الجمعة، 17 يوليو 2020

رؤى



قلت لصديقي، سأعدد لك الفوارق العظمى بين سلوك و منطق يقوم على "علم" .. و بين سلوك و منطق يقوم على "معرفة"
و لكن قبل شروعي في تعداد ذلك، أود التأكيد على أن سلوكا قائما على "علم" لا شك أنه يفضي إلى سعادة و استقرار نفسي.
و أن سلوكا قائما على "معرفة" فإنه يفضي إلى ترف و حياة مصحوبة ب قلق و توتر نفسي و عدم استقرار و خوف من المستقبل.
أي صديق: 
باختصار شديد: 1 - العلم يحكي قصة: حركة الأشياء بجميع دقائقها و تفاصيلها و ما ينجم و يلزم عنها من أثر و تأثير مباشر و غير مباشر على حياة الإنسان  
2 - المعرفة تحكي قصة: خصائص الأشياء و ماهيتها و قوامها و كيفية الاستفادة منها بما يحقق للإنسان متعة و فائدة.
أي: العلم لا علاقة له فيما تحكيه المعرفة
و المعرفة لا علاقة لها فيما يحكيه العلم. بل كل واحد منهما يلعب دورا مستقلا في حياة الإنسان 
<><>
العلم هو أن تعلم أن الأشياء الكونية برمتها لا تستثني منها شيئا إنما تسير و تتحرك بأمر الله التكويني [ قلت: الأشياء الكونية هي من المشيئة، فالله تعالى يشاء شيئا فيقول له "كن" فيكون. و الإنسان يشاء لنفسه شيئا فيبذل جهدا لتحقيق مشيئته، و بعد أن يشاء الإنسان لنفسه ما يشاء تغدو مشيئته التي شاءها شيئا كونيا له في الوجود حركة مقدرة بأمر الله تعالى التكويني ] 
فمثلا: أنا "أعرف" كيف أنتصر، غير أني لا "أعلم" متى أنتصر ؟!
فالأخذ بأسباب القوة و المنعة يعد من مقومات النصر، لكن ذلك لا يعني أن النصر سيغدو حقيقة و واقعا في حياتي، بل الذي يؤكد على النصر إنما هو أمر الله التكويني فحسب.
فالنصر علم و علامة من الله، يضفيها على من يشاء من عباده، و الله تعالى وحده يعلم كيف و متى و أين يضع تلك العلامة =النصر=
- مثال آخر: أنا "أعرف" أن تناول الدواء الذي وصفه الطبيب المختص يعنى شفاء للمريض  
و لكنني لا "أعلم" ما إذا كان ذلكم الدواء يشفي حقا أم لا؟ إذ المريض قد يضطر للتوجه إلى طبيب آخر باعتبار أنه لم يجد في الدواء الذي وصفه الطبيب الأول أدنى فائدة 
فالشفاء علم و علامة من الله يضفيها على من يشاء من عباده حيث شاء و أنى شاء. 

- وكتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق