الاثنين، 9 مارس 2020

الاعلامي أحمد افزارن

 يكتب
عن تجربة

حسن بيريش.. أديب البورتري!


يقول أحمد إفزارن

"حسن بيريش" عملة توثيقية نادرة في لغة الضاد.. يغوص في مرآة حياته الأدبية الذاتية، من خلال قراءة شخصيات غيره: فنية، صحافية، أدبية، ومن مهارات أخرى...
يتخير نجوما من مختلف الميادين، نساءا ورجالا، وينحت لهم - برفيع الكلام - بورتريهات توثيقية عن مسارهم الإبداعي..
ما زال الصحافي الأديب لم يوثق لنفسه.. هو يوثق للآخرين، ومن خلالهم يعكس  مؤهلاته الذاتية، وفلسفته  الخاصة في الفكر والأدب والفن والصحافة..
ونكتشف بهذه التعابير والتوصيفات اللغوية الجذابة التي يوظفها الكاتب،أنه يكتب - بطريقة غير مباشرة - عن نفسه، من خلال كتابته عن آخرين..
وهو بذلك يبرز عناصر التشارك والأهداف والتصورات التي تجمع الآخرين به، وتجمعه هو بالآخرين..
وتشكل عناصر العمق المشترك طاقة تحرك الكاتب في مدارات قد تجعله لا يغادر محطته المعشوقة، وعنوانها:
"أدب البورتري"!
شخصيات متنوعة أعد لها حسن بيريش سيرا ذاتية في شكل ما تسميه الصحافة "بورتريهات"، أي صورا لغوية شخصية لمسارهم الإبداعي، بأسلوب يتسم بمعلومات وشاعرية لا تخلو من "رجع الصدى" لشخصية البورتري، وفيها تفسير وتأويل وتوضيح للكيفية التي يرى بها الكاتب كلا من شخصياته البورتريهية..
وبعيني هذا الصحافي الأديب تتضح لنا خلفية كل بورتري، ونغوص معه إلى سيناريوهات ما قبل وما بعد البورتري..
إنه يوثق للأدباء والفنانين وغيرهم من ذوي الكفاءات المتنوعة،ومن خلالهم يستعرض مؤهلاته التوثيقية الخاصة، فيوثق بذلك لنفسه أيضا مهاراته، من خلال إيحاءات لغوية رفيعة..
شخصيات متنوعة في توثيقاته:
شخصية تحظى بكتاب.
وشخصيات تتجمع في كتاب..
كتاب واحد قد يخصصه لشخصية واحدة..
وبجانبه بورتريهات - بصيغة الجمع - يقوم بتجميعها كلها في كتاب آخر..
ليست له مقاييس محددة، حول ما إذا كان البورتري مختصرا أو مفصلا..
هو يشتغل حسب المعلومات المتوفرة، والظروف، والوقت المتاح، وبيئة إنتاج الأفكار..
وفي مجملها، تقوم كتاباته بتجميع رصيد توثيقي.. والرصيد يتسع أكثر فأكثر لأسماء لامعة، في الآداب والفنون، بينما أسماء أخرى ما زال يشتغل في توثيقها..
- وقائمة ثالثة تنتظر دورها..
لم نعرف من قبل هذا التزاحم على كاتب في "أدب البورتري"!
إنه يكتب بقلبه..
حسن بيريش مولع بحياة الآخرين..
مهووس بكيفية إصرار آخرين على إنجاز ما يجعلهم ناجحين متألقين..
مسيرة الآخرين تشكل حالات تأمل خاصة لهذا الأديب..
وقد تألق حسن في "أدب البورتري"، وأصبح مرتبطا به، لدرجة أن "طلبات" تتقاطر عليه من هنا وهناك..
والبعض يحسبون أن هذه مهنة جديدة، وهي ليست مهنة.. هي عشق لما تكتنزه أعماق الإنسان.. إنسان آخر..
ويبقى حسن بيريش رائدا في هذا اللون الأدبي عندنا، ومن خلاله تترعرع شيئا فشيئا موسوعة تعريفية بكفاءات..
- وفي هذا المناخ: أين النقد؟
فضاءاتنا الإبداعية بحاجة إلى نقد محايد إيجابي، لإبراز قيمة أي إبداع هادف..
وفي غياب الإنتاج النقدي بمختلف المجالات،وبالكثافة الوازنة،والعمق المطلوب، يأتي حسن بيريش كي يشير بأصبع الإبداع إلى نقد ما زال  على هامش الميدان..
حسن بيريش يتناول،في أعماله التوثيقية،كل المواضيع،وكل الأنواع والألوان..
وكل مبدع غير مقصي من "بستان" خبير البورتريهات..

  - أخي حسن.. إلى الأمام!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق