تَراتِيلٌ بِطَعمِ الشَّرقِ وَالْمَنفَى ...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ــ تَراتِيل الْعِشق:
قَصَائِدُ الْحُبِّ فِي عَيْنَيْكِ قَد ذَبَلَتْ
ـــــ كَأَنَّنِي لَمْ أصُغْ أَحلَى مَعَانِيهَا
أَوْ لَمْ يَكُنْ رِيقُكِ الْمَعسُولُ يُسكِرُنِي
ـــــ لَمَّا خُمُورُ غَدِي جَفَّتْ دَوَالِيهَا
أَوْ أَنَّ قَلْبِي الَّذِي اسْتَسْقَيْتِهِ زَمَنًا
ـــــ مَا كَانَ يَوْمَ لَهِيبِ الشَّوْقِ يَسقِيهَا
أَطفَأْتِ شَمْعَتَنَا حَتَّى غَدَا مَثَلاً
ـــــ لِلنَّاسِ بُعدُكِ فِي الْهِجْرَانِ تَشْبِيهَا
رُحمَاكِ، يَلْعَنُنِي الْوَاشُونَ فَانْتَصِرِي
ـــــ يَا طِفْلَةً صَدَّقَتْ أَقْوَالَ وَاشِيهَا!
فَكَيْفَ دُونَكِ أَحيَا الْيَوْمَ فِي كِبَرِي
ـــــ بَيْنَ الْقُمَامَاتِ مَرمِيًّا أُغَديهَا؟
وَكَيْفَ أُشْفَى وَلِي مَلْيُونُ ذَاكِرَةٍ
ـــــ تَجُرُّ ذَاكِرَتِي آلاَمَ مَاضِيهَا؟
تَغزُو الجِرَاحَاتُ جُرحِي ثُمَّ تُفْسِدُهُ
ـــــ وَيَصرُخُ الْجُرحُ: آهٍ مَنْ يُدَاوِيهَا؟
2ــ تَرَاتِيلُ الشَّرقِ الْحَزِين:
لَكَمْ سَأَلْتُ جَلاَلَ اللَّهِ تَسْلِيَّةً
ـــــ لِلرُّوحِ عَنْكِ لَعَلِّي قَد أُسَلِّيهَا!
فَرُحتُ لِلشَّرقِ وَالْإِيمَانُ يَرفَعُنِي
ـــــ وَالْحُبُّ أَشْرِعَةٌ ضَادِي صَوَارِيهَا
تَاهَتْ عُيُونِي بِأَرضٍ لاَ عُيُونَ بِهَا
ـــــ لَمَّا تَحَجَّرَ حُزْنِي فِي مَآقِيهَا
تَشَتَّتَ الرَّمْلُ فِي صَحرَاءَ هَالِكَةٍ
ـــــ وَالنَّخْلُ أَثْمَرَ حُزْنًا فِي رَوَابِيهَا
فَقُلْتُ فِي أُمَّةِ الْأَعرَابِ مَرثِيَّةً
ـــــ عَلِمْتُ أَنِّي أَنَا أُولَى مَرَاثِيهَا
وَأَنَّ كُلَّ قَوَافِي الشِّعرِ عَاجِزَةٌ
ـــــ عَنْ نَعيِ أُمَّتِنَا الثَّكْلَى مَرَاثِيهَا
لاَ الْقُدسُ عَادَ فَأُلْقِي الشِّعرَ مُنْتَشِيًّا
ـــــ وَلاَ الْوُعُودُ وَقَد خَابَتْ أَمَانِيهَا
وَلاَ الْأَعَارِيبُ مِنْ شِيحِ الْفَلاَ شَرِبُوا
ـــــ بَوْلَ الْجِمَالِ فَتَاهُوا فِي فَيَافيهَا
وَلاَ بِلاَدِي وَقَد فَارَقْتُهَا وَكَفَى
ـــــ أَنَّ الْمَنَافِي تَغَدَّتْ مِنْ تَجَافِيهَا
تَصُدُّنِي فَيَشِبُّ الشَّوْقُ فِي كَبِدِي
ـــــ نَارًا فَأَكْبُرُ شَوْقًا فِي مَنَافِيهَا
أَغَارُ مِنْهَا عَلَيْهَا وَهْيَ تَخْدَعُنِي
ـــــ وَكَمْ أَمُوتُ وَأَحيَا فِي تَعَازِيهَا!
نَحنُ الشَّهِيدَانِ فِي أَرضٍ عَلِقْتُ بِهَا
ـــــ حَتَّى زَرَعتُ غَرَامِي فِي بَوَادِيهَا
وَكَمْ حَمَلْتُ عَلَى صَدرِي وِسَادَتَهَا
ـــــ عَسَى الْوِسَادَةَ تَسعَى فِي تَلاَقِيهَا!
وَبِتُّ أَبْكِي وَلَحْنُ النِّيلِ يُسكِرُنِي
ـــــ لَكِنَّ مِصرَ أَضَاعَتْ صَوْتَ وَادِيهَا
وَلَيْسَ فِي الْيَمَنِ الْمَفْجُوعِ لِي قِصَصٌ
ـــــ كُنّا بِصَنْعَاءَ لِلْأَجْيَالِ نَحكِيهَا
تَأْتِي الْإِمَارَاتُ بِالسَّوْءَاتِ آمِرَةً
ـــــ فَيَعصِفُ السُّوءُ بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
وَقَاسَيُونُ يَصُبُّ الْحُزْنَ فِي بَرَدَى
ـــــ لَمَّا يُغَازِلُهَا جَهْرًا أَعَادِيهَا
وَلَعنَةُ الْبُؤْسِ فِي السُّودَانِ مَنْبَتُهَا
ـــــ كَلَعنَةِ الْهَجْرِ إِذْ فَاضَتْ سَوَاقِيهَا
إِذَا رَحَلْتُ لأَرْضِ التِّيهِ تَمْلَأُنِي
ـــــ رُعبًا طَرَابُلُسُ الثَّكْلَى صَحَارِيهَا
لَمْ أَسْلُ، كُنْتِ وَكَانَ الشَّرقُ فِي دَمِنَا
ـــــ طِفْلاً نَمَا عَدَمًا وَازْدَادَ تَشْوِيهَا
وَكُنْتُ قَبْلُ أَرَاهُ اللهَ لِي سَنَدًا
ـــــ إِذَا أُصَلِّي أَرَى فِي اللهِ تَنْزِيهَا!
مَا عُدتُ أَقْرَاُ فِي الْأَوْهَامِ رِحلَتَنَا
ـــــ وَالْأَرضَ كُنَّا وَكَانَ الحُبُّ حَامِيهَا
3ــ تَرَاتِيلُ المَنْفَى وَالضَّيَاع:
إِنِّي أَنَا وَرَحِيلُ العُمْرِ لِي قِصَصٌ
ـــــ تَحكِي ضَيَاعِي وَلاَ سَردٌ يُجَارِيهَا
وَجَدتُهَا كَنُفُوسِ الْخَلْقِ حَائِرَةً
ـــــ تَطْوِي الْأَمَانِيَ وَالْأَيَّامُ تَطوِيهَا
يَا أَيُّهَا الْعُمْرُ هَذَا الْقربُ يُبْعِدُنَا
ـــــ هَلاَّ رَحَلْتَ فَتَلْقَى الرُّوحُ بَارِيهَا!
أَنَا الْغُرُوبُ وَلاَ شَمْسٌ تُلاَحِقُنِي
ـــــ إِذْ يَخْنِقُ اللَّيْلُ شَمْسِي فِي مَجَارِيهَا
وَتَخْتَفِي بَسْمَةُ السَّعدِ الَّتِي أَفَلَتْ،
ـــــ لَمَّا وُلِدتُ نُجُومِي لَمْ تُوَاسِيهَا
صِنْوَانِ نَحنُ، رَحِيلُ الْعُمْرِ فِي شَفَتِي
ـــــ وَمِحنَتِي أَنْتِ، تِيهِي فِي الْجَفَا تِيهَا!
لَوْ تَنْتَهِينَ فَأَلْقَى فِي الْوَدَاعِ غَدًا
ـــــ بَشَائِرَ الْخُلْدِ فِي الْجَنّاتِ تُؤْوِيهَا!
4 ــ تَرَاتِيلُ الْعُرُوبَة:
مَا عُدتُ أَعشَقُ إِنَّ الْأَرضَ تُوهِمُنِي
ـــــ أَنِّي بِحُضنِكِ أَنْأَى عَنْ مَآسِيهَا
وَكَيْفَ تَرحَمُنِي الدُّنْيَا وَقَد غَدَرَتْ،
ـــــ مُذْ عَهْدِ آدَمَ لَمْ تَرحَمْ أَهَالِيهَا؟
دَعِي الْهَوَى جَسَدًا يَطْفُو عَلَى جَسَدٍ
ـــــ قَد أَتْلَفَ الرُّوحَ لَمَّا بَاتَ حَادِيهَا
وَإِنْ ظَمِئْتِ لِرِيقِي لَنْ تَكُونَ لَنَا
ـــــ إِلاَّ العُرُوبَة فَلْنَشْرَبْ خَوَابِيهَا!
لَعَلَّنَا بِالْهَوَى نُروَى وَكَيْفَ لَهَا
ـــــ أَلاَّ تَجُودَ وَهَذَا الْقَلْبُ رَاعِيهَا؟
لَكَمْ أَغَارُ فَتَبْكِي الرُّوحُ مِنْ وَلَهٍ
ـــــ لَمَّا تَجِيءُ رِمَاحُ الشّكِّ تُدمِيهَا!
أَنْتِ الْعُرُوبَةُ كُونِي أَنْتِ ذَاكِرَتِي،
ـــــ قَصَائِدِي وَدَعِي الْأَحلاَمَ تُلْقِيهَا!
سِحرُ المَحَبَّةِ يَبْقَى الْعِشْقُ يَكْتُبُهُ
ـــــ فَدَوِّنِي قِصَصًا دَوْمًا سَأَحكِيهَا!
الْأَرضُ أَنْتِ رَعَاكِ اللهُ يَا فَرَحِي
كُونِي لَنَا الْأَرضَ بِالْأَروَاحِ نَفْدِيهَا!
إِنَّ الْهَوَى قَدَرٌ، بَلْ أَنْتِ لِي قَدَرٌ،
ـــــ أَقْدَارُنَا اجْتَمَعَتْ فِي حُكْمِ قَاضِيهَا!
باريس، بتاريخ 3 فبراير 2020م
ـــــ شعر يحيى الشيخ ـــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ــ تَراتِيل الْعِشق:
قَصَائِدُ الْحُبِّ فِي عَيْنَيْكِ قَد ذَبَلَتْ
ـــــ كَأَنَّنِي لَمْ أصُغْ أَحلَى مَعَانِيهَا
أَوْ لَمْ يَكُنْ رِيقُكِ الْمَعسُولُ يُسكِرُنِي
ـــــ لَمَّا خُمُورُ غَدِي جَفَّتْ دَوَالِيهَا
أَوْ أَنَّ قَلْبِي الَّذِي اسْتَسْقَيْتِهِ زَمَنًا
ـــــ مَا كَانَ يَوْمَ لَهِيبِ الشَّوْقِ يَسقِيهَا
أَطفَأْتِ شَمْعَتَنَا حَتَّى غَدَا مَثَلاً
ـــــ لِلنَّاسِ بُعدُكِ فِي الْهِجْرَانِ تَشْبِيهَا
رُحمَاكِ، يَلْعَنُنِي الْوَاشُونَ فَانْتَصِرِي
ـــــ يَا طِفْلَةً صَدَّقَتْ أَقْوَالَ وَاشِيهَا!
فَكَيْفَ دُونَكِ أَحيَا الْيَوْمَ فِي كِبَرِي
ـــــ بَيْنَ الْقُمَامَاتِ مَرمِيًّا أُغَديهَا؟
وَكَيْفَ أُشْفَى وَلِي مَلْيُونُ ذَاكِرَةٍ
ـــــ تَجُرُّ ذَاكِرَتِي آلاَمَ مَاضِيهَا؟
تَغزُو الجِرَاحَاتُ جُرحِي ثُمَّ تُفْسِدُهُ
ـــــ وَيَصرُخُ الْجُرحُ: آهٍ مَنْ يُدَاوِيهَا؟
2ــ تَرَاتِيلُ الشَّرقِ الْحَزِين:
لَكَمْ سَأَلْتُ جَلاَلَ اللَّهِ تَسْلِيَّةً
ـــــ لِلرُّوحِ عَنْكِ لَعَلِّي قَد أُسَلِّيهَا!
فَرُحتُ لِلشَّرقِ وَالْإِيمَانُ يَرفَعُنِي
ـــــ وَالْحُبُّ أَشْرِعَةٌ ضَادِي صَوَارِيهَا
تَاهَتْ عُيُونِي بِأَرضٍ لاَ عُيُونَ بِهَا
ـــــ لَمَّا تَحَجَّرَ حُزْنِي فِي مَآقِيهَا
تَشَتَّتَ الرَّمْلُ فِي صَحرَاءَ هَالِكَةٍ
ـــــ وَالنَّخْلُ أَثْمَرَ حُزْنًا فِي رَوَابِيهَا
فَقُلْتُ فِي أُمَّةِ الْأَعرَابِ مَرثِيَّةً
ـــــ عَلِمْتُ أَنِّي أَنَا أُولَى مَرَاثِيهَا
وَأَنَّ كُلَّ قَوَافِي الشِّعرِ عَاجِزَةٌ
ـــــ عَنْ نَعيِ أُمَّتِنَا الثَّكْلَى مَرَاثِيهَا
لاَ الْقُدسُ عَادَ فَأُلْقِي الشِّعرَ مُنْتَشِيًّا
ـــــ وَلاَ الْوُعُودُ وَقَد خَابَتْ أَمَانِيهَا
وَلاَ الْأَعَارِيبُ مِنْ شِيحِ الْفَلاَ شَرِبُوا
ـــــ بَوْلَ الْجِمَالِ فَتَاهُوا فِي فَيَافيهَا
وَلاَ بِلاَدِي وَقَد فَارَقْتُهَا وَكَفَى
ـــــ أَنَّ الْمَنَافِي تَغَدَّتْ مِنْ تَجَافِيهَا
تَصُدُّنِي فَيَشِبُّ الشَّوْقُ فِي كَبِدِي
ـــــ نَارًا فَأَكْبُرُ شَوْقًا فِي مَنَافِيهَا
أَغَارُ مِنْهَا عَلَيْهَا وَهْيَ تَخْدَعُنِي
ـــــ وَكَمْ أَمُوتُ وَأَحيَا فِي تَعَازِيهَا!
نَحنُ الشَّهِيدَانِ فِي أَرضٍ عَلِقْتُ بِهَا
ـــــ حَتَّى زَرَعتُ غَرَامِي فِي بَوَادِيهَا
وَكَمْ حَمَلْتُ عَلَى صَدرِي وِسَادَتَهَا
ـــــ عَسَى الْوِسَادَةَ تَسعَى فِي تَلاَقِيهَا!
وَبِتُّ أَبْكِي وَلَحْنُ النِّيلِ يُسكِرُنِي
ـــــ لَكِنَّ مِصرَ أَضَاعَتْ صَوْتَ وَادِيهَا
وَلَيْسَ فِي الْيَمَنِ الْمَفْجُوعِ لِي قِصَصٌ
ـــــ كُنّا بِصَنْعَاءَ لِلْأَجْيَالِ نَحكِيهَا
تَأْتِي الْإِمَارَاتُ بِالسَّوْءَاتِ آمِرَةً
ـــــ فَيَعصِفُ السُّوءُ بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
وَقَاسَيُونُ يَصُبُّ الْحُزْنَ فِي بَرَدَى
ـــــ لَمَّا يُغَازِلُهَا جَهْرًا أَعَادِيهَا
وَلَعنَةُ الْبُؤْسِ فِي السُّودَانِ مَنْبَتُهَا
ـــــ كَلَعنَةِ الْهَجْرِ إِذْ فَاضَتْ سَوَاقِيهَا
إِذَا رَحَلْتُ لأَرْضِ التِّيهِ تَمْلَأُنِي
ـــــ رُعبًا طَرَابُلُسُ الثَّكْلَى صَحَارِيهَا
لَمْ أَسْلُ، كُنْتِ وَكَانَ الشَّرقُ فِي دَمِنَا
ـــــ طِفْلاً نَمَا عَدَمًا وَازْدَادَ تَشْوِيهَا
وَكُنْتُ قَبْلُ أَرَاهُ اللهَ لِي سَنَدًا
ـــــ إِذَا أُصَلِّي أَرَى فِي اللهِ تَنْزِيهَا!
مَا عُدتُ أَقْرَاُ فِي الْأَوْهَامِ رِحلَتَنَا
ـــــ وَالْأَرضَ كُنَّا وَكَانَ الحُبُّ حَامِيهَا
3ــ تَرَاتِيلُ المَنْفَى وَالضَّيَاع:
إِنِّي أَنَا وَرَحِيلُ العُمْرِ لِي قِصَصٌ
ـــــ تَحكِي ضَيَاعِي وَلاَ سَردٌ يُجَارِيهَا
وَجَدتُهَا كَنُفُوسِ الْخَلْقِ حَائِرَةً
ـــــ تَطْوِي الْأَمَانِيَ وَالْأَيَّامُ تَطوِيهَا
يَا أَيُّهَا الْعُمْرُ هَذَا الْقربُ يُبْعِدُنَا
ـــــ هَلاَّ رَحَلْتَ فَتَلْقَى الرُّوحُ بَارِيهَا!
أَنَا الْغُرُوبُ وَلاَ شَمْسٌ تُلاَحِقُنِي
ـــــ إِذْ يَخْنِقُ اللَّيْلُ شَمْسِي فِي مَجَارِيهَا
وَتَخْتَفِي بَسْمَةُ السَّعدِ الَّتِي أَفَلَتْ،
ـــــ لَمَّا وُلِدتُ نُجُومِي لَمْ تُوَاسِيهَا
صِنْوَانِ نَحنُ، رَحِيلُ الْعُمْرِ فِي شَفَتِي
ـــــ وَمِحنَتِي أَنْتِ، تِيهِي فِي الْجَفَا تِيهَا!
لَوْ تَنْتَهِينَ فَأَلْقَى فِي الْوَدَاعِ غَدًا
ـــــ بَشَائِرَ الْخُلْدِ فِي الْجَنّاتِ تُؤْوِيهَا!
4 ــ تَرَاتِيلُ الْعُرُوبَة:
مَا عُدتُ أَعشَقُ إِنَّ الْأَرضَ تُوهِمُنِي
ـــــ أَنِّي بِحُضنِكِ أَنْأَى عَنْ مَآسِيهَا
وَكَيْفَ تَرحَمُنِي الدُّنْيَا وَقَد غَدَرَتْ،
ـــــ مُذْ عَهْدِ آدَمَ لَمْ تَرحَمْ أَهَالِيهَا؟
دَعِي الْهَوَى جَسَدًا يَطْفُو عَلَى جَسَدٍ
ـــــ قَد أَتْلَفَ الرُّوحَ لَمَّا بَاتَ حَادِيهَا
وَإِنْ ظَمِئْتِ لِرِيقِي لَنْ تَكُونَ لَنَا
ـــــ إِلاَّ العُرُوبَة فَلْنَشْرَبْ خَوَابِيهَا!
لَعَلَّنَا بِالْهَوَى نُروَى وَكَيْفَ لَهَا
ـــــ أَلاَّ تَجُودَ وَهَذَا الْقَلْبُ رَاعِيهَا؟
لَكَمْ أَغَارُ فَتَبْكِي الرُّوحُ مِنْ وَلَهٍ
ـــــ لَمَّا تَجِيءُ رِمَاحُ الشّكِّ تُدمِيهَا!
أَنْتِ الْعُرُوبَةُ كُونِي أَنْتِ ذَاكِرَتِي،
ـــــ قَصَائِدِي وَدَعِي الْأَحلاَمَ تُلْقِيهَا!
سِحرُ المَحَبَّةِ يَبْقَى الْعِشْقُ يَكْتُبُهُ
ـــــ فَدَوِّنِي قِصَصًا دَوْمًا سَأَحكِيهَا!
الْأَرضُ أَنْتِ رَعَاكِ اللهُ يَا فَرَحِي
كُونِي لَنَا الْأَرضَ بِالْأَروَاحِ نَفْدِيهَا!
إِنَّ الْهَوَى قَدَرٌ، بَلْ أَنْتِ لِي قَدَرٌ،
ـــــ أَقْدَارُنَا اجْتَمَعَتْ فِي حُكْمِ قَاضِيهَا!
باريس، بتاريخ 3 فبراير 2020م
ـــــ شعر يحيى الشيخ ـــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق