطبال


 ولد الشاعر عبد الكريم الطبال سنة 1931م، بمدينة شفشاون من أسرة متواضعة وفقيرة، تلقى تعليمه الأولي في المسيد، بعد حفظه القرآن الكريم، وقضاء ما تيسر في المعهد الديني لاستكمال التكوين في علوم الآلة من نحو ولغة وبلاغة. تطلعت نفس الفتى الصغير إلى استكمال تعليمه العالي في مدينة فاس، التي كان يقصدها طلاب شفشاون منذ زمان بعيد  للأخذ عن علمائها، والرسوخ في علوم الشريعة، وفعلا تم له ذلك، حيث التحق بجامعة القرويين وسكن في مدرسة الصفارين في ظروف صعبة.

وفي فاس بدأت الصلة الأولى لشاعرنا بالأدب، فقرأ ما تبسر له من نصوص جبران خليل جبران والشابي، وسيطالع عددا من المجلات الأدبية كالأنيس والأديب…، وفي فاس أيضا دشن الطبال أولى محاولاته الشعرية. وفي هذه المرحلة (1948م) رأى النور جنين الشاعر عبد الكريم الطبال، ونشرت له قصيدة ” كيف أبتسم” في مجلة ” الثريا” التي كانت تصدرها الإذاعة الوطنية، ثم ستنشر له قصيدة ثانية ” شوق وحنان” في مجلة الأنيس التي كانت تصدؤ في تطوان.


وبقي الشاعر عبد الكريم في فاس إلى حدود سنة 1953م حيث حصل على شهادة البكالوريا، ونتيجة لتغير الظروف في فاس والمغرب عموما بسبب إقدام  سلطات الحماية الفرنسية على نفي السلطان محمد الخامس عاد عبد الكريم إلى بلدته، ومنها انتقل ثانية إلى تطوان، والتحق بالمعهد العالي، وفي هذا المقام الثاني توطدت صلة الشاعر بالأدب والقراءة وعموما، وفي سنة 1956م حصل على شهادة الإجازة والتحق بالتدريس الابتدائي ثم الثانوي بعد ذلك.


لقد نضجت التجربة لعبد الكريم الطبال في مغرب الاستقلال، ونشر في هذا العهد العديد من القصائد في منابر ثقافية مختلفة، كما طبع العديد من الدواوين الشعرية، منها على سبيل المثال لا الحصر: ” الطريق إلى الإنسان” (1971)، ” الأشياء المنكسرة” (1974)، “البستان” (1988)، ” سيرة الصبا” (2000)، ” من كتاب الرمل ” (2011…).


 


منشورات الجمعية المغربية للثقافة الأندلسية


العنوان “شفشاون قديسة الجبل“


للدكتور امحمد جبرون (طبعة ثانية 2017) 


بريس تطوان

...............................................................

أتذكر حين أتيتك

ذات خريفٍ


وما في يدي صولجانٌ

ولا ذهبٌ


وما في الوفاضِ

سوى بعض دمعٍ


وبعض قصائد غائمةٍ

فانسدلت علىّ


سماء بياضٍ

وداليةً للهديل


وأندلساً في إهاب جديد

فقلت : هو المهرجان . إذن


أينكم يا نوارس أندلسٍ

يا شُدادة البرابر


هذا هو العرش ثانية

بين طلّك ...


يا نخلتي .. المصطفاة ؟

أتذكر حين أتيتك


في موكب

ناكس الرّأسِ


منكسر الرّوحِ

في صُفرةِ الميتينْ


فانبسطتِ على الأرضِ

لي


غرفة .. في مدى البحرِ

ذاهبة ً في السّماء


وكانت

- كما يخرِصُون -


مسورة بالبنادق

ضيقة مثل قطرة حبرٍ


مهيّأة ً

لأكون السجين


فكنت الطليق

وكنت لي الـمُهر


همتُ به في المجاهلِ

أستبق الرّيح حيناً


وأستبق الحُلمَ حيناً

وفي كلِّ حينٍ


أعود بشاردةٍ

متفرِّدة في البهاءْ


أتذكر حين أتيتك

ملتحفاً بالمساءِ


وكنت بقايا

على ظاهر اليد


أو فوق ماءٍ

فوشّيتنِي في يديك


حديقة ورْدٍ

وما شئت من شجرٍ


وغناءٍ

ووشّيتني مرّة ثانية


في بياضِ البرانِسِ

سيفاً صقيلاً


وخيلاً مسوّمةً

وفوارس


عادت من الحربِ

مثقلةً بالسلامْ


ووشّيتني مرّة ثالثة

في سقوف المساجد


فوق القباب الوطيئة

في أغنيات الجبال


نجمةً

لا تمسُّ الغيومُ


ذؤاباتها

أو تطول إليها


يد المستحيل ..

فيا نخلتي المصطفاةَ


سلاماً عليكِ

سلاماً


وإن كنت في منزل القلب

منكِ


مُقيماً

مُقيماً


الى أبد الشعراء

حاشية


عن إشبيلية عن مراكش عن أغمات قالت

إعتماد – حين حضرتها اليقظة - :


وأنا لا أذكر يا أختي أغماتْ

سوى نورين


شمساً

تطلع في وجه المعتمد المعشوق


إذ ا وسّد طيفي

في عينيه


وإذا قال وأفحم

أخبار الطير


ثم فجراً

يطلع في كفك يا أُختي أغمات


فأرى المشي على المسكْ

وأرى الدمع على النهر


غصنين

من الجذع الواحد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق