رقصة الحياة.
كم هي قصيرة الحياة حينما نزور مقبرة لنتعظ ونقرأ على شاهد قبر أن فلانا ازداد سنة كذا... ومات سنة كذا... نستخلص من هاذين التاريخين أن مدة الحياة تساوي مدة نطق ذلك "الواو" الذي بينهما.. ولكن كم هي طويلة المسيرة خلال اعوامها.. حين ننظر الى وراءنا ونتقصى من أين بدأنا والى أين انتهينا، نعجز عن عد الساعات التي ااستثمرناها في مشاريع التعب والجري وراء السراب.. في البحث عن قطمير سعادة تحت ركام من التعاسة وعن نور أمل نراه في الافق.. نتقدم اليه وهو عنا يبتعد..
نبدأ الحياة ببكاءنا على مغادرة مكان دافئ حملنا تسعة اشهر.. اسكننا مجانا.. وأطعمنا خير الطعام.. نبكي على وداع فضاء ألفناه، يقدفنا لفضاء شقاءٍ، يصعب علينا استكشاف كنهه و خوض العيش فيه.. فضاء نبدأ مسيرتنا فيه بالاتكال على قوة غيرنا. ولن يعيرها ايانا بسهولة بل يبخل بها علينا في كثرة الأحيان.. نستغريه بضحكاتنا البريئة.. ليحبنا ونستهويه ببراءتنا ليتعود على حبنا.. و قد يتحول مرات الى عاشق يفنى حبه في حبنا.. ثم نكبر شيئا ما، فنثور.. نطالب باستقلالنا عن كل الآخرين.. نزحف، وبلا كلل نسير.. نسقط.. نُجْرَحْ.. نبكي.. عازمين على التحرك من مكاننا.. سنة الله في الارض.. فمن لا يتحرك يموت.. ثم نمشي على أربع.. ثم نحاول الوقوف كما هم واقفون الآخرون.. وضعهم يغرينا ونحن اقزام وهم أمامنا بطول الجبال.. نحاول الوقوف ونتشبت بموقفنا.. الوقوف هدفنا و المشي أملنا.. ثم نقف على اثنين.. ونجري.. ونكتشف.. ونسقط.. ونجرح.. ونبكي.. و نُتَهْتِهْ.. وكالببغاء نحاول تقليد كل شيء.. نردد صدى من تكلم.. نحاول النطق بما نطق به الآخرون.. تستهوينا غرابة ولحن ما سمعناهم يقولون أنه اللغة او الكلام.. نتحمل لنصل أَشُدَّنا.. ثم نفتخر بقيمتنا.. بشخصنا.. بذكاءنا.. بنجاحاتنا.. بإنجازاتنا.. ثم نبهت في أعين الزمان ونرى انفسنا وقد فقدنا قوتنا وذبل كل شيء في أعيننا كما ذبلت قوتنا كثلج في شمس ساخنة، فماه.. فيستولي علينا ضعفنا ويرغمنا على الاستسلام لعكاز نتحايل على انفسنا بزخرفته.. نتكئ عليه.. على ثلاثة ارجل امسينا نتحرك قبل أن نزحف ثانية من جديد.. ثم نطالب بالإعانة.. ويكون الختام ببكاء الآخرين علينا، و حث التراب على وجوهنا.. يسلموننا لبيت مظلم لا يتركون فيه معنا سوى وحشة قاسية هي الصديقة احببناها ام كرهناه..
اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من عادانا وانصرنا على من عدانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا ارحم الراحمين يا رب العالمين.. آمييين...
احمد علي صدقي من المغرب
كم هي قصيرة الحياة حينما نزور مقبرة لنتعظ ونقرأ على شاهد قبر أن فلانا ازداد سنة كذا... ومات سنة كذا... نستخلص من هاذين التاريخين أن مدة الحياة تساوي مدة نطق ذلك "الواو" الذي بينهما.. ولكن كم هي طويلة المسيرة خلال اعوامها.. حين ننظر الى وراءنا ونتقصى من أين بدأنا والى أين انتهينا، نعجز عن عد الساعات التي ااستثمرناها في مشاريع التعب والجري وراء السراب.. في البحث عن قطمير سعادة تحت ركام من التعاسة وعن نور أمل نراه في الافق.. نتقدم اليه وهو عنا يبتعد..
نبدأ الحياة ببكاءنا على مغادرة مكان دافئ حملنا تسعة اشهر.. اسكننا مجانا.. وأطعمنا خير الطعام.. نبكي على وداع فضاء ألفناه، يقدفنا لفضاء شقاءٍ، يصعب علينا استكشاف كنهه و خوض العيش فيه.. فضاء نبدأ مسيرتنا فيه بالاتكال على قوة غيرنا. ولن يعيرها ايانا بسهولة بل يبخل بها علينا في كثرة الأحيان.. نستغريه بضحكاتنا البريئة.. ليحبنا ونستهويه ببراءتنا ليتعود على حبنا.. و قد يتحول مرات الى عاشق يفنى حبه في حبنا.. ثم نكبر شيئا ما، فنثور.. نطالب باستقلالنا عن كل الآخرين.. نزحف، وبلا كلل نسير.. نسقط.. نُجْرَحْ.. نبكي.. عازمين على التحرك من مكاننا.. سنة الله في الارض.. فمن لا يتحرك يموت.. ثم نمشي على أربع.. ثم نحاول الوقوف كما هم واقفون الآخرون.. وضعهم يغرينا ونحن اقزام وهم أمامنا بطول الجبال.. نحاول الوقوف ونتشبت بموقفنا.. الوقوف هدفنا و المشي أملنا.. ثم نقف على اثنين.. ونجري.. ونكتشف.. ونسقط.. ونجرح.. ونبكي.. و نُتَهْتِهْ.. وكالببغاء نحاول تقليد كل شيء.. نردد صدى من تكلم.. نحاول النطق بما نطق به الآخرون.. تستهوينا غرابة ولحن ما سمعناهم يقولون أنه اللغة او الكلام.. نتحمل لنصل أَشُدَّنا.. ثم نفتخر بقيمتنا.. بشخصنا.. بذكاءنا.. بنجاحاتنا.. بإنجازاتنا.. ثم نبهت في أعين الزمان ونرى انفسنا وقد فقدنا قوتنا وذبل كل شيء في أعيننا كما ذبلت قوتنا كثلج في شمس ساخنة، فماه.. فيستولي علينا ضعفنا ويرغمنا على الاستسلام لعكاز نتحايل على انفسنا بزخرفته.. نتكئ عليه.. على ثلاثة ارجل امسينا نتحرك قبل أن نزحف ثانية من جديد.. ثم نطالب بالإعانة.. ويكون الختام ببكاء الآخرين علينا، و حث التراب على وجوهنا.. يسلموننا لبيت مظلم لا يتركون فيه معنا سوى وحشة قاسية هي الصديقة احببناها ام كرهناه..
اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من عادانا وانصرنا على من عدانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا ارحم الراحمين يا رب العالمين.. آمييين...
احمد علي صدقي من المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق