الخميس، 12 مارس 2020

جميلة محمد


باسم الحضارة ...باسم الازدهار والرقي ..باسم الرفاهية ..والتطور والتصنيع و التقدم و القفزة النوعية ...تدخل الانسان في كل شيء على وجه هذه الارض ..استخرج مافي باطنها وهدم ماعليها ليبني ابراجا وممرات وقناطر .. تستجيب لطموحه و  مصانع تحقق احلامه ...دون الاكثرات للعواقب ..فتغيرت المواسم والفصول  وتقلبت الاحوال الجوية واضطربت ..وتغيرت طبيعة الاحياء ..وتبدلت ..وضعفت مناعة البشر وبنيتهم اضمحلت ..وانقرضت الاف المخلوقات والانواع . و .تشكلت اخرى ...وتشكل ثقب الازون ..وارتفعت حرترة الارض ..ويرتفع منسوب المياه في المحيطات نسبيا ..فتحل تسونامي في اماكن عديدة ..وتتسارع وثيرة التخريب ..
(تلاعبوا بالجينات والموراتات النباتية والحيوانية ..) لنصل الى هذه المرحلة ..

مايحدث ليس بالكارثة بمقارنة مع ما ينتظر عالمنا ..من اوضاع  بيئية كارثية بالفعل ..قد لا ينفع معها التدخل البشري  العلمي ...في مرحلة ما ..
لذلك منذ سنوات طويلة ارتفعت اصوات واعية  محدرة  من اخطار الاضرار بالبيئة و عواقب تخريب الناموس الكوني والتلاعب بنظم الطبيعة ..
مايحصل الان ليس الا ناقوسا للتنبيه بالخطر المحدق بالارض ومن عليها ..يحدر  بجدية من ..ازمة  البيئة ..من ناحية ....
وازمة الانسانية من ناحية اخرى ..فقد تراجعت القيم والمباديء  الانسانية الاممية في وقت  راكمت الدول الكبيرة الاف الرؤس النووية ..كما تراكم الاف البكتريا والاوبئة في مختبراتها ..تدخرها ياترى لمن .؟!!..ما مصير هذه الارض ؟!.اذا ما وقعت بيد قيادات حمقاء لاتقدر العواقب .. 
فهل ستكون  وبالا على البشر .....!!
وهل سيبقى  العالم متفرجا بينما امال واحلام الاجيال القادمة،  رهينة بيد ثلة من  السماسرة والمافبات واللوبيات المتجردة من كل  الصفات الانسانية  البشرية ..لا احد يستطبع ان بخفي القلق والحزن الذي يصيبنا جراء ما نعايشه  هذه الايام ..مع ذلك نتماسك ونتصدى بارادة قوية مؤمنة ان الخير فينا باق وان   اليوم افضل باذن الله ..

صباح يقظة وامل وتفاؤل .. 
.

الأربعاء، 11 مارس 2020

د.رمضان الحضري

الكلمة في الشعر والسرد
والسيناريو
*******
الجزء الأول 
*********
أشد الأعداء ضراوة ، وأكثرهم انتصارا عليك ذلك العدو الذي يكون من داخلك ، فالنفس _ غالبا _ أقوى على الإنسان من أعدائه الخارجيين
والأبناء والبنات أقوى على والديهم من أعدائهما ، ولاتهدم لغة إلا من العاملين بهذه اللغة ، ولا يموت حسن خلق إلا من تخلي أصحاب الخلق الحسن عنه ، فلا يقتل الشعر سوى الشعراء ، ولا يمحو الرواية سوى الروائيين ، ولا يهدم وطن سوى أبنائه .
لست في حاجة لإثبات ماقلته 
 فليس يصح في الأذهان شيء
 إذا احتاج النهار إلى دليل
ولذا فإن الشاعر حينما يكتب نصه الشعري ، فالعدو الأول له هو هذا النص ، وهذا ماجعل بعض الكتاب يقولون إن نصوصي هم أبنائي ( يا أيها الذين آمنوا إن من أبنائكم وأزواجكم عدو لكم فاحذروهم ) .
ماكنت في موقف صعب وأنا أكتب نقدا مثل حالتي الليلة ، فأنا قد حاصرت ذاتي ، وأكاد أقتلها بحثا وفحصا وتنقيبا وتعذيبا ، حيث إن همي يكمن في توصيل فكرتي التي أغرتني وكأنها شيطاني ونفسي اجتمعا على عقلي ليضلاه ، أو ينصحاه بصدق أو بكذب ، لكنني في النهاية عازم على قول ما أفهم عن الشعر في هذه المرحلة دون مواربة أو محاباة ، وقد اخترت نصوصا لشعراء بارزين جدا ومهمين للغاية في المشهد الشعري العربي .
نعم هم شعراء من مصر ، فليس يغني عنهم شعر المغرب ولا شعر الجزيرة ، ولكنهم في الحقيقة يغنون مثلي عن شعر المغرب والجزيرة .
إن الذين يرون أن اللغة كلمات وجمل وحروف وألفاظ وأصوات ، ذلك قدر اللغة عندهم ، فهم يختصرونها في التفاهم والتواصل .
بينما اللغة فيما أرى تشمل حياة من يتكلم بها من عادات وتقاليد وقوانين وميول واتجاهات وأفكار ، وربما اللغة عندي هي أكبر حقيقة مجردة ، لأنها تكشف عن قائلها كشفا تاما ، وبخاصة في الكتابة الفنية من شعر وسرد وسيناريو ومسرح ونقد وغيرها .
فاللغة ليست مجموعة المفردات اللغوية الثابتة في المعجم اللغوي أو المعاجم الشخصية في عقل متكلم ، حيث إنها مجموعة من الترسبات التي حفظت في العقل ليست حسب الاختيار والاصطفاء والانتقاء ، ولكنها حسب الخبرات العادية وغير العادية ، السيئة والطيبة ، المثيرة وغير المثيرة ، وهي التي تبرز تكوين شخصية ما ، ويحكم على العاقل من لغته وعلى غير العاقل من لغته ، فاللغة ضحك وغضب وفرح وحزن وحب وكراهية .
وقد تأخرت قالتي هذه كثيرا ، حيث تدخل أستاذي محمد فياض بعد قراءة قالتي الماضية ، وشرح لي ماوقعت فيه من سلبيات ، وملخصها عدم وضع النقاط على الحروف ، بعدم توضيحي لنقاط جل مهمة ، مع بيان ثبات الأسماء واستمرارية دلالتها القديمة حتى مع اكتسابها دلالات جديدة ، فهي لاتفقد دلالتها القديمة أبدا ، وهذا يعني أن الأسماء مرنة وقابلة للتجدد في ذاتها مع احتفاظها بسلطتها الكلامية التي نزلت بها من عند المولى جل في علاه منذ أن علَّم الله آدم الأسماء كلها ، وربما هذا سر من أسرار العطاء القرآني لكل زمان ولكل مكان ، ولكل حادثة وفعل .
فالكلمة مستمرة عبر التاريخ ، ربما تأخذ دلالات جديدة حسب العصر والمستخدمين ، وربما تبقى في شكلها القديم أو شكلها الأسطوري كما أحب أن أسميه أنا ، لعدم قدرة المستخدم على تطوير الدلالات فيها أو تحميلها بدلالات جديدة .
وحينما يكتب الشاعر نصه الشعري ، فهو يكتبه في مواجهة المجتمع الذي يعيش فيه ، مع العلم أنه سوف يأخذ من هذا المجتمع نصه ، وقد أخذ قبل النص من المجتمع معارفه وأخلاقياته ، وبالتالي فهو سوف يقدم للمجتمع ماهو معروف لدى العامة ، وما هو مبتكر من ذاته ، معروف لدى العامة لأنه سوف يستخدم مادة يعرفها العامة وهي اللغة ، ومبتكر لأنه سوف يعيد تشكيل المادة لتصبح فنا جديدا ، فاللغة في ذاتها ليست فنية ، ولكنها سوف تكتسب فنيتها من مستخدمها ، فمثلا ، حينما يقوم مثّال بعمل تمثال من الخشب ويكون هذا التمثال رائعا ، فإن روعته لم تأت من الخشب المستخدم ، لكن يد الفنان المثال البارع وفكره وعقله وأخلاقياته ومعرفته بالجمال ومعرفته بالذوق العام للمجتمع وثقافته المجتمعية هي التي تدخلت لانتاج هذا التمثال ، فشكل الخشب الجديد في التمثال لم يعد شكل الخشب القديم ، فلو كان التمثال لامرأة فنحن نسمي القطعة باسم جسد المرأة وليس باسم الخشب ، فنقول : أنظر كيف كان رائعا في نحت الصدر ، وكيف كان منسقا في نحت الرأس ، فأطلقنا على قطع في الخشب اسم عضو بدني في المرأة .
فحينما يكتب شاعر نصه فالكلمة تنتقل من معجمه ومعجم اللغة إلى جزء من بناء النص ، نشير إليها على أنها أصبحت عضوا في النص ، وليست مفردة في المعجم الشخصي أو المعجم اللغوي .
والكلمة في المعجم مفردة ، لأنها تحمل دلالة معينة في ذهن صاحبها ، فإذا استخدمها في نص أصبحت ثنائية لأنها تحولت إلى كلمة موجهة إلى شخص آخر أو أشخاص آخرين ، وثنائية الكلمة ليست في فن الشعر فحسب ، بل هي في كل فن وفي غير الفن ، فكل متكلم لابد أن يكون هناك طرف آخر يستمع له مواجهة أو قراءة أو عبر التواصلات المختلفة الجديدة والقديمة ، تهدف الكلمة من المتكلم لإبلاغ المتلقي بما ، متغييا هدفا يبغي الوصول إليه ، في الفن تكمن المعرفة مع الجماليات ، في محاولة للوصول إلى ذلك الـــ ( ما ) .
وسوف أحاول مناقشة النصوص المطروحة من خلال ما أسلفت من رؤى ورؤية جاءت مقتضبة جدا ، شفقة بالقاريء أولا وبنفسي ثانيا ، وأطرح ذلك في غد إن شاء الله وقدر .



‏بربك ..
‏يا وردتي كيف أفعلْ؟!
‏وأنت الجميلة
‏لكن إذا ما افترقنا قليلا ..
‏تعودين أجملْ..!
‏كأن بعينيك معنى فنائي..
‏ومعنى انتشائي ..
‏ومعنى نبيّ بهذي الكواكب ليلا تأملْ..
‏أنا نصف دائرة يا حياتي
‏وعند حضورك أبقى ..
‏وتبقين أكملْ
كأن الحنان الذي في يديكِ
بطعم الأمومةِ
بالقلب أدفا وأشمل
كأن العصافير في الشعر تأوي إليك ..
فتسكن عشا حنونا
وتلمس في هدب عينيك مخمل
‏علاء جانب


  




*************
أدعوكِ امرأةً..
فامتثلي
لخيالي الكاذبِ..
وَاحْتَمِلِي
عِبءَ أصابعيَ
الخرساءِ
أدعوكِ امرأةً
عاريةً..
إلا من معطفِها
الأزرقِ..
مُبْتَلاًّ
بجلالِ الماء
أدعوكِ امرأةً
كاملةً
تتوحَّدُ
فيها الأهواء
سامح محجوب

**********
. " المرأة "
المرأةُ القمر الذي
يضعُ الجمالَ
ويرْتقي
وهْيَ المحارةُ
روحُها أنقى من
الضوءِ النقي
في شعْرِها المضفورِ
بالأحلامِ
يسبحُ زورقي
في صدرها
المعجونِ
بالنّوار
يبدأُ مشرقي
في ثغرها،
في أيكةِ الكروانِ
يحْسُنُ منطقي
في الليل
يمتزجُ الضياءُ
بخمرها
كي يستقي..
كأسًا
ويغْرَقُ بعدَهَا
يا بؤسَ مَنْ لم يغْرَقِ
فهْيَ ابتسامةُ عاشقينِ
على زجاجِ
الدَّورقِ
رُسِمتْ بريشةِ هُدْهُدٍ
يطأُ الوجودَ
وينتقى..
ألوَانَه من جنةٍ
معبودُها لم يُخْلَقِ
علي عمران
***********
يَا أيُّهاَ
الأسَدُ الذي
حَمَلَ الأمانَة مُخْلِصًا
يا سَيِّدَ الشُّجْعانِ
في أعْتَى المَخَاطِرْ
أنتَ
الأمينُ عَلَى الثرَى
منْ كلِّ خَوَّانٍ وَ فَاجِرْ
أطلقْ رصاصَكَ
هَادِرًا
في قَلْبِ مُغْتَصِبٍ وَ غَادِرْ
وَ اكتُبْ بعَزْمِكَ باسِمًا
سَنَرُدُّ كَيْدَ المُعْتَدي
وَ نَصُونُ عَزَّةَ أرْضِنَا
وَ الله نَاصِرْ
سَنَعيشُ
أحْرَارًا يُهَابُ زَئيرُنا
وَ يُرَفْرفُ
العَلَمُ المُعَزَّزُ في السَّمَاءْ
إنَّا خُلِقْنَا
شَامِخينَ نُعَلِّمُ الدُنْيَا الفدَاءْ
عصام بدر
************

على وعدٍ
بألا نلتقي أبدًا
فقد ضاعَ الذي نهواهْ
هو الماضي
وليسَ سواهْ
وآهٍ .. آهْ
على الحُلمِ الذي قد كانَ في يومٍ
وضيَّعناهْ
تَحدّيناهْ
وصدّقنا الذي قلناهْ
وجرَّبناهْ
فلا عُدتِ
ولا عُدتُ
كلانا تاهْ
وصارَ عقابُنا هذا الذي نلقاهْ
أضاعتْ "قيسَها" "ليلى"
وضاعتْ بعدهُ ليلاهْ
سقطنا دونَ أن ندري
فيا ويلاهْ
ويا عشقاهْ
ويا خوفاهْ
خسِرتُكِ دونَ أنْ أدري
ولا أملٌ بأيِّ حياةْ
لذا أدعو على قلبي
بكلِّ صلاةْ
لأني حينَ ضيَّعتُكْ
أنا ضعتُ
بأرضِ اللهْ
أنا "موسى" وتيهي دائمًا أبدًا
وفي قلبي حفِظْتُكِ مثلما التوراةْ
بدأناها بأروعِ قصةٍ خُلقتْ
وها نحنُ
ختمناها
على مأساةْ
#عبدالعزيز_جويدة

الثلاثاء، 10 مارس 2020

صبري علي

**عيد الأم.

واحشاني جدا' واحشاني يامّة..
واحشاني يامّة, ونفسى اشوفك.
واحشاني رقوة من بين كفوفك.
ودعوة حلوة' باسمعها لمّا..
أتعب, أو اسخن,وتجيني حمّة.
وبحسّ باكى..
باسمع دعاكى , وبكلّ همّة :...
"إشفيه يا ربّى, وزيل دي غمّة"
"إشفيه وصونه,واحفظ عيونه"..
"من أىّ حاسد شافه ما سمّى"..
"وفك ضيقه "..
"نوّر طريقه من اي ضلمة".
"دا هوّ سندى' روحى,وكبدى"..
"ولدى,وسعدى,وأحلى نعمة".
واحشانى جدّا ' واحشانى يامّة..
كلّ امّا ازورك ' اسبح فى نورك.!
واشتاق لبوسة منّك, وضمّة.!
واقول يا ربّى :
(يسّر حسابها ,عطّر ترابها)..
(وارحم معاها ' خالة, وعمّة).
واحشانى جدّا ' واحشانى يامّة..
من قلب موتك' شاعر بصوتك.!
بإيديّة لامسك,وف ودنى حسّك!!:
"قوم يا حبيبى ' أنا فى انتظارك"..
"ومحضّرة لك كمان فطارك"..
"بسرعة يلّا ....قوم استحمّى".
واحشانى جدّا ....
 واحشانى يامّة.....


صبري على
مارس17

بقلم الدكتور رمضان الحضري

شاعرات من مصر
( 4 ) 
عاطف الجندي وسكينة جوهر
********
الشر قوة تساند العقم ضد الإنجاب ، وتساند القبح ضد الجمال ،
 فإذا ساد القبح في مجتمع من المجتمعات زاد الشر فيه ، 
فالشر نقيض الإبداع بقدر ماهو نقيض الخير .
حيث يحرص الإبداع على نشر قيم الجمال ومبادئ الخير
 وأخلاق الفضيلة ، ويكشف سوءات الشر وينكس رايات
 القبح ويخرس أصوات مساوئ الأخلاق .
والإبداع موهبة وأدوات لا تعرف التذكير والتأنيث ولا القديم 
والحديث ولا الكبير والصغير ولا الخشن والحرير، ولا يغني شاعر
 عن شاعرة شيئا ، ولا تغني شاعرة عن شاعر شيئا ، فلا نفرق
 بين قصيدة لامرأة وقصيدة لرجل إلا بالموهبة والخطاب الشعري .
وسوف أقدم نموذجين شعريين مختلفين لشاعرين مصريين مهمين
 هما الشاعر المصري الكبير / عاطف الجندي والشاعرة الرائدة
/ سكينة جوهر ، وسوف أقدم نموذجين لهما .
النموذج الأول للشاعر / عاطف الجندي بعنوان ( مساواة )

يقول فيه : _
لماذا بكيتَ ؟
لأن الغناءَ اختبارُ السعيدِ
عن الظبي والقُبَّرة
وأن البكاءَ اختصارُ الحياة
على محمل الجد
لا تسأل الدمعَ من أمطره ؟
ففي كل وجدٍ زرفنا الدموعَ
وفي كل حزنٍ
سقتنا من الطينِ ما أقذره
فأصبحت في كل همٍّ مقيمًا
وأترك للخل حقا 
بحق الصداقة لن أخسره 
وأصبحتُ ألعنُ صبحَ السياسةِ
والنفطَ والمجزرَةْ
وأوقنُ أن الحياةَ
اختبارٌ أليمٌ
يحيلُ الوجودَ لحربٍ ضَروسٍ
ولا حق للخير
أن يسألَ الشَّرَ من أحضره ؟
وأيقنتُ أن الرمادَ هباءً يجيءُ
ولا فرقَ بين النعاج ولا قسورة
سوى لذةٍ
أو بقايا خلودٍ
سيمنح بعضًا من الزهو والمنظرةْ
خِفافًا نجيء ونمضي سِراعًا
ترابًا نعودُ
بدمع نسير إلى المقبرة
تفعيلة المتقارب ( فعولن ) إيقاع رقيق وجميل حينما
يتكرر هذا الإيقاع ، وخاصة أن هذه التفعيلة كثيرة الصفاء 
والتحور في ذات الوقت فتأتي فعولن وفعول وفعو بحذف
السبب الخفيف ، وتأتي في المتقارب والوافر محورة عن
مفاعلتن بحذف السبب الخفيف لتصبح فعولن ، وتأتي في
بحر الطويل متناغمة مع مفاعيلن التي تزيد عنها سببا .
وقد استخدم الشاعر هذا الإيقاع بجميع تنوعاته ليخرج 
للقارئ تشكيلا إيقاعيا منتظما صافيا ومحورا .
لست ممن يعتنون بالنحو ولا العروض ولا الموسيقا 
فكثيرة هي القصور الخربة ، وكثيرة هي الأكواخ المبهجة
فجمال البناء فيمن يسكنه ، حيث لايسكن الجميلَ إلا جميلٌ
فالمحتوى ذلك الساكن في هذا التشكيل الإيقاعي هو محتوى
الرصد لحركة المجتمع من حولنا في صورة جمالية مثيرة،
وحينما يبدع شاعر قصيدة حقيقية فهي كبيرة الشبه به 
لأنه فض بكارة الأوراق فضا شرعيا ، فالشاعر يمتلك مهر
 الورق وهو الموهبة ، ويمتلك الباءة التي تقيم أسرة وهي
أدوات وثقافة الشاعر ، فحينما تبدع هذه الأسرة ستكون 
تلك القصيدة فالنص يبدأ بطرح السؤال ، والسؤال هنا 
حاضر ويسأل عن ماض ( لماذا بكيت ؟ ) فالطبيعي أن
هناك حوارا بين سائل وباكٍ ، وهذا يعني أن عاطف الجندي
ينزع للشعر الدرامي فهو يسأل عن رؤية ، والإجابة تأتيه
شرحا للتفرقة بين الغناء وبين البكاء ، ويرى الشاعر أن البكاء
في حياتنا أغلب ، لأن الغناء مرحلة اختبار وتنتهي ، بينما
البكاء مستمر ، والبكاء لجميل العيون وجميل الجسم وجميل 
الصوت ، حيث كان الاحرى بهم أن يغنوا ، فالظبي جميل 
لكنه يخاف ، والقبَّرة صوتها جميل لكنه مقهور ، النزعة
 الدرامية في النص داخل سلطة الحكمة يحيطهم سور من 
ورود الإيقاع متساويا ومتناغما متزنا ، كل هذا يجعل نص
عاطف الجندي نموذجا لماهية الشعر ووظيفته في المجتمع .
بيد أن قصيدته لن تغنينا عن قصيدة شاعرتنا السامقة /
سكينة جوهر بنت محافظة الدقهلية العظيمة ،
 حيث تقول
في قصيدة لها بعنوان ( من وحي اليوم العالمي للمرأة ) 
****************
عُذراً ليومٍ أتى بالبؤسِ مُرتِفقا
ما فيهِ أيُّ جداً للـمرأةِ استَبــقَا
اللهُ ربِّي ..ومنذُ الــبدْءِ كرّمها
تكريــمَ حقٍّ ..لهَا بالحقِّ كمْ نطقَا
في سُـورةٍ لمْ تزلْ بِالذِّكْرِ تُتحِفُنا
تُعْلي لَها بالدُّنا.. وَتزيدُهـا أَلَقَا
ماكَانَ ( ثامنُ آذارٍ ) سوى حدثٍ
بهِ احتجاجُ نِساءٍ تشتكي رهَـقا
شبَّتْ لَهنّ بـ(أمْريكا) مُظاهرةٌ
كَيْ يُصلِحوا حَالَهُنَّ وينْظروا شَفقَا
وَليسَ فيهِ مِن التَّكريمِ وجهُ ندىً
على النِّساءِ ..إذَ الإسْلامُ قدْ سَبقَا
وقالَ ( أحمدُ ) خيرُ الخلقِ قوْلتهُ
وسامَ فخرٍ لها بالخيـــرِ مؤتَلِـقا
( شَقائقٌ للرجالِ ) وَمنْ سَيُكْرمُها
هوَ الكريمُ..وَمنْ يوماً يُهِنْ.فسَقَا
فـ( سَدِّدوا..قارِبوا) ياقومَنا احترِموا
عَهدَ السَّماءِ.ويافَوزَالذي صَدقَا
فَالمرْأةُ اليومَ كمْ ضاعتْ مكانتُها
المرأةُ اليومَ في شوقٍ لِمنْ رَفَقَا
في كُلِّ شوقٍ لِمنْ بالــودِّ يَفهمُها 
 وَمَنْ بِعـهدِ هَـــواها بالوَفـا وَثَقَـا
وَمنْ بِكُلِّ احتـرامِ يسْتظِـلُّ بِها 
 يروي رُباهَا الهنا..لا الهمَّ والقلقا
فإنها الأمُّ كمْ عانتْ وكمْ ولدَتْ
وَإنها الزوجُ والقلبُ الذي عَشِقا
وإنَّها الأختُ والحضنُ الذي انصهرتْ
فيهِ المنى لك أعْظمْ بالذي خلقَا !!
لولاها يا (آدمٌ ) في ذي الدُّنا لَبدَتْ
تِلكَ الحياةُ جَحيـماً مُنتِـناً خَلِقـا
لولاها يا( آدمٌ ) ماكنتَ أنتَ ..ولا
يوماً فؤادُكَ بابَ السَّعدِ قدْ طرقَا
فكُنْ لها مُفدِياً بالرّوحِ ..واسقِ لَها
كَأسَ الهناءِ بخمْرِ الصَّفوِ مُغتبِقَا
بحرُ الهمومِ بهِ ( حوَّاءُ ) كَم سبحتْ
فَكُنْ لها مُنْجياً..يامنْ بِها غَرقا
نسق من الأنساق الشعرية الحقيقية تعلن فيه الشاعرة عن
قدرة كبيرة لتمكنها من أدواتها وصنعتها ، وتبدي الأبيات
موهبة قلما تتصف بها امرأة ، فلكأن خناس تقف خطيبة
وجليلة بنت مرة ناصحة وخولة بنت الأزور تمتطي جوادها
وسهير القلماوي في حرم جامعتها ومفيدة عبدالرحمن على
 منصة الأمم المتحدة ، وسكينة جوهر على منبر شعرها ، 
وجميعهن يعلن انتصار المرأة قديما وحديثا ، فما تقل سكينة
جوهر شاعرية عن شعراء المشهد إلم تتفوق على الكثير من
الرجال والنساء ، فها هي تمسك لجام البسيط مستفعلن فعلن
مستفعلن فعلن ، كما فعل القدماء والمحدثون من الشعراء ،
فلا يفلت منها قيد أنملة ، ولا يغيب عن عينها طرفة ، وتصرخ
بحرف ( القاف ) وهو من حروف القلقة في نهاية كل بيت والقاف
مفتوحة إلى أعلى تلزمها ألف ، وكأنها تنهيدة مقروح وعبرة مجروح
وزفرة مصدور ونفثة مهموم ، يشتم ذوي الحس من النص رائحة
 كبد يحترق ، على ما كان ثم على ما صار .
وتقدم البرهان على ما كان والدليل على ما صار ، والنتيجة الطبيعية
لحال المرأة في يوم المرأة العالمي ، وتمزج بين الخيال والحقيقة 
وبين الفكرة العقلية الجديدة والواقع المعيش ، لله درك من شاعرة
ينام الشعر بجوارها طفلا مطمئنا ، وترقص الصور في عينها
 عروسا ليلة الجلوة ، وينجذب لها البيان فراشات تحتضن الضياء .
فالشعر ليس مذكرا ولا مؤنثا ، وليس مثقفا ولا أميا 
وليس لذوي مال أو مساكين ، الشعر موهبة حادة
كالسكين ، إن قال قطع ، وإن هجا أوجع ، وإن رثا أفجع
وإن نصح أقنع ، وإن تغزل تودد ، وإن افتخر تفرد ، هذا
في الوظيفة ، والاثر المجتمعي والنفسي .
شكرا للشاعرين العظيمين عاطف الجندي وسكينة جوهر اللذين
عرفت منهما شعرا ، وتأثيرا في مشهدنا الأدبي ، مع العلم أن النصين 
يحتاجان شرحا مطولا ، لكني جعلت مقالتي تميل للإشارة التي
تغني عن العبارة .

بقلم د.رمضان الحضري

الاثنين، 9 مارس 2020

اصدار احمد بيطار

قد مات القلب...
واندثرت الاحلام...
حتى الأماني ركنت على حافة الطريق تستريح
ولن تفيد لاعذار ولا الاعتذار ....
فقد صح القول ما افسده الدهر لن يصلحه ذاك العطار
احمد بيطار/سوريا 

كلنا وجع ..
جرح الاوطان دامي ..
كلنا ذاك الالم الصارخ ..
على الحدود يستجدي السلام للاطفال . 
 كلنا  ذاك الصمت  الثائر فينا
 براكين نخوة وثيران  غضب ...
كلنا عيون  باكية ..وقلوب شاخصة 
ترجو من الله ما لا ترجوه من بشر ..
الامل ماطلعت شمس على الشام 
مازال  باذن الله و الحلم باق.
جميلة محمد/المملكة المغربية 

الاعلامي أحمد افزارن

 يكتب
عن تجربة

حسن بيريش.. أديب البورتري!


يقول أحمد إفزارن

"حسن بيريش" عملة توثيقية نادرة في لغة الضاد.. يغوص في مرآة حياته الأدبية الذاتية، من خلال قراءة شخصيات غيره: فنية، صحافية، أدبية، ومن مهارات أخرى...
يتخير نجوما من مختلف الميادين، نساءا ورجالا، وينحت لهم - برفيع الكلام - بورتريهات توثيقية عن مسارهم الإبداعي..
ما زال الصحافي الأديب لم يوثق لنفسه.. هو يوثق للآخرين، ومن خلالهم يعكس  مؤهلاته الذاتية، وفلسفته  الخاصة في الفكر والأدب والفن والصحافة..
ونكتشف بهذه التعابير والتوصيفات اللغوية الجذابة التي يوظفها الكاتب،أنه يكتب - بطريقة غير مباشرة - عن نفسه، من خلال كتابته عن آخرين..
وهو بذلك يبرز عناصر التشارك والأهداف والتصورات التي تجمع الآخرين به، وتجمعه هو بالآخرين..
وتشكل عناصر العمق المشترك طاقة تحرك الكاتب في مدارات قد تجعله لا يغادر محطته المعشوقة، وعنوانها:
"أدب البورتري"!
شخصيات متنوعة أعد لها حسن بيريش سيرا ذاتية في شكل ما تسميه الصحافة "بورتريهات"، أي صورا لغوية شخصية لمسارهم الإبداعي، بأسلوب يتسم بمعلومات وشاعرية لا تخلو من "رجع الصدى" لشخصية البورتري، وفيها تفسير وتأويل وتوضيح للكيفية التي يرى بها الكاتب كلا من شخصياته البورتريهية..
وبعيني هذا الصحافي الأديب تتضح لنا خلفية كل بورتري، ونغوص معه إلى سيناريوهات ما قبل وما بعد البورتري..
إنه يوثق للأدباء والفنانين وغيرهم من ذوي الكفاءات المتنوعة،ومن خلالهم يستعرض مؤهلاته التوثيقية الخاصة، فيوثق بذلك لنفسه أيضا مهاراته، من خلال إيحاءات لغوية رفيعة..
شخصيات متنوعة في توثيقاته:
شخصية تحظى بكتاب.
وشخصيات تتجمع في كتاب..
كتاب واحد قد يخصصه لشخصية واحدة..
وبجانبه بورتريهات - بصيغة الجمع - يقوم بتجميعها كلها في كتاب آخر..
ليست له مقاييس محددة، حول ما إذا كان البورتري مختصرا أو مفصلا..
هو يشتغل حسب المعلومات المتوفرة، والظروف، والوقت المتاح، وبيئة إنتاج الأفكار..
وفي مجملها، تقوم كتاباته بتجميع رصيد توثيقي.. والرصيد يتسع أكثر فأكثر لأسماء لامعة، في الآداب والفنون، بينما أسماء أخرى ما زال يشتغل في توثيقها..
- وقائمة ثالثة تنتظر دورها..
لم نعرف من قبل هذا التزاحم على كاتب في "أدب البورتري"!
إنه يكتب بقلبه..
حسن بيريش مولع بحياة الآخرين..
مهووس بكيفية إصرار آخرين على إنجاز ما يجعلهم ناجحين متألقين..
مسيرة الآخرين تشكل حالات تأمل خاصة لهذا الأديب..
وقد تألق حسن في "أدب البورتري"، وأصبح مرتبطا به، لدرجة أن "طلبات" تتقاطر عليه من هنا وهناك..
والبعض يحسبون أن هذه مهنة جديدة، وهي ليست مهنة.. هي عشق لما تكتنزه أعماق الإنسان.. إنسان آخر..
ويبقى حسن بيريش رائدا في هذا اللون الأدبي عندنا، ومن خلاله تترعرع شيئا فشيئا موسوعة تعريفية بكفاءات..
- وفي هذا المناخ: أين النقد؟
فضاءاتنا الإبداعية بحاجة إلى نقد محايد إيجابي، لإبراز قيمة أي إبداع هادف..
وفي غياب الإنتاج النقدي بمختلف المجالات،وبالكثافة الوازنة،والعمق المطلوب، يأتي حسن بيريش كي يشير بأصبع الإبداع إلى نقد ما زال  على هامش الميدان..
حسن بيريش يتناول،في أعماله التوثيقية،كل المواضيع،وكل الأنواع والألوان..
وكل مبدع غير مقصي من "بستان" خبير البورتريهات..

  - أخي حسن.. إلى الأمام!

محمد اديب السلاوي

" 8 مارس 2020 "

-------------------------------

إلى متى تظل المرأة على الشاشة العربية
جسدا للمتعة والإغراء.... ؟.

محمد أديب السلاوي

انطلقت السينما العربية من مصر قبل قرن ونيف من الزمن، ومنها انطلقت صناعتها إلى لبنان وسوريا وبلدان المغرب العربي ،لتندمج في الحياة الثقافية على يد نخبة من الكتاب والفنانين والمقاولين والفاعلين في الفن السابع. ومند انطلاقتها الأولى أصبحت السينما العربية تيارا يعكس حالة التغيير الحضاري بالمنطقة العربية، حيت تم تشييد استوديوهات وقاعات سينمائية وتأسيس شركات إنتاج وتوزيع، لإعطاء هذه الصناعة موقعها الثقافي والاقتصادي على ارض الواقع. 

وخلال هذه الفترة من التاريخ، ظلت السينما المصرية هي الأقدم في المنطقة العربية /هي الأكثر انتشارا وتأثيرا  باعتبارها ذات الصناعة القوية المكتملة  من حيت وسائل الإنتاج والتوزيع والعرض والجمهور الضخم، إضافة إلى عدد نجومها في الساحة السينمائية، الدين يغطون كل احتياجات  واختصاصات فن التمثيل السينمائي. 

وخلال هذه الفترة من التاريخ أيضا ،كانت المرأة وما زالت هي الموضوع الأساسي للفرجة السينمائية العربية في المشرق والمغرب، إذ شغلت صورتها بكل الصفات ،عاشقة ، زوجة، مضطهدة، خائنة، متسلطة، عاهرة، راقصة، آم ومطلقة، العديد من كتاب السيناريو  والمخرجين والمنتجين في مئات الأفلام العربية، منذ زمن الأبيض والأسود إلي زمن الألوان الطبيعية، كانعكاس واضح لنظرة المجتمع العربي إليها، وهو ما حولها إلى بضاعة لترويج الإنتاج السينمائي، بمشاهد الإغراء، الجنس، الرقص، الاغتصاب، الاستهتار بالجسد الأنثوي وبالتحرش الذي يداعب غرائز المشاهدين المراهقين والمكبوتين وإثارتهم، وهي مشاهد تكاد تكون متشابهة في العشرات من الأفلام العربية. 

نعم اعتمدت السينما العربية طيلة القرن الماضي في أغلبية أعمالها على حكايات وقصص ذكورية، قدمت المرأة بادوار الحب والجنس والمتعة الجسدية،وأحيانا خارج الموضوع الأساسي للشريط السينمائي، وهو ما يعني ثقافيا وفكريا وأخلاقيا ،غياب المرأة وقضاياها الاجتماعية والحضارية والسياسية، وغياب طموحاتها وتطلعاتها، وكان الطموحات والتطلعات وجدت عربيا فقط للرجل. 

هكذا بدت السينما العربية خلال القرن الماضي وحتى الآن، في نظر العديد من النقاد والمفكرين، ظالمة للمرأة، قائمة على الذكورية، مع أن المرأة العربية في الزمن الراهن تتطلع إلى قضايا كنيرة، لها عقل وطموحات، حققت تغيرات واضحة في حياة الأسرة العربية، ولها اليوم مواقع قيادية في الأحزاب والحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية، والجيوش وإدارات الأمن والسلطة، إنها اكتر من دلك منافسة  بقوة للرجل في كل المجالات والقطاعات، إلا أن الفن السابع مازال مصرا على توظيفها أداة لجذب المشاهد  بجسدها الأنثوي  كوسيلة للإغراء. 

في نهاية القرن الماضي شغلت قضايا المرأة بالسينما العربية بعض المثقفين العرب، فأنجزوا سيناريوهات وقصص تركز على تحرير المرأة من المشاهد التقليدية، وتغيير صورتها السطحية، فتم إنتاج بعض الأفلام من إخراج فنانات عربيات، يرفضن صور البغي، ولكنهن يركزن على الصورة التي تعطي المرأة حقها الوجودي على الشاشة  / المرأة الفاتنة، الأنيقة الجميلة، المتميزة، وهو ما جعل أعمالهن في نهاية المطاف شقيقة أفلام الرجل، لم تخرج  عن قضايا الحب والرومانسية الأنيقة والمتعة الجسدية،  في قضايا اجتماعية جديدة، مع استخدام أحاسيس المرأة وجمالها الأنثوي ومشاعرها وانفعالاتها وأناقتها،وهو ما أعاد الشاشة العربية إلى مربعها الأول، بنسخة منقحة من سينما الرجل. 

بعد تاريخها الحافل بالتجارب والانجازات المتعددة الأصناف والأهداف، يبدو أن السينما العربية أصبحت في حاجة أكيدة إلى تغيير جدري في عقليتها، في تعاملها مع صورة المرأة وقضاياها، وإلا ستظل هذه السينما متخلفة عن مثيلاتها في الغرب، بل في العالم،لا ترقى إلى الفن السابع الذي أصبح موجها أساسيا للصناعة الثقافية في زمن الألفية الثالثة . 

أن المرأة في عالم اليوم تجاوزت النظرة السطحية /الجنسية إليها، لأنها أضحت هي الفاعل المحرك لعقل التغيير في عالمنا الجديد. 


أفلا تنظرون... ؟