الأربعاء، 10 يناير 2018

بقلم جميلة محمد

تئن البدلة  البيضاء وتتألم


علا صدح صوتها في العالمين
 صرخت أنا مريم
أهديت عافيتي كل دي وجع
يا أبوقراط ..أتسمعني
أقسمت يا ابن سيناء
ووفيت أنا ....القسم
جنيت الحيف والظلم والألم
مريم وخمسة وخمسين  مريضا
آواااه ...كبر القهر..
صمت الآذان ..
نطقت جدارن المشفى
أسرة المرضى
صافرات ماكنات الإنعاش
نواح اجراس الإسعاف
عويل الأهل
آنات ..السقم
آهات العوز ..
لكم طرقت أبوابكم
 مازالت  موصدة
لا حوار
لا عدل ..
 لا انسانية ...؟!!
من المذنب ...؟
.....تكلموا ...؟!!

أعقلوها ....
مريم وخمسة وخمسين مريضا مضطربا ..
.مالكم سكتم ؟!
من المظلوم ؟!!!
من المجرم ؟!!!

لا عزاء للملائكة حين  حية تؤد وتعدم ..

أنا أهديت العمر
على حافة نسيانكم
كنت نحلة بين المرضى تسقي الزهر
تراقص الشمس
معزوفة حنان وعطاء
 أبليت عافيتي حبا وسخا
سكبت رحيق صباي بلسما
  لدي حاجة فيه شفاء
أنرت فوانيس الرحمة
بين أناملي دواء
حرقت أجمل سنيني لكم  فذاء

لم تنصفوني ...
عجرفتكم كانت لي خير جزاء ..
حاكموني ...لأني إرتضيت الذل
 ..والصقو بي كل جريرة
فأنا البدلة البيضاء ...
سيدة المهانة
في مستنقع خطاياكم
قربانا  رميتم بي ...
اختبئوا ...من ظمائركم ..
هزلت
و عز الوفاء .

بقلم جميلة محمد قنوفي
أهداء لكل ملائكة الرحمة وبخاصة إلى الممرضة مريم
التي تحاكم بسبب انتحار أحد المرضى المضطربين عقليا  أثناء مناوبتها ..








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق