الموقف من مقولة هم البنات إلى الممات ...
إن تلك المقولة ( هم البنات إلى المهمات ) هي مقولة خاطئة لا تتماشى مع قيم ديننا وتتنافى مع واجبات الآباء والأهل نحو بناتهم ؛ وإن مورست هذه المقولة والسلوك من قبل الآباء فإن هذا سلوك خاطئ يتعارض مع القيم الإنسانية والدينية وحقوق الإنسان وهو سلوك جاهلي ممارسه الآباء في الجاهلية عندما كانوا يقتلون بناتهم بعد ولادتهن نتيجة قناعتهم بأن البنات هن مصدر الرذيلة والعار وحتى يتجنب أ ذلك فهم يقومون بوأدهن أحياء بدفنهن في التراب ظناً منهم بأن بوأدهن يكونوا قد وأدو الرذيلة والعار حتى جاء الأسلام وحرم ذلك وأعطى الأنثى حقوقها طفلةً كانت أو فتاة في مختلف مراحل حياتها و حقوقها واجباتها كما أنها اعتبرت من الرحم مشتقاً أسمها من الرحمن أحد أسماء الله الحسنى؛ وقد حذر الله والرسول صلى الله عليه وسلم من الإساءة لهن وأوص بهن خيراً ، وقد تناولت سورة النساء في القرآن الكريم جميع حقوق المرأة وواجباتها الأمومية والأسرية والحياتية والمجتمعية بما لا يتعارض مع القيم الدينية والمجتمعية .
واليوم لم تعدن البنات بوضعية ضعيفة يركنَ إلى الرعاية المطلقة من الأهل فهن اليوم تخطين كل الحواجز و الموانع التي تقف في طريق تطورها الفكري والنفسي والإجتماعي وأصبح بمقدورهن التكيف و التوافق مع كل مُعطيات الحياة وأصبحن ذات مقدرة لاستيعاب متغيرات الحياة والظروف التي يمرنَ بها ، سلبية كانت أم إيجابية وأصبح الكثير منهن محط تقدير وأفتخر الجميع بما يقمنَ به من تحقيق أهدافهن التي تخدم أسرهن ومجتمعاتهن ودينهن .
فالهم لا يأتِ من البنان فقط، فهو أيضاً يأتِ من الأولاد الذين قد تكون مشاكلهم أكثر مصدراً لهموم الآباء والأهل، ودائماً مشاكلهم أكثر تعقيداً وازعاجاً للأهل والمجتمع ؛ ناهيك عن أن البنات أكثر حناناً تجاه الآباء والأسرة قياساً بالأبناء.
وعليه فإن تلك المقولة التي لا تصدر إلا عن من فقدوا العاطفة والحنان والرحمة تجاه بناتهم ، وهي مقولة تؤكد قصور وتقصير الآباء في احتضان ورعاية البنات بمنظور ومفهوم بعيدين عن مفاهيم الجاهلية و الجاهلين .
د. عز الدين حسين أبو صفية،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق