الأربعاء، 24 يناير 2018

بقلم خالد سليمان

بمناسبة مرور ألف يوم على فراق أبي - رحمه الله - :
وحشتني يا أبي
*****************************
تمضي إليك خطواتي
تطير بي إليك  أشواقي
لم يبق سوى خطوات وأقترب من قبرك
لم يبق سوى خطوتين بل خطوة
 ((وحشتني))
أفتقدك
 أشتاق دفء ملامحك
كم أرجو أن أحتضنك
لأروي عطش روحي منك
تسأل عنك لحظات عمري
فأنت وردها
ويسأل عنك قلبي
فأنت جليسه وأنيسه
أنظر إلى قبرك وتسأل روحي
 أخلف الجدار أنت ؟؟
تسافر عيني في المكان
وتلتقط مفرداته
 أحبيبي خلف هذه الأحجار ؟
أقف أمامك وأتذكّر أنني كنت لا أفارقك أبدا
صرت طفلي الغالي وحبيبي وابتهاجي
ما أصعب أن تفارقنا أغلى القلوب !
أنظر إلى الأحجار يخنقني العجز
 وتسافر إليك الحروف
تلهج بالدعاء
وتسافر إليك دموعي
تسأل عنك
أدعو ربي أن يحنو عليك
وهو الحنّان المنّان
أنت يا أبي الذي دليتنا على الله
 اللهم أجزه خيرا
وهو الذي حرص على أن نحفظ كتابك
أذكر صوت الشيخ عبد الباسط - رحمه الله -
فقد كان يسعدك
((وحشتني))
حروف اشتاقت روحي أن تقولها لك
أقف أمامك وأنا أذكر سكّر مواقفك
 يذوب في إناء روحي فتشرق  بالفرح
أذكر ابتساماتك وحنانك وكم اشتاقك
كنت أقول
((وحشتني يا أبي))
وعقلي يتخيلك
أتخيلني أكسر ذلك الجدار
 لألقي بنفسي في نهر حبّك
ما ندمت إلا على لحظات لم أكن فيها تحت قدميك
كيف تسللت اللحظات منّي ؟!
ألف يوم لم أرك فيها
لكنّك لم تفارقني ودائما أنا معك
كيف مرّت تلك الأيّام بيننا
دون أن تلمس أناملي أناملك ؟؟
ودون أن تشرب أصابعي من حنان لمستك
كيف استطاع قلبي أن يتحمّل مرور الأيّام
دون أن يكون معك ؟
عندما تقسو المواقف عليّ دائما أتذكّرك
وعندما ألقي بنفسي في حضنك
أنسى أشواك الدنيا ، فما أكرمك !
أبي ((وحشتني))
ما أقسى لحظاتي دون أن أكون معك !
***********************
بقلم خالد سليمان
اللهمّ ارحم آباء المسلمين وأمهاتهم يارب
اللهم ارحم من ضمّه القبر وآنس وحشته يارب
اللهمّ إني استودعتك أبي
وآباء المسلمين اللهم ارفق بهم يا رحمن
اللهم أقرئه منّي السلام
واجمعني به في مستقرّ رحمتك
اللهم ارحم أبي وأمي وزوجتي
وارحم المسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق