. ما عادَ سرّاً
ومزارع الرّيحان لمّا أقفرت
سألَ الزّمانُ بأيّ أرضٍ صاروا
أضحت قبور المسلمين مكانهُ
ومزارعُ الرّيحان منه قِفارُ
والآن ثورات العروبةِ أجحفت
يعلو على ظهر الحصان حمارُ
كلٌّ يرى في نفسهِ ومكانهِ
مَلِكٌ ولا يرضى إليهِ يُشارُ
من شاطئِ الصحراءِ حتّى شامنا
والذّلُّ يكبرُ والخنا والعارُ
من سدِّ مأربَ في جنوبِ قِفارنا
للقدس تأكلُ من لحانا النّارُ
والغربُ يكفرُ بالشّهادةِ والهدى
لكنّهم ركبوا الرّياحَ وطاروا
لو نحنُ من إيماننا حقّاً لهُ
ما كان فرّقَ بيننا الكفّارُ
لكنّما الشيطانُ يملأُ فكرنا
وتنال منّا عنهُمُ الأخبارُ
بيضُ السّيوف تكسّرت أطرافها
والسّودُ منها نصلها بتّارُ
ودّع طلوعَ النّورِ ياعتمَ الدّجى
ماعاد تظهرُ فوقنا الأقمارُ
ماعاد ربُّ العرشِ ينظرُ حالنا
إنَّ المكارمَ في الورى تذكارُ
إن كانَ فينا للصّلاةِ من اهتدى
رشقوا عليه سهامهم إذ جاروا
من كان يقضي حاجةً لفقيرةٍ
ظنّوا بسوءٍ فاكتفى الأخيارُ
فبأيِّ وجهٍ نستجيرُ بربّنا
وبأيِّ عذرٍ تؤخذُ الأنظارُ
يا خجلتي ممّا رَوَت أسلافنا
عن همسةٍ كانوا عليها ثاروا
والآنَ نسبحُ بالقذارةِ والعرى
إنَّ الخطيئةَ في الثّرى أسرارُ
ماعادَ سرّاً شربُ خمرٍ مسكرٍ
وكأنَّ سكرَ الشّاربين فِخارُ
قتلُ الفضيلةِ صارَ من أشغالنا
جدرانُ مكّةَ حولها تنهارُ
قرآننا .. أوّاهُ ياقرآننا
ماعادَ يجلسُ حولكَ السّمّارُ
نسيَ الجميع رسولهم وكتابهم
للهِ ماعادت بصدقٍ دارُ
إلّا القليلَ تمسّكوا وتدثّروا
وبأيِّ شأنٍ ينظرونَ احتاروا
قد كان في بلدي أمانٌ وانتهى
من ذنبنا هذا هو المسمارُ
إذ دُقَّ في أعناقنا وظهورنا
فتكسّرت بعروضنا الأشعارُ
وتقلّدت بعض الشّبابِ بنسوةٍ
فلعلَّ بعضَ الضّائعينَ عشارُ
حربٌ وجوعٌ والخرافُ تكاثرت
بين الذّكورِ وقلّتِ الأبرارُ
فلكلِّ أرضً في الزّمانِ رجالها
لتذودَ عنها إن عليها غاروا
هذا قضاءُ الله في أحوالنا
ياليتَ ليلَ الخائفينَ نهارُ
بقلم فادي مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق