الثلاثاء، 21 يوليو 2020

ماريا غاري

رَجُلٌ تَقَلَّد عرشين . . 




لَهْفِي عَلَى رَجُلٍ تَقَلَّد عرشين 
عَرْش قَلْبِي وَ سَادَ فِي الرِّجَالْ 
جَبَلٍ مَا نَخَّى و لَا انْحَى حَتَّى حِينٍ رَحَلَ ..!!
ظَلَّ ذِكْرُهُ بَيْنَ الراسيات مِنْ الْجِبَالْ 
أَبِي وَ أَبُ دُنْيَايَ وَ حَبِيب عَيْنَاي 
كَيْف لِعَيْنٍ بِائسَة كعيني أَنْ تَرَى بِالدُّنْيَا بَعْض جَمَالْ ؟
لَوْلَا أَنَّك رَحَلْت . . لَوْلَا أَنِّي انْكَسَرَت و لَا عِشْت 
و لَا عِشْت فِيهَا إلَّا لأبكيك سِنِينًا طِوَالْ 
يَا سَاعِدًا أَيَادِي الْإِغَاثَة كَانَت تستجير بِه 
بُتِرَت يَدَيْ مَا رَفَعَتْهَا بَعْدَك إلَّا لِدُعَاءٍ أَوْ اِبْتِهَالْ
عَجَزَت اكابد الذِّكْرَى و الْحَنِين 
بَعْض الْحَنِينِ يَا قَلْبِي كعنفوان أَبِي لَا يُطَالْ ..!!
أُنَقِبُ فِي مَوَاطِنَ النِّسْيَان لَعَلِّي أَجِدُ دَوَاء 
و أَظْفَر بِالنِّيرَان تأكلني بِلَا مَوْقَد . . . و أَيْن الترْحَالْ 
أَيْن أرتَحِلُ إلَى مَكَان لَا يَكُونُ فِيهِ ذِكْرُكَ هاجسي ؟
لَازَال لَفْظُ أَبِي يأرق كُلِّ الْأَمَاكِنِ إن حللتها . . . لَازَالْ 
لَم اتوقف عَنْ رُؤْيَةِ مَجَالِسَكَ 
وَاقِعًا فِي عَيْنِي اخْتَلَط بالخيَالْ
أَسْمَعُكَ و أَرَاك و ألِهَثُ للعناق . . لَكِنَّك يَا عَبَقَ رُوحِي . ..
إن هَمَمْتُ بلمسك شَقَيْتَ أَمَامِي دُرُوب الْمُحَالْ 
مَا حَيَاتِي وَ الشَّوْق أَكَل مُهْجَتِي بَلْ كُلَّ ذَاتِي 
مُنْذ مَتَى تَعَوَّدَت أَنْ تَتْرُكَ حبيبتك بِلَا غَزْل . . . بِلَا نَظَرَات بِلَا جِدَالْ ؟؟
كُلّ الْمَوَاضِيع عِنْدِي جاثمة عَلَى صَدْرِ الصَّمْت 
لِمَن أَسْرُد شَغَفِي أَو أَنْقُل حَيْرَتِي أَو أَرْمِي حُمولات ثِقَالْ ..
مَنْ ذَا يجاريك فِي قَالِبٍ الرُّوح ؟؟ ...شَامِخ أَنْت 
تملأني و تَحْيَا بِي . . . و أَعْيَانِي فِي دُنْيَايَ الصَّبْرُ وَ صُعُوبَة الْمَنَالْ 
وَحْدِي أَجَابِهُ جَبَهَاتٍ عِدَّة . . انْتِظَار و قَدْر مَجْهُولٌ و يَأْس أَحْيَانًا 
لَكِنِّي أخْجَل أَنْ أَقُولَ . . . أخْجَل أَنْ أَقُولَ أني سَئِمْت 
مَخَافَةَ أَنْ تُأَنِبَنِي . . . كَيْف تسئم ابْنَتِي أَو تُحَاكِي الدَّهْرِ فِي السُّؤَالْ ؟؟
كُونِي ابْنَتِي . . . جُمْلَةٌ أُرَدِّدُهَا أمام الْمرْآة 
كَيْ لَا أَنْسَى أنِّي أَحْمِل عَهْدًا . . . . عَهْدٌ لِسَيِّد الرِّجَال 
بَاقِيَةٌ يَا أُبَيّ عَلَى الشَّمُوخ مصطبرة عَلَى الْجُرُوحِ 
هَيْهَات أَن أَظَل مَكَانِي إنْ وَقَعَتْ و مُحَالٌ أَنْ أَمُوتَ إلَّا بَعْدَ قِتَالْ 



رَجُلٌ تَقَلَّد عرشين . . . 
مارِيا غَازِيّ 
الجَزَائِر 2020/07/20

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق