الكلمة في الشعر والسرد
والسيناريو
*******
الجزء الأول
*********
أشد الأعداء ضراوة ، وأكثرهم انتصارا عليك ذلك العدو الذي يكون من داخلك ، فالنفس _ غالبا _ أقوى على الإنسان من أعدائه الخارجيين
والأبناء والبنات أقوى على والديهم من أعدائهما ، ولاتهدم لغة إلا من العاملين بهذه اللغة ، ولا يموت حسن خلق إلا من تخلي أصحاب الخلق الحسن عنه ، فلا يقتل الشعر سوى الشعراء ، ولا يمحو الرواية سوى الروائيين ، ولا يهدم وطن سوى أبنائه .
لست في حاجة لإثبات ماقلته
فليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
ولذا فإن الشاعر حينما يكتب نصه الشعري ، فالعدو الأول له هو هذا النص ، وهذا ماجعل بعض الكتاب يقولون إن نصوصي هم أبنائي ( يا أيها الذين آمنوا إن من أبنائكم وأزواجكم عدو لكم فاحذروهم ) .
ماكنت في موقف صعب وأنا أكتب نقدا مثل حالتي الليلة ، فأنا قد حاصرت ذاتي ، وأكاد أقتلها بحثا وفحصا وتنقيبا وتعذيبا ، حيث إن همي يكمن في توصيل فكرتي التي أغرتني وكأنها شيطاني ونفسي اجتمعا على عقلي ليضلاه ، أو ينصحاه بصدق أو بكذب ، لكنني في النهاية عازم على قول ما أفهم عن الشعر في هذه المرحلة دون مواربة أو محاباة ، وقد اخترت نصوصا لشعراء بارزين جدا ومهمين للغاية في المشهد الشعري العربي .
نعم هم شعراء من مصر ، فليس يغني عنهم شعر المغرب ولا شعر الجزيرة ، ولكنهم في الحقيقة يغنون مثلي عن شعر المغرب والجزيرة .
إن الذين يرون أن اللغة كلمات وجمل وحروف وألفاظ وأصوات ، ذلك قدر اللغة عندهم ، فهم يختصرونها في التفاهم والتواصل .
بينما اللغة فيما أرى تشمل حياة من يتكلم بها من عادات وتقاليد وقوانين وميول واتجاهات وأفكار ، وربما اللغة عندي هي أكبر حقيقة مجردة ، لأنها تكشف عن قائلها كشفا تاما ، وبخاصة في الكتابة الفنية من شعر وسرد وسيناريو ومسرح ونقد وغيرها .
فاللغة ليست مجموعة المفردات اللغوية الثابتة في المعجم اللغوي أو المعاجم الشخصية في عقل متكلم ، حيث إنها مجموعة من الترسبات التي حفظت في العقل ليست حسب الاختيار والاصطفاء والانتقاء ، ولكنها حسب الخبرات العادية وغير العادية ، السيئة والطيبة ، المثيرة وغير المثيرة ، وهي التي تبرز تكوين شخصية ما ، ويحكم على العاقل من لغته وعلى غير العاقل من لغته ، فاللغة ضحك وغضب وفرح وحزن وحب وكراهية .
وقد تأخرت قالتي هذه كثيرا ، حيث تدخل أستاذي محمد فياض بعد قراءة قالتي الماضية ، وشرح لي ماوقعت فيه من سلبيات ، وملخصها عدم وضع النقاط على الحروف ، بعدم توضيحي لنقاط جل مهمة ، مع بيان ثبات الأسماء واستمرارية دلالتها القديمة حتى مع اكتسابها دلالات جديدة ، فهي لاتفقد دلالتها القديمة أبدا ، وهذا يعني أن الأسماء مرنة وقابلة للتجدد في ذاتها مع احتفاظها بسلطتها الكلامية التي نزلت بها من عند المولى جل في علاه منذ أن علَّم الله آدم الأسماء كلها ، وربما هذا سر من أسرار العطاء القرآني لكل زمان ولكل مكان ، ولكل حادثة وفعل .
فالكلمة مستمرة عبر التاريخ ، ربما تأخذ دلالات جديدة حسب العصر والمستخدمين ، وربما تبقى في شكلها القديم أو شكلها الأسطوري كما أحب أن أسميه أنا ، لعدم قدرة المستخدم على تطوير الدلالات فيها أو تحميلها بدلالات جديدة .
وحينما يكتب الشاعر نصه الشعري ، فهو يكتبه في مواجهة المجتمع الذي يعيش فيه ، مع العلم أنه سوف يأخذ من هذا المجتمع نصه ، وقد أخذ قبل النص من المجتمع معارفه وأخلاقياته ، وبالتالي فهو سوف يقدم للمجتمع ماهو معروف لدى العامة ، وما هو مبتكر من ذاته ، معروف لدى العامة لأنه سوف يستخدم مادة يعرفها العامة وهي اللغة ، ومبتكر لأنه سوف يعيد تشكيل المادة لتصبح فنا جديدا ، فاللغة في ذاتها ليست فنية ، ولكنها سوف تكتسب فنيتها من مستخدمها ، فمثلا ، حينما يقوم مثّال بعمل تمثال من الخشب ويكون هذا التمثال رائعا ، فإن روعته لم تأت من الخشب المستخدم ، لكن يد الفنان المثال البارع وفكره وعقله وأخلاقياته ومعرفته بالجمال ومعرفته بالذوق العام للمجتمع وثقافته المجتمعية هي التي تدخلت لانتاج هذا التمثال ، فشكل الخشب الجديد في التمثال لم يعد شكل الخشب القديم ، فلو كان التمثال لامرأة فنحن نسمي القطعة باسم جسد المرأة وليس باسم الخشب ، فنقول : أنظر كيف كان رائعا في نحت الصدر ، وكيف كان منسقا في نحت الرأس ، فأطلقنا على قطع في الخشب اسم عضو بدني في المرأة .
فحينما يكتب شاعر نصه فالكلمة تنتقل من معجمه ومعجم اللغة إلى جزء من بناء النص ، نشير إليها على أنها أصبحت عضوا في النص ، وليست مفردة في المعجم الشخصي أو المعجم اللغوي .
والكلمة في المعجم مفردة ، لأنها تحمل دلالة معينة في ذهن صاحبها ، فإذا استخدمها في نص أصبحت ثنائية لأنها تحولت إلى كلمة موجهة إلى شخص آخر أو أشخاص آخرين ، وثنائية الكلمة ليست في فن الشعر فحسب ، بل هي في كل فن وفي غير الفن ، فكل متكلم لابد أن يكون هناك طرف آخر يستمع له مواجهة أو قراءة أو عبر التواصلات المختلفة الجديدة والقديمة ، تهدف الكلمة من المتكلم لإبلاغ المتلقي بما ، متغييا هدفا يبغي الوصول إليه ، في الفن تكمن المعرفة مع الجماليات ، في محاولة للوصول إلى ذلك الـــ ( ما ) .
وسوف أحاول مناقشة النصوص المطروحة من خلال ما أسلفت من رؤى ورؤية جاءت مقتضبة جدا ، شفقة بالقاريء أولا وبنفسي ثانيا ، وأطرح ذلك في غد إن شاء الله وقدر .
بربك ..
يا وردتي كيف أفعلْ؟!
وأنت الجميلة
لكن إذا ما افترقنا قليلا ..
تعودين أجملْ..!
كأن بعينيك معنى فنائي..
ومعنى انتشائي ..
ومعنى نبيّ بهذي الكواكب ليلا تأملْ..
أنا نصف دائرة يا حياتي
وعند حضورك أبقى ..
وتبقين أكملْ
كأن الحنان الذي في يديكِ
بطعم الأمومةِ
بالقلب أدفا وأشمل
كأن العصافير في الشعر تأوي إليك ..
فتسكن عشا حنونا
وتلمس في هدب عينيك مخمل
علاء جانب
*************
أدعوكِ امرأةً..
فامتثلي
لخيالي الكاذبِ..
وَاحْتَمِلِي
عِبءَ أصابعيَ
الخرساءِ
أدعوكِ امرأةً
عاريةً..
إلا من معطفِها
الأزرقِ..
مُبْتَلاًّ
بجلالِ الماء
أدعوكِ امرأةً
كاملةً
تتوحَّدُ
فيها الأهواء
سامح محجوب
**********
. " المرأة "
المرأةُ القمر الذي
يضعُ الجمالَ
ويرْتقي
وهْيَ المحارةُ
روحُها أنقى من
الضوءِ النقي
في شعْرِها المضفورِ
بالأحلامِ
يسبحُ زورقي
في صدرها
المعجونِ
بالنّوار
يبدأُ مشرقي
في ثغرها،
في أيكةِ الكروانِ
يحْسُنُ منطقي
في الليل
يمتزجُ الضياءُ
بخمرها
كي يستقي..
كأسًا
ويغْرَقُ بعدَهَا
يا بؤسَ مَنْ لم يغْرَقِ
فهْيَ ابتسامةُ عاشقينِ
على زجاجِ
الدَّورقِ
رُسِمتْ بريشةِ هُدْهُدٍ
يطأُ الوجودَ
وينتقى..
ألوَانَه من جنةٍ
معبودُها لم يُخْلَقِ
علي عمران
***********
يَا أيُّهاَ
الأسَدُ الذي
حَمَلَ الأمانَة مُخْلِصًا
يا سَيِّدَ الشُّجْعانِ
في أعْتَى المَخَاطِرْ
أنتَ
الأمينُ عَلَى الثرَى
منْ كلِّ خَوَّانٍ وَ فَاجِرْ
أطلقْ رصاصَكَ
هَادِرًا
في قَلْبِ مُغْتَصِبٍ وَ غَادِرْ
وَ اكتُبْ بعَزْمِكَ باسِمًا
سَنَرُدُّ كَيْدَ المُعْتَدي
وَ نَصُونُ عَزَّةَ أرْضِنَا
وَ الله نَاصِرْ
سَنَعيشُ
أحْرَارًا يُهَابُ زَئيرُنا
وَ يُرَفْرفُ
العَلَمُ المُعَزَّزُ في السَّمَاءْ
إنَّا خُلِقْنَا
شَامِخينَ نُعَلِّمُ الدُنْيَا الفدَاءْ
عصام بدر
************
على وعدٍ
بألا نلتقي أبدًا
فقد ضاعَ الذي نهواهْ
هو الماضي
وليسَ سواهْ
وآهٍ .. آهْ
على الحُلمِ الذي قد كانَ في يومٍ
وضيَّعناهْ
تَحدّيناهْ
وصدّقنا الذي قلناهْ
وجرَّبناهْ
فلا عُدتِ
ولا عُدتُ
كلانا تاهْ
وصارَ عقابُنا هذا الذي نلقاهْ
أضاعتْ "قيسَها" "ليلى"
وضاعتْ بعدهُ ليلاهْ
سقطنا دونَ أن ندري
فيا ويلاهْ
ويا عشقاهْ
ويا خوفاهْ
خسِرتُكِ دونَ أنْ أدري
ولا أملٌ بأيِّ حياةْ
لذا أدعو على قلبي
بكلِّ صلاةْ
لأني حينَ ضيَّعتُكْ
أنا ضعتُ
بأرضِ اللهْ
أنا "موسى" وتيهي دائمًا أبدًا
وفي قلبي حفِظْتُكِ مثلما التوراةْ
بدأناها بأروعِ قصةٍ خُلقتْ
وها نحنُ
ختمناها
على مأساةْ
#عبدالعزيز_جويدة
والسيناريو
*******
الجزء الأول
*********
أشد الأعداء ضراوة ، وأكثرهم انتصارا عليك ذلك العدو الذي يكون من داخلك ، فالنفس _ غالبا _ أقوى على الإنسان من أعدائه الخارجيين
والأبناء والبنات أقوى على والديهم من أعدائهما ، ولاتهدم لغة إلا من العاملين بهذه اللغة ، ولا يموت حسن خلق إلا من تخلي أصحاب الخلق الحسن عنه ، فلا يقتل الشعر سوى الشعراء ، ولا يمحو الرواية سوى الروائيين ، ولا يهدم وطن سوى أبنائه .
لست في حاجة لإثبات ماقلته
فليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
ولذا فإن الشاعر حينما يكتب نصه الشعري ، فالعدو الأول له هو هذا النص ، وهذا ماجعل بعض الكتاب يقولون إن نصوصي هم أبنائي ( يا أيها الذين آمنوا إن من أبنائكم وأزواجكم عدو لكم فاحذروهم ) .
ماكنت في موقف صعب وأنا أكتب نقدا مثل حالتي الليلة ، فأنا قد حاصرت ذاتي ، وأكاد أقتلها بحثا وفحصا وتنقيبا وتعذيبا ، حيث إن همي يكمن في توصيل فكرتي التي أغرتني وكأنها شيطاني ونفسي اجتمعا على عقلي ليضلاه ، أو ينصحاه بصدق أو بكذب ، لكنني في النهاية عازم على قول ما أفهم عن الشعر في هذه المرحلة دون مواربة أو محاباة ، وقد اخترت نصوصا لشعراء بارزين جدا ومهمين للغاية في المشهد الشعري العربي .
نعم هم شعراء من مصر ، فليس يغني عنهم شعر المغرب ولا شعر الجزيرة ، ولكنهم في الحقيقة يغنون مثلي عن شعر المغرب والجزيرة .
إن الذين يرون أن اللغة كلمات وجمل وحروف وألفاظ وأصوات ، ذلك قدر اللغة عندهم ، فهم يختصرونها في التفاهم والتواصل .
بينما اللغة فيما أرى تشمل حياة من يتكلم بها من عادات وتقاليد وقوانين وميول واتجاهات وأفكار ، وربما اللغة عندي هي أكبر حقيقة مجردة ، لأنها تكشف عن قائلها كشفا تاما ، وبخاصة في الكتابة الفنية من شعر وسرد وسيناريو ومسرح ونقد وغيرها .
فاللغة ليست مجموعة المفردات اللغوية الثابتة في المعجم اللغوي أو المعاجم الشخصية في عقل متكلم ، حيث إنها مجموعة من الترسبات التي حفظت في العقل ليست حسب الاختيار والاصطفاء والانتقاء ، ولكنها حسب الخبرات العادية وغير العادية ، السيئة والطيبة ، المثيرة وغير المثيرة ، وهي التي تبرز تكوين شخصية ما ، ويحكم على العاقل من لغته وعلى غير العاقل من لغته ، فاللغة ضحك وغضب وفرح وحزن وحب وكراهية .
وقد تأخرت قالتي هذه كثيرا ، حيث تدخل أستاذي محمد فياض بعد قراءة قالتي الماضية ، وشرح لي ماوقعت فيه من سلبيات ، وملخصها عدم وضع النقاط على الحروف ، بعدم توضيحي لنقاط جل مهمة ، مع بيان ثبات الأسماء واستمرارية دلالتها القديمة حتى مع اكتسابها دلالات جديدة ، فهي لاتفقد دلالتها القديمة أبدا ، وهذا يعني أن الأسماء مرنة وقابلة للتجدد في ذاتها مع احتفاظها بسلطتها الكلامية التي نزلت بها من عند المولى جل في علاه منذ أن علَّم الله آدم الأسماء كلها ، وربما هذا سر من أسرار العطاء القرآني لكل زمان ولكل مكان ، ولكل حادثة وفعل .
فالكلمة مستمرة عبر التاريخ ، ربما تأخذ دلالات جديدة حسب العصر والمستخدمين ، وربما تبقى في شكلها القديم أو شكلها الأسطوري كما أحب أن أسميه أنا ، لعدم قدرة المستخدم على تطوير الدلالات فيها أو تحميلها بدلالات جديدة .
وحينما يكتب الشاعر نصه الشعري ، فهو يكتبه في مواجهة المجتمع الذي يعيش فيه ، مع العلم أنه سوف يأخذ من هذا المجتمع نصه ، وقد أخذ قبل النص من المجتمع معارفه وأخلاقياته ، وبالتالي فهو سوف يقدم للمجتمع ماهو معروف لدى العامة ، وما هو مبتكر من ذاته ، معروف لدى العامة لأنه سوف يستخدم مادة يعرفها العامة وهي اللغة ، ومبتكر لأنه سوف يعيد تشكيل المادة لتصبح فنا جديدا ، فاللغة في ذاتها ليست فنية ، ولكنها سوف تكتسب فنيتها من مستخدمها ، فمثلا ، حينما يقوم مثّال بعمل تمثال من الخشب ويكون هذا التمثال رائعا ، فإن روعته لم تأت من الخشب المستخدم ، لكن يد الفنان المثال البارع وفكره وعقله وأخلاقياته ومعرفته بالجمال ومعرفته بالذوق العام للمجتمع وثقافته المجتمعية هي التي تدخلت لانتاج هذا التمثال ، فشكل الخشب الجديد في التمثال لم يعد شكل الخشب القديم ، فلو كان التمثال لامرأة فنحن نسمي القطعة باسم جسد المرأة وليس باسم الخشب ، فنقول : أنظر كيف كان رائعا في نحت الصدر ، وكيف كان منسقا في نحت الرأس ، فأطلقنا على قطع في الخشب اسم عضو بدني في المرأة .
فحينما يكتب شاعر نصه فالكلمة تنتقل من معجمه ومعجم اللغة إلى جزء من بناء النص ، نشير إليها على أنها أصبحت عضوا في النص ، وليست مفردة في المعجم الشخصي أو المعجم اللغوي .
والكلمة في المعجم مفردة ، لأنها تحمل دلالة معينة في ذهن صاحبها ، فإذا استخدمها في نص أصبحت ثنائية لأنها تحولت إلى كلمة موجهة إلى شخص آخر أو أشخاص آخرين ، وثنائية الكلمة ليست في فن الشعر فحسب ، بل هي في كل فن وفي غير الفن ، فكل متكلم لابد أن يكون هناك طرف آخر يستمع له مواجهة أو قراءة أو عبر التواصلات المختلفة الجديدة والقديمة ، تهدف الكلمة من المتكلم لإبلاغ المتلقي بما ، متغييا هدفا يبغي الوصول إليه ، في الفن تكمن المعرفة مع الجماليات ، في محاولة للوصول إلى ذلك الـــ ( ما ) .
وسوف أحاول مناقشة النصوص المطروحة من خلال ما أسلفت من رؤى ورؤية جاءت مقتضبة جدا ، شفقة بالقاريء أولا وبنفسي ثانيا ، وأطرح ذلك في غد إن شاء الله وقدر .
بربك ..
يا وردتي كيف أفعلْ؟!
وأنت الجميلة
لكن إذا ما افترقنا قليلا ..
تعودين أجملْ..!
كأن بعينيك معنى فنائي..
ومعنى انتشائي ..
ومعنى نبيّ بهذي الكواكب ليلا تأملْ..
أنا نصف دائرة يا حياتي
وعند حضورك أبقى ..
وتبقين أكملْ
كأن الحنان الذي في يديكِ
بطعم الأمومةِ
بالقلب أدفا وأشمل
كأن العصافير في الشعر تأوي إليك ..
فتسكن عشا حنونا
وتلمس في هدب عينيك مخمل
علاء جانب
*************
أدعوكِ امرأةً..
فامتثلي
لخيالي الكاذبِ..
وَاحْتَمِلِي
عِبءَ أصابعيَ
الخرساءِ
أدعوكِ امرأةً
عاريةً..
إلا من معطفِها
الأزرقِ..
مُبْتَلاًّ
بجلالِ الماء
أدعوكِ امرأةً
كاملةً
تتوحَّدُ
فيها الأهواء
سامح محجوب
**********
. " المرأة "
المرأةُ القمر الذي
يضعُ الجمالَ
ويرْتقي
وهْيَ المحارةُ
روحُها أنقى من
الضوءِ النقي
في شعْرِها المضفورِ
بالأحلامِ
يسبحُ زورقي
في صدرها
المعجونِ
بالنّوار
يبدأُ مشرقي
في ثغرها،
في أيكةِ الكروانِ
يحْسُنُ منطقي
في الليل
يمتزجُ الضياءُ
بخمرها
كي يستقي..
كأسًا
ويغْرَقُ بعدَهَا
يا بؤسَ مَنْ لم يغْرَقِ
فهْيَ ابتسامةُ عاشقينِ
على زجاجِ
الدَّورقِ
رُسِمتْ بريشةِ هُدْهُدٍ
يطأُ الوجودَ
وينتقى..
ألوَانَه من جنةٍ
معبودُها لم يُخْلَقِ
علي عمران
***********
يَا أيُّهاَ
الأسَدُ الذي
حَمَلَ الأمانَة مُخْلِصًا
يا سَيِّدَ الشُّجْعانِ
في أعْتَى المَخَاطِرْ
أنتَ
الأمينُ عَلَى الثرَى
منْ كلِّ خَوَّانٍ وَ فَاجِرْ
أطلقْ رصاصَكَ
هَادِرًا
في قَلْبِ مُغْتَصِبٍ وَ غَادِرْ
وَ اكتُبْ بعَزْمِكَ باسِمًا
سَنَرُدُّ كَيْدَ المُعْتَدي
وَ نَصُونُ عَزَّةَ أرْضِنَا
وَ الله نَاصِرْ
سَنَعيشُ
أحْرَارًا يُهَابُ زَئيرُنا
وَ يُرَفْرفُ
العَلَمُ المُعَزَّزُ في السَّمَاءْ
إنَّا خُلِقْنَا
شَامِخينَ نُعَلِّمُ الدُنْيَا الفدَاءْ
عصام بدر
************
على وعدٍ
بألا نلتقي أبدًا
فقد ضاعَ الذي نهواهْ
هو الماضي
وليسَ سواهْ
وآهٍ .. آهْ
على الحُلمِ الذي قد كانَ في يومٍ
وضيَّعناهْ
تَحدّيناهْ
وصدّقنا الذي قلناهْ
وجرَّبناهْ
فلا عُدتِ
ولا عُدتُ
كلانا تاهْ
وصارَ عقابُنا هذا الذي نلقاهْ
أضاعتْ "قيسَها" "ليلى"
وضاعتْ بعدهُ ليلاهْ
سقطنا دونَ أن ندري
فيا ويلاهْ
ويا عشقاهْ
ويا خوفاهْ
خسِرتُكِ دونَ أنْ أدري
ولا أملٌ بأيِّ حياةْ
لذا أدعو على قلبي
بكلِّ صلاةْ
لأني حينَ ضيَّعتُكْ
أنا ضعتُ
بأرضِ اللهْ
أنا "موسى" وتيهي دائمًا أبدًا
وفي قلبي حفِظْتُكِ مثلما التوراةْ
بدأناها بأروعِ قصةٍ خُلقتْ
وها نحنُ
ختمناها
على مأساةْ
#عبدالعزيز_جويدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق