الثلاثاء، 11 يونيو 2019

بقلم محمد عياد



التشكيل المغربي بصيغة المؤنث:ذاكرة جماعية تعطي لنون النسوة المغربية حقها في الوجود.


 
هو المصنف الخامس في سلسلة المصنفات النقدية التي أصدرها الكاتب والباحث محمد أديب السلاوي عن التشكيل المغربي خلال الأربعين سنة الماضية، وهو محاولة لإبراز مساهمة المرأة المغربية في بناء المشهد الجمالي الحديث في المغرب الراهن، إذ يرى الباحث/ المؤلف، أن ساحة الإبداع التشكيلي المغربي، كانت دائما وباستمرار مبصومة بـ’صيغة المؤنث’ مارست عليها المرأة منذ عهود بعيدة وحتى العصر الحديث، فنون الحياكة والنسيج والتطريز والنقش والتزويق والزخرفة والخزف وغيرها من الفنون المتميزة بنشاطها الإبداعي، والتي تترجم هوية المغرب الحضارية على العديد من المستويات. 
  في فاتحة هذا الكتاب، تقودنا مصادر التاريخ في رحلة سريعة نحو الإبداع النسائي المغربي، تمتد من العصر الحجري الوسيط، إلى العصر الحاضر، لتؤكد لنا أن ‘صيغة المؤنث’ في مختلف الفنون طبعت بجمالها وجاذبيتها وإحساسها الأنثوي، مختلف الصنائع والبدائع، لتعطي الإبداع التشكيلي المغربي هويته الجمالية على مستويات متعددة . 
وفي العصر الحديث، يكشف لنا المؤلف/ الناقد، أن الفنانة المغربية ومنذ أربعينيات القرن المنصرم، وهي إلى جانب الرجل تنجز أعمالا فنية على مستوى كبير من الريادة والإبداعية، تملك المقومات الفنية الأصيلة، بعضها على صلة عميقة بالجماليات الموروثة عن تراث الماضي، بعضها الآخر يلتقي في أسلوبه وصياغاته الفنية مع ما وفد علينا من جماليات الفن الأوروبي المعاصر بأشكاله ومدارسه واتجاهاته المختلفة.  
لذلك يرى المؤلف، أن المتأمل في الحركة التشكيلية المغربية بصيغة المؤنث، في المغرب الراهن، سيلاحظ بيسر وسهولة تنوع أساليبها واتجاهاتها وطروحاتها الفنية، التي تتشبت بأصالتها وتراثها، وتعانق في ذات الوقت، الحداثة (العصرنة) في مضامينها الجمالية، وهو ما يفرض على الباحثين والنقاد، النظر بإيجابية إلى هذه الحركة، ليس فقط لأنها تستمد هويتها من الهوية الوطنية الأصيلة، ولكن أيضا لأنها تنفتح بوعي وإيجابية على العالم وحداثته الإبداعية. إن العديد من الفنانات المغربيات يقول المؤلف، استطعن إثبات وجودهن الفني في أنحاء عديدة من العالم، استطعن انتزاع اعترافات كبار النقاد في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا والشرق العربي، والسؤال المحير هل استطعن إثبات ذاتهن داخل الحركة الثقافية المغربية..؟ وعلى أي مستوى..؟ ليس بعيدا عن ما طرحته فاتحة هذا الكتاب، من قضايا، تضع المبدعة المغربية في موقعها الجمالي، فإن جدارياته الأربعة، عالجت بحرفية نقدية، وبأسلوب بعيد عن التعقيد، قضايا الهوية والمنهج في التشكيل النسائي المغربي، كما استقرأت المدارس والاتجاهات التي اشتغلت عليها المبدعات المغربيات، من خلال ثقافة اللوحة، ومن خلال التيارات التي تحدد معالم الحركة التشكيلية المغربية بصيغة المؤنث.. 
وفي الجدارية الأخيرة من هذا الكتاب يحاول المؤلف التعريف بأهم الأسماء التي يتشكل منها فضاء الإبداع التشكيلي المغربي بصيغة المؤنث، وقد وضعها على شكل قاموس مرتب على الحروف الأبجدية، سهل التناول، سهل الاقتراب من المرجعيات الأكاديمية التي من شأنها تسهيل عمليات البحث والمقاربة. 
 ومن أجل وضع القارئ المهتم أمام المشهد التشكيلي النسائي بالمغرب الراهن دون عناء، قسم المؤلف الحركة التشكيلية المغربية بصيغة المؤنث، في هذه الجدارية، بين ثلاثة أجيال مترابطة ومتماسكة.
1-  جيل الرائدات: وتمثله مجموعة من الفنانات البارزات، من أمثال: مريم امزيان/ الشعبية طلال/ فاطمة حسن/ لطيفة التيجاني/ مليكة اكزناي.
2-   جيل المخضرمات: وتمثله جماعة واسعة من المبدعات/ من ضمنهن: بنحيلة الركراكية/ فاطنة الكبوري/ فاطمة ناجم/ مليكة اكزناي/ فاطمة بنت أوعقا، نفيسة بنجلون/ نادية بولعيش/ فوزية جسوس/ شريفة الحيمري/ نجاة الخطيب/ عائشة الدكالي/ أمنة الرميقي/ ربيعة الشاهد/ خديجة طنانة/ زهرة عواج/ صبيحة القدميري/ ريم اللعبي. 
3- الجيل الثالث: ويتميز بظهو أسماء شابة، منها: إكرام القباج/ محاسن الأحراش/ مريم العلج/ أمنية بنبوشتى/ مريم الشرايبي/ ريم اللعبي/ نادية الأزرق/ مريم بلمقدم/ سعدية بيرو/ عزيزة جمال/ حليمة حادوش/ نادية خيالي/ نوال السقاط/ ليلى الشرقاوي/ أسماء علمي/ جميلة العرائشي. 
وفي نطاق هذا التقسيم قدم المؤلف قراءة معمقة للاتجاهات التي خاضت/ تخوض المبدعة المغربية من خلالها تجاربها التشكيلية، وهي تتوزع بين الفطرية والتجريدية والواقعية والتعبيرية. 
في تقديمه لهذا الكتاب الهام، يقول الدكتور ندير عبد اللطيف: هذا الكتاب يجب اعتبار (مدير إصدارات أمنية) ذاكرة جماعية يؤرخ لأزمنة المغرب الفني التشكيلي بصيغة المؤنث، يعطي لنون النسوة المغربية حقها في الوجود، ويرد الاعتبار لما أنجزته من تجارب متراكمة في الثقافة الصباغية.
  نعم، لا نبالغ حين نقول إن هذا الكتاب/ هذا القاموس التشكيلي يعتبر أول دراسة فنية مرجعية تنبش في ذاكرة المغرب وتحتفي بتاريخية الفن التشكيلي النسائي عبر حقب ومراحل عرفت مخاضات لإثبات الذات، وبَصَمَتْ بعمق تجربتها بصيغة بصرية مغايرة، وبولادات فنية متعددة، بعضها استثنائي منفلت، وبعضها الآخر لم يراوح مكانه وبقي يستنسخ تجارب إنسانية من هنا وهناك.  إن هذا الكتاب لم يقتصر على الحفر في الذاكرة الفنية المغربية النسائية فحسب، بل استطاع أن يزاوج بين جل الحساسيات التشكيلية قديمة وحديثة، أصيلة ومقلدة، محاكية ومنفلتة، ليتوقف كاتبه في النهاية على خصوصيات كل مبدعة تشكيلية مغربية، سواء من حيث عمقها الصباغي المشترك، أو من داخل تفريعات إبداعية جمالية هاربة. 
إنه العمل الأول من نوعه في المكتبة التشكيلية المغربية، ويستحق منا كل التنويه.

بقلم محمد عياد

الاثنين، 10 يونيو 2019

بقلم سعيد ابراهيم زعلوك

🌷  بيروت   🌷
لا  زلتفي هواگ  جريح

كطائر يحلق في السماء

ولا يستريح

غريب تقتله

المواني

والأغاني

يشتاق  لأوطانه

لأهله وخلانه كل صباح

يرنو للسفن الغاربة

وروحه معذبه

يقتله الحنين

وهو السجين

أسرته الأيام

والسنين

ومزفته والغربة 

وارهقه السفر

وهو لا يزال

 يذكر بلاده

حيث الجمال 

يذكرالدروب

يذكر التلالوالحبال

 التي لم ينساها

وصبية ذاب في هواها

وأما يتمني أن يراها

يقبل قدماها

ويغفو بحضنها لينسي أساه

ويستريح

ويحضنتراب وطنه الفسيح

ويضمد الجراحليشرق عمره

من جديد كطفل

وليد ويغدو سعيد

وينعم قلبه بالفرح
لازلت في هواگ معذب 

عاشق يكتب مر القصائد 

لازلت في هواك يا بيروت

كطفل يصارع الموت

 ولا يموت 

تقتله كل العيون

أسيرالشجون يحيا في جنون

أضاعت الغربة منه السنون

وغدأ كهلا ولا زال 

بعمر الشباب لأن عمره

عذاب وحياته خراب

وقد ذاب ،ذاب، وأرهقه الغياب

💕    سعيد ابراهيم زعلوك   💕
18*2*2019

بقلم حسن السلموني

شدي على غصن اللسان ببنان الفؤاد ، تنطلق التهاليل ، من مضجع كل أنثى عنوس ، تنثرها بشائر في روضة الخيال فتحيي من الكبت أحلامي ، و تزف النداء إلى خليل عزب ، يفترش عاريا مسطبة العشق المرهل ، و هو يعزف على سكون الصقيع أغرودة الانتظار ، و أنت ... ، ترابطين على هودج الجنوب ، عروسا بلون الحداد تنثرين قبلات السلام ، تحت نشيش الحزن و من خلف نافذة الوجع يلاطمني بريق نسيمك الزاهد المتصوف ، فتهم بي زخة حزن من سويد الصلاة تنهمر ، كأنها دمعة عجي تلفظها حلمة عانس، فيحوم من حولي سرب نظرات غسقية ، ، تعزف لغياب البدر لحن بكاء رخيم ، في مشتل الروح أتخذ قلبك مزهرية أبذر فيها ولادتي ، إنه مزهرية فخارها من رميم طيني الذي لا يكسر ، حيثما أشاهدك على مرآة مقلتي ، أعانق جسدك العاري في محراب عقيدتي ، فتفيض غضون وجنتي بما تسكبين من تقاسيم الملح ، و من موسيقى الغيوم ، أنشودة المطر التي لا يتغنى بلغتها غير تلك الزهور التي تخرج نباتها من بين شروخ الأكواخ ، و أنت ... ، من ثرى الجنوب إله عفيف ، ترفضين في المحراب صلاة العبيد ، و هم بأغاني المكاء يغازلون أضرحة الأكبال ، فأقيم لها على فلكي معراجا إلى السماء ، هناك أشيد لها نزلا من روحي ، على غرفه اللامتناهية ، تنشرين على ذراع من لجين ، غسيل كفني ، و على ربوة صدرك المكلل بزهرة الأركيد ، تنتظرين قدوم ولادتي ، ولادة شمس أقدمها هدية إليك على مشكاة روحي ، و عند رفات الصلاة و أنقاض المآذن و الكنائس تحترق جثتي ، و يمضي رمادها في دروب الناس كالاحتلام ، فأسبي داخل الأسجان كل النساء و كل جاريات العهود القديمة ، و أنت ... ، على مسطبة وجودي قائمة قد الكون ، تخيطين تحت دوحة الأرز تساقط الثلج ، لتقدمينه رداء للجبال المتسكعة في العراء و التي أضناها تشرد الثورات ، و بالقرب من لحدي الذي يضم جسدك المفحم بسوط أعراف الحكام ترفض النجوم التي أوقدها من زيت مدادي ان تتجلس الشمعدان ، و انت .. ، على قارعة طريقي تضمدين بفروي المسطر ببزوغ الفجر آلام الأرض و الجراح ، و بوجنتك الوضاءة تلاطمين بمنذيل القبلات نذوب الثكالى ، و هن قبالة جسدي الذي يستأجر منهن الطين يصدرن الأحزان تهاليل ، و أنت ياسيدة الجنوب ، معبد يجمع كل الأنبياء ، في محرابك أر الأرض معبدا فيها ينضد المسيح محمدا و انت تمشي على استحياء بينهما ، ثم برفق تشدين على جذع السماء تنادين على موسى و بقية الأنبياء ، ثم تلاطمين بنمل السبحة نهدك القدس فيفجر منه شلال السلام ، الذي يكون شراب كل من شردته الحروب .

الآديب حسن السلموني

بقلم جميلة محمد


الردة 


يهرب الكلام من بين شفتاي ...
.تتلعثم حروفي اسا و  خجلا   
لا تنوي الخروج ...
نوافد مغلقة 
ستائر مسدلة ...
لا عصافير تنقر زجاج النافدة 
لا تغريد ...فارت قهوتي على الثنور وأطفاته 
لا موسيقى ...
لا حفيف  لأوراق الشجر المبتلة 
اغرقتها دموع السماء سوداءا مرسلة 
قهرتها..جدائل الليالي المظلمة  
 بعذب العبارات
  تغازل ظلال طيفك
قد تقمص  وجه القمر 
مثقلة بزيف  وكذب ..
من يسقط تلكم الاقنعة 
ما اطوله من ليل بارد 
ما أوحشه ...
يطرد الأحلام المزهرة
 الركينة في ثنيات الذاكرة 
 غاب  البدر   
وتقلب قلبه
 كما الفصول الاربعة 
ليته ماجاء ..ما  ذهب ..
ما حل وارتحل .؟
ليته كما راح ، رجع 
ويعز البقاء 
ويعز  الابتسام 
يعم الصمت جوارحا أتخنتها الآلام 
ماعاد الشروق مبهجا 
باتت انواره تعمي البصائر  مزعجة 
ماعاد الفجر يأتي بالرجاء 
اضحى الغذ غيبا مبهما 
تأتي السلامات من كل اتجاه 
لا ئأمن قلبي من ابدى المحبة 
 وأثلج صدرا نيرانه من خيبة  مسعرة 
قد ولى الدبر ..
عن عهود مزقتها 
رحى  قطارات بعض الأقدار  الظالمة 

سرج حصان  الرحيل  ..
بغير وداع ..
سارع الخطى مبتعدا
عن حبه الكبير كما زعم يوما 
 قد  ارتد. ...


جميلة محمد

بقلم الآديب الشاعر عبد الرحمن بكري

نغـــــــم الهجيـــــــر****************هذا النص 64 بيت سينشر على اجزاء 
أيــــا من كان راعينـــا . وبــالأشــــواق يبقينـــــاملكْنــا الـــودَّ أجلى فى الصدور فصـــار يدنينـــا وفيــض العشق يـومــاً مـــا خلى دوماً يصافينـــا فمـــاذا حـــلَّ منكــم بعـــد ذاك الصـبِْ فتبلينـــــا جرعنــا الضيم غـــرساً مرسلا يجــرى مــأّقينــاوذقنـــا المـــرَّ من بعــــده شقـــاءاً كان يكـوينـــا فمـــــا أوفى لنـــا ذكــــــرا ومـا أربى بحامينـــا فـــإنّْـــا بالصبــابـة نصطلى نــــزْف المغيرينـــا بلــوعات الأسى جمــر اللهيــب روى مريدينــاأمـــا كنت الـــوعى للقلـب تـــرشدهُ أراضينــــا فتــــروى بالفـــــؤاد بـــوار ودٍّ فى صحارينــــا وقــــد كنت الـــرؤى بالليـــل جـــــمّ المحبّينــــا وديـــعً فى فــــراشٍ نــــــاعمٍ يسـرى ليــالينــــا وكنــت السكْنَ لفْــــــؤادٍ شَـرُود خــلى المجلّينــا رمى بـــالشوق غــــمٍّ للعــــدى بجــوار نادينـــا وكنـــت الشهْــد للـــروحِ الجديب كمـن يواسينـا خصيــبٌ قـــد عـلا بالحصْــد يـرقى بالمنيبينـــاألا تـــذكرْ نسيـم الفجـــر يــــومً كان يسرينـــــا بـأغصان العبيـــر يجـــول بثْنــاءٍ يحــاشينـــــــاألا تـــذكر لقــانــــا فى ليـــالِ شتـــــا يدفّينــــــا رطيـــبٍ بالحنيــن الـصرْفِ داعبنــا ينــادينــــاوهـل تـــذكر عناقيـــد الكروم وكـم تــلاهينــــابــدتْ حسْنً يجـوب هوى غروبِ تــلا تلاقينــافهـــلّْ لنــــا بأيّـــــامٍ نعيـــد بهـــا تَـــدَاوينـــــــاشتـات الشوق بالأنغـــام نبْـع الوصْــلِ يشدينـــا يتبع .........
عبدالرحمن بكرى

الأحد، 9 يونيو 2019

بقلم مجد الدين سعودي

القصيدة الزجلية (حرف الحكمة) لمحمد حديش : الزجل بطعم الحكمة_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

برولوغ_ _ _ _ _ _
أصبح الزجل المغربي المعاصر يتخذ وجهة جديدة ، حيث خرج من جلباب التقليد والسكون ، ليكتسي طابع الحداثة ، وان كان (ادريس مسناوي وأحمد لمسيح وغيرهم) حملوا مشعل التجديد ، فقد ظهرت أسماء جديدة لها بصمة التجديد ومناقشة القضايا بعقلانية والبحث عن الوجود عبر السؤال والبحث عن صيغ جديدة لتمرير خطابها الوجودي والفلسفي والكينوني والكوني ، حيث أصبحنا نستمتع بقصائد كل من (عزالدين الشدادي ، محمد لعصايب ، عبد العظيم الرطيبي ، سعيد لشهب ، محمد حديش وغيرهم ) ...وكل هذه الأسماء تواصل مسيرة الابداع مستفيدة من الزجل المغربي القديم وغيره ، لتساير العصر وتفتح آفاق واعدة وجديدة للرقي بالزجل ومتابعة المشوار ..._ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ __ _ _ _
في العنوان والحكمة_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
يقول الناقد سعيد فرحاوي : (لذلك وجدناه يتجول بحرية مطلقة ، منطلقها حرف الحكمة ، بعدها يتحول ليحدثنا عن صفا الحرف، كما يحدد الناس الدواقة الفاهمة، يشترط بقوة ان سر الجمال والابداع اساسه ، كما يقول: ماشي بكثرة التخطاط توصل... لأن الحكمة التي يتضمنها الحرف أساسه نابع من:واصلا من خوابي جبح الحرف) لهذا اختار محمد حديش (حرف الحكمة ) عنوانا أيقونيا لقصيدته لأن :( ولكن الحكمة بهداف المعانيواصلا من خوابي جبح الحرفالمجدب المأصل تغرف حكامو المعتقة الموروتا من الجدودأهل الحكمة الربانية المنورةسيادنا من شلال حرفهم نسگيونتعطر بريحت كلامهم الزين )وحرف الحكمة حرف أصيل لأنه نابع من تجارب الآخرين وابداعاتهم وحكمهم وقوة متنهم ، وهو اعتراف ضمني بأهمية حرفهم ...._ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
لعبة الحرف والكتابة_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
 (العبرة عند الزجال محمد حديش ليس بالاسهال في الكتابة ، بل الاختيار الدقيق في نوع الكتابة وماهيتها والهدف منها ، لهذا فهو يصر على اخراج كنوز الكتابة من الأعماق ، لتكون كتابة هادفة ، قوية ومشاكسة :( ماشي بكثرة التخطاط توصلولكن الحكمة بهداف المعانيواصلا من خوابي جبح الحرفالمجدب المأصل تغرف حكامو)نواصل مع الناقد سعيد فرحاوي تشريحه لهذه القصيدة ، اذ يقول :: (بل تحول ليعلم الكتابة من داخل الكتابة مما جعل من بوحه لعبة أساسها لعبة الوعي بالكتابة، وهي كتابة تكتب عن نفسها في نفسها من خلال نفسها، أي كتابة تنقل الجمال لتعلمه للناس بلغة الجمال، مما يؤهلها أن تصبح لعبة واعية ، أي مجال الميتاكتابة للكتابة نفسها.)_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
عمق الحكمة والكتابة_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
يقول الناقد سعيد فرحاوي : ( ان الحكمة التي يحتويها جوف القصيدة يحدد شروطه بقوة اقناع كل من يعثر عن غيابه في مسيرته الشعرية) ..ومحمد حديش يمشي في اتجاه الحكمة من أجل قصيدة الذوق الرفيع :( غير زمم صفا الحرف حكمةتوعاك ناس الدواقة الفاهمة)_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
قالوا عن قصيدة ( حرف الكلمة) وعن دراسة سعيد فرحاوي المرافقة لها_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
عبد الله التويس أبو فيروز : (نص باذخ يتعالى بالذوق إلى مرحلة التذوق، المتولدة من (اجبح..) المستحضرة قواعد بناء الجمال، واستشعاره طاقة تقود الإدراك إلى فطرة الجمال والوعي المدرك بتجلياته... تعلمت واستمتعت بهذا الإبحار الراقي في حضرة قصيدة شبعانة خير.. )_ _ _ _ _
أحمد الحطاب : (تطويع الحرف و إرغامه طوعا على البوح بالمعاني) ..._ _ _ _ _ _ _ _ 
رحال الادريس : ( قراءة ماتعة لحرف هادف ... )... _ _ _ _ _  _ _ _ _ _ _
عبد الله اتهومي : (من خوابي جبح عسل شعر في قراءة عميقة منح إبداع) ...
_ _ _ _ _  _ _ _ _ _ _
نوراليقين التومي : ( قراءة ماتعة من أستاذ ملم بخفايا الحرف وما يتضمنه من صدق لما يتوفر عليه من آليات وبعد نظر ... _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
خاتمة_ _ _ _ _
جاء النص الزجلي "حرف الحكمة"مكثفا بأيقونات سيميائية وصور شعرية بليغة وبأسلوب بسيط يدخل ضمن (السهل الممتنع)_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
 النص الزجلي : حرف الحكمة _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
(( غير زمم صفا الحرف حكمةتوعاك ناس الدواقة الفاهمةماشي بكثرة التخطاط توصلولكن الحكمة بهداف المعانيواصلا من خوابي جبح الحرفالمجدب المأصل تغرف حكاموالمعتقة الموروتا من الجدودأهل الحكمة الربانية المنورةسيادنا من شلال حرفهم نسگيونتعطر بريحت كلامهم الزينكتبوها رسوم محفورة فالكلبؤمن بحور القوافي شلا حرفيتعرف شلال دواخلو رية عقل_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
بقلم محمد حديش :مجدوب الحرف_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
12/2016\16_ _ _ _ _

السبت، 8 يونيو 2019

بقلم د.رمضان الخضري


تطور الدلالة في نص " اكتفيت بحبها "

لست أدري مبررا واحدا لقالتي هذه غير أنني أعتبر الأديب ( شاعرا أو قاصا أو ناقدا ) ضمير أمته على كل الأحوال ، وهذا سبب كاف جدا لكي أعتبر أن الأديب هو ذلك القاضي الذي يمكنني أن أقبل حكمه في مجتمعه .
وحينما هزني نص "اكتفيت بحبها " هزات متعددة ، كلها هزات أصلية فقررت أن أكتب عن النص بمنهج أدركه تماما ، ربما أنني أراه جديدا إلى حد كبير ، ولا علاقة لي بما يراه الآخرون ، فكلنا يتحدث عن نفسه من باب العصمة ، ويتحدث عن غيره من باب الموبقات .
فالسابقون رحمهم الله جميعا كانوا يتناولون الدلالة من الناحية التاريخية في التطور ، بيد أنني أرى كما تعلمت من الدكتور :"محمد فياض "_ حفظه الله جل في علاه _  أن الكلمة لها استمرارية تاريخية ومجتمعية من ناحية الدلالة ، ولها قابلية على تطوير نفسها حينما تجد الأرض الفكرية الخصبة والعفية التي تعطيها مقومات جديدة ، ولاتنفي مقوماتها ودلالتها القديمة .
غير أنني أرى أن هناك كلمات كثيرة انكمشت في دلالتها ، وانحدرت من سموها ، وكلمات أخرى سمت وعلت ، وعلماء اللغة يرجعون الانكماش والسمو إلى عوامل تاريخية مرت بها الأمم التي تستخدم اللغة .

وفي ظني أن هذه المشكلة العميقة قد أجاب عنها هذا النص "اكتفيت بحبها " ، حيث إن العاطفة الفردية من شاعر مثل العبقري / عبدالعزيز جويدة ومن قبله شوقي العظيم وبينهما ناجي ومحمود حسن إسماعيل ونزار قباني وصلاح عبدالصبور ، قد استطاع أولئك جميعا أن يجعلوا عاطفتهم في الشعر تلقي بظلال على الألفاظ حينما استخدموا الألفاظ بطريقة مبتكرة ، فصادف هذا الاستخدام الفردي هوى في نفوس المستقبلين لنصوصهم ، فأخذت كلماتهم وألفاظهم حقها من الشيوع والذيوع ، مما ترتب عليها تطور في دلالة هذه الألفاظ .
فحينما يبدأ شوقي العظيم أمير شعراء العالم ، ولتقدم وزارة ثقافة دولة الإمارات العربية كل يوم أميرا للشعر العربي ، لكن لن يستطيع أحدهم أن يقول مثلما قال شوقي في مطلع قصيدته :
قتيل عينيك ينفي عنهما التهما
فما رميتِ ولكن القضاء رمى
ولن يستطيع أحدهم أن  يبدأ نصه كما بدأ محمود حسن إسماعيل :

أبداً أُجن إذا تحدر طيفها
من عرشه السامي إلى محرابي
وأهم أرشف من منابع حسنها
فيض الهوى المترقرق المنسابِ
خمراً من الألق السني تدفقت
لا من جنى التفاح والأعنابِ
الطهر في لألئها والنور في
صهبائها والنار في أعصابي
من راح يغويه الجمال فإنني
ألهمت منك هدايتي وصوابي
ولن يستطيع جميع من حصلوا على جائزة أمير الشعراء الإماراتية أن يقولوا حكمة لدنة ، وفكرة بسيطة معقدة كما قالها نزار قباني :
من جرب الكي لاينسى مواجعه
ومن رأى السم لايشقى كمن شربا
حبل الفجيعة ملتف على عنقي
من ذا يعاتب مشنوقا إذا اضطربا
فيامن يعاتب مذبوحا على دمه
ونزف شريانه ما أسهل العتبا
الشعر ليس حمامات نطيرها
نحو السماء ولا نايا وريح صبا
لكنه غضب طالت أظافره
ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا
ولا يستطيعون جميعهم أو مفردهم أن يبدأ بما يبدأ به عبدالعزيز جويدة بسهولة ورشاقة ومنتهى الروعة حينما يقول :
لاتحسبي أني أحبك مثلما
تتصورين مشاعري فوق الورقْ
أنا شاعر في كل شيء إنما
عند الكتابة عن هوانا أحترقْ
إن قضيتي فوق وسعي ، بيد أنني أشعر ( طالما أنا مكلف بها فهي في وسعي ) ، وكم دعوت الله أن يعطيني عمرا لأتمها وأرى جدواها ولو قليلا من الأيام أو الأسابيع او الشهور .
أشرت منذ قليل لتعلمي من العالم الكوني العلامة الدكتور محمد فياض _ حفظه الله جل في علاه _ وكانت الاشارة مقصودة لسبب مهم للغاية ، الدكتور فياض العظيم متخصص في هندسة البرمجيات والسوفت وير ، ويظن البعض أن هذا التخصص بعيد عن علوم اللغة ، وأنا أقف في صف هؤلاء الذين ظنوا .
لكن الذي أضعف اللغة العربية على وجه التحديد أن البحث فيها اقتصر على اللغويين تماما ، عكس اللغات الأخرى كالانجليزية مثلا ، والفرنسية كذلك ، والألمانية خلفهما .
فمثلا وجدنا أن عالم الطبيعة ( برجمان ) تحدث عن الدلالة في اللغة الانجليزية ، وقال إنه يختلف في فهمه هو وعلماء الطبيعة لدلالة كلمات مثل الزمان والمكان والصوت وغيرها ، فهو يرى أن الكلمات إذا لم تأخذ دلالتها عن طريق التجربة والقياس ، فلاشك أن هذه الكلمات سوف تصبح هراء ، وفي ظني أن جاكبسون وميخائيل باختين العظيمين قد تبعا ( برجمان ) ، وحاولا أن يطبقا هذا الكلام عمليا على أرض الواقع ، فقال جاكبسون سؤاله المشهور ( ما الذي يجعل من هذا النص نصا أدبية ؟! ) فهو يبحث عن العلمية في أدبيات النص .
وكذا تحدث عالم القانون الشهير ( ترومان أرنولد ) عن دلالة الألفاظ والتي تجعلنا عبيدا لهذه الألفاظ فيما يشبه الرق والاستعباد ، فرأى أن الألفاظ حينما تحمل دلالتها كاملة بطريقة مبتكرة تصبح لها سلطة وسيطرة كبيرة على المتلقي .
مايهمني قوله الآن : أن قصر البحث اللغوي على علماء اللغة في عصر التكنولوجيا يشبه كثيرا حال ربان السفينة الذي لايعرف سوى سرعة الموج وارتفاعه ، أما إدارة الموتور والبوصلة والاتجاه وعلوم الفلك ، والحمولات ، وكيفية السير وتغيير السرعات وغيرها فلا علاقة له بها ، وبالتالي فإن السفينة توشك على الغرق .
أخذني الكلام لوجهة بعيدة عن الدخول للنص الذي تأهبت للدلوف إلى ردهاته ، والبحث في غرفاته ، فأصبحت كمن عرض بضاعته ولكنه لن يتمكن من البيع الآن ، لذا سوف أترك للقاريء العظيم أن يستمتع بنص ( اكتفيت بحبها ) عسى أن يمنحني الله قدرة جديدة للغوص في عمق هذا النص .
********** 
قالوا : اكتفيتَ بحبِّها؟
************
قالوا : اكتفيتَ بحبِّها؟
قلتُ : اكتفيتُ ولا أريدْ
قالوا :
قلوبُ الناسِ تطمعُ في المزيدْ
قلتُ :
قلوبٌ فارغةْ
لو أنها عَشقَتْ بِصدقٍ
لارتوَتْ حتى الثُّمالةِ
وارتوى حبْلُ الوريدْ
إن الذي في الحبِّ عاشَ
كما نعيشُ بِحبِّنا
باللهِ قُلْ لي بعدَهُ
ماذا يُريدْ؟
هي كلُّ ثانيةٍ تمُرُّ بعمرِنا
دومًا نراها في الهوى والعشقِ
مِيلادًا جديدْ
ولأنها مِشكاةُ نورٍ
قد تَدلَّتْ داخلي
نورٌ بهِ وصلَ الفؤادُ لذروةِ التوحيدْ
هي كلَّ ثانيةٍ تؤكِّدُ لي
وتَبعثُ قلبَها كي يَطمئنَّ
وقلبُها هو فرحةُ الطفلِ المسافرِ
في دمي في كلِّ عيدْ
يا قلبَها
أرجوكَ بلِّغْها السلامَ
وقلْ لها
قَسمًا بمن رفعَ السماءَ بلا عَمدْ
حتى أموتَ حبيبتي
تَبقِينَ وحدَكِ في الحياةِ
ولن أَزيدْ
********
عبدالعزيزجويدة
********



بقلم درمضاز الخضري